https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

اربع حقائق اكدهها  العدوان الهمجي المستمر الذي تشنه اسرائيل على غزة .

اولها ، تكشٌفُ الوجه  الاستعماري الحقيقي للغرب في تعامله مع العرب.فقد ذابت مساحيق التجميل التي اخفت  حقد الغرب  وكراهيته على  العرب والمسلمين ، وانهارت قيم حقوق الانسان والديمقراطية التي تلطى المستعمرون القدامي وراءها ،وتمزقت يافطات حرية الاعلام واستقلاله التي رفعتها اجهزة الاعلام الغربية  .ونشاهد الآن كيف يتهافت قادة الغرب على اسرئيل المعتدية  لتقديم الدعم لها ، وكيف اكتسحت  العنصرية المجتمعات الغربية في تعاملها  مع المواطنين من اصل عربي او اسلامي ، وكيف  تسعى   معظم المؤسسات الاعلامية الغربية   الى طمس الحقيقة،وتحويل المجرم الصهيوني الى ضحية ـ ومطاردة الصحفيين الذين يتجرأون على قول الحقيقة  . ثم ان هناك باعثا آخر  لاسراع الغرب لمساندة اسرائيل، وهو الخشية من  تفاقم علامات التصدع التي تضرب اليوم الكيان الصهيوني . فالخوف من امكانية انهيار الكيان الاسرائيلي -وهي حقيقة بدأت تعبر عن نفسها   – هو الذي يدفع قادة الغرب اليوم لمد يد العون السريع  لاسرائيل .

الحقيقة الثانية : ان التطبيع ومد الجسور مع اسرائيل لم يدفعها الى طريق السلام  والتفاهم ، بل على النقيض من ذلك ، فقد اصبحت اسرائيل – بعد التطبيع – اكثر عدوانية واكثر عنصرية . فغلاة الصهاينة الذين سيطروا على السلطة ، لم يقيموا وزنا للتطبيع والمطبعين ، بل  بدأوا منذ عدة اشهر، حربا شاملة  ضد الشعب الفلسطيني  ،من خلال اقامة مزيد من المستعمرات وشن الاعتداءات المستمرة على الاقصى الشريف ، ومحاصرة الفلسطيينيين في الضفة  الغربية والاعتداء عليهم وتهديم بيوتهم واتلاف محاصيلهم وممتلكاتهم، ونسف مبادرة السلام العربية ، وتدمير شعار الدولتين .

الحقيقة الثالثة : هي ان اسرائيل لن تصبح ابدا جزءا من نسيج المنطقة ، وستبقى – على الدوام  جسما غريبا دخيلا ،واداة  لتهديد امن العرب ووجودهم ،ومنع تقدمهم واستنزاف مواردهم .وكل كلام غير ذلك  ،انما يهدف الى ذر الرماد في العيون واخفاء جوهر الكيان الصهيوني العدواني  ،الساعي  ابدا الى  تفتيت العرب واضعافهم والسيطرة على ارضهم وثرواتهم   .

ومن بين ركام الدمار الهائل وأشلاء الجثث  ودخان الارض المحروقة ، تنهض الحقيقة الرابعة   ، وهي ، ان السرطان الاسرائيلي  بدا يفقد زخمه وطاقته ومبررات وجوده ، وانه يمكن قهره  والتغلب عليه . وهذه الحقيقة الساطعة  تتجسد في علامات  الخوف وعدم اليقين التي بدأت تنتشر في المجتمع الاسرائيلي ،وفي انعدام الامن لسكان هذا الكيان  ،و في الهجرة المعاكسة التي نراها اليوم  ، وفي تقاذف المسؤولية بين قادة الكيان عما حدث،وفي تفاقم التوتر وعدم الاستقرار ، وهو عامل يسبب هروب رؤوس الاموال  من  الاقتصاد الاسرائيلي .

باختصار ، فان الاسرائيلي لم يعد- بعد اليوم – واثقا من امنه  ومن مستقبله . وقناعتي ،  فان الغرب عاجز عن تبديد هذه الشكوك والمخاوف التي بدأت  تحاصر الاسرائيليين ، فظروف المنطقة والعالم تتغير باستمرا ر، وهذه التغييرات لم تعد في صالح اسرائيل .

18/10/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube