https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

لماذا يصرٌ بايدن على اطالة امد العدوان الاسرائيلي على غزة ؟ ولماذا استنفرت الادارة الامريكة كامل طاقاتها لتوفير  ظروف اقليمية ودولية لنتنياهو، للاستمرار  في قصف غزة ، والتنكيل بفلسطينيي الضفة والثمانية والاربعين ؟

الجواب على ذلك لايكمن فقط ، في حرص امريكا التقليدي الحفاظ على اسرائيل ورعايتها وتوفير مقومات قوتها ، وانما هناك سبب آخر يخفيه بايدن ولا يحب اشهاره . ويمكن تلخيص هذا السبب في كلمة واحدة وهي : الغضب .

فبايدن غاضب لأن عملية السابع من اكتوبر قد صدٌعت مشروعا  ، ضيعت الادارة الامريكية ثلاث سنوات من عمرها  من اجل انجازه -الا وهو التطبيع .

فبايدن ساخط شخصيا  ، لان عملية طوفان الاقصى  قد جمٌدت توسيع التطبيع التي كانت – فعليا – في متناول اليد ، واحرجت  الانظمة الحليفة التي تقيم علاقات مع اسرائيل .

وبايدن حانق ، لانه جهوده  لتهيئة الشارع العربي  وتدجينه لقبول التطبيع ،قد ذهبت هباءا منثورا .واصبحت الاغلبية الساحقة من هذا الشارع ضد التطبيع ومعادية لامريكا.

وبايدن ممتعض لان  جهات وازنة  في امريكا اعلنت ،انها لن تؤيد اعادة ترشيح سيد البيت الابيض الحالي  لفترة رئاسية جديدة . لا بل ان الامور قد وصلت الى حد، ان القضاء الامريكي  قد قبل دعوة لمحاكمة بايدن ووزرائه بتهمة ، اطالة امد الحرب ومنع الابادة الجماعية في غزة .

واكثر ما يثير حفيظة بايدن ، هو انه وجدَ نفسه في موقف المُدافع عن خصم شخصي له اسمه نتنياهو . وللتذكير فقط .فهناك تاريخ طويل من العلاقات الاشكالية بين الرجلين.  فنتنياهو وبايدن على خلاف شديد حول الموقف من البرنامج النووي الايراني ، وحول الاصلاحات القضائية الاسرائيلية ، وحول تدخل نتنياهو في الشؤون الامريكية لمصلحة ترامب والجمهوريين .ولذلك  لم يدعو بايدن   نتنياهو الى  البيت الابيض  حتى الآن .

وبهذا الخصوص ، فان  لسان حال بايدن اليوم يلخصه بيت الشعر التالي :

ومن نكد الدنيا على الحر //// ان يرى عدوا ما من صداقته بدٌ .

والاعلام الاسرائيلي طافح بالمواد التي تتحدث عن ان نتنياهو يجرٌ معه بايدن للسقوط في هاوية عميقة .

ومع ذلك ، فان الخلفية الدينية الصهيونية لبايدن ، قد دفعته لابتلاع كل الاهانات التي وجهها  له نتنياهو ، وتجاوز الخصومة معه ، والهرولة الى تل ابيب لاعلان الدعم الامريكي المطلق لاسرائيل ، عبر اقامة جسرين: جوي وبحري لمدها بعشرات الالاف من اطنان الذخائر والاسلحة ، وتقديم مليارت الدولارات لتغذية آلة الحرب الاسرائيلية  ، وتوفيرالمظلة السياسية لاطالة امد هذا العدوان ، ورفض كل الدعوات لوقفه .

باختصار شديد .لقد بات الغضب العميق  ، وليس المنطق او التروي او الحكمة ، هو المحرك الاساسي  للمواقف الامريكية الحالية  ازاء ما يحدث في غزة الآن .وكما هو معروف ، فان الغضب  يُفقد صاحبه الرؤيا السديدة ، ويجر عليه الكارثة  تلو الاخرى . وهذا هو  حال السياسة الامريكية اليوم ، في الشرق الاوسط والعالم .

28/1/20244

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × ثلاثة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube