https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

تحت عنوان “الإسرائيليون يتشمسون بوهج اتفاق السلام على شواطئ دبي” نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا أعدته لويز كالاغان، قالت فيه إن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل وفتح الرحلات المباشرة بين البلدين، سمح للسياح اليهود باكتشاف دبي.

وبدأت كالاغان بالحديث عن فلوير حسن ناحوم، نائبة عمدة القدس والمحامية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية- البريطانية، حيث كانت تجلس مع أولادها الأربعة في مطعم مشمس على الشاطئ في جزر النخيل بدبي، وتراقب أبناءها وهم يتناولون الفطائر المغمورة بالقطر بفرح، بعد اكتشافهم أنها معمولة على الطريقة اليهودية “كوشير”.

وعلى المزالق المائية، كان الأطفال يتحدثون مع بقية الإسرائيليين الذين تدفقوا إلى دبي بعد أقل من ثلاثة أشهر على توقيع اتفاقية التطبيع. وكان هذا مستحيلا، إلّا أن إعلان العلاقات الدبلوماسية في آب/أغسطس سمح للسياح الإسرائيليين بزيارة هذا البلد المسلم الذي كان محرما عليهم، واكتشافه والتمتع بشمسه إلى جانب السياح القادمين من أوروبا.

وتقول كالاغان إن حوالي 50 ألف سائح إسرائيلي سيزورون الإمارات مستفيدين من الأسعار المخفضة للتذاكر، وعدم وجود قيود على الحجر الصحي والهروب من قيود الإغلاق في إسرائيل. وقالت ناحوم: “نصف إسرائيل هنا” و” في البلد كل شيء مغلق ويحب الإسرائيليون السفر والناس أكثر من فرحين بالسلام مع دولة عربية”.

وفي الفنادق المحيطة، احتفل الإسرائيليون معاً في عيد هانوكا (الأنوار). وأحضرت عائلة ناحوم معها شمعدان “مينورة” للسفر لكي تضيئه بغرفة الفندق.

ونشأت ناحوم التي درست في كينغز كوليج بلندن، في جبل طارق وانتقلت إلى إسرائيل عام 2001. ومثل بقية الإسرائيليين، لديها جذور في الشرق الأوسط، والدتها من المغرب أما عائلة زوجها فهي من العراق.

وتقول: “كيهود من العالم العربي، فهذا المكان لا يبدو غريبا عليها، ولكنه يبدو كبيت”. وتقول الصحيفة إن إعلان اتفاقيات “إبراهيم” في 13 آب/ أغسطس، أدت لفتح الحدود للإسرائيليين والرحلات المباشرة بين البلدين، وتبعت البحرين الإمارات بعد شهر، ثم جاء المغرب في الأسبوع الماضي.

وبالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فهذه الاتفاقيات تعتبر نجاحا لـ”استراتيجية الهامش” التي تقوم على تطوير علاقات مع الدول التي لم تقاتل في حروبها ضد جيرانها العرب. وفي منطقة الخليج التي أقامت دولها علاقات سرية لسنوات طويلة مع إسرائيل، فعلاقات مفتوحة جاءت نتيجة للضغط الأمريكي والعداء المشترك لإيران.

وقال زوج ناحوم، آدم، والذي يعمل طبيب أسنان: “عظيم أن تكون لنا علاقات مع دول ليست على حدودنا، حيث لا يوجد دم بيننا. وسيكون مدهشا أن يكون هناك سلام دافئ مع جيراننا”، مضيفا أن “تطبيع العلاقات مع دول الخليج هي خطوة للأمام”.

وقالت العائلة إن المشكلة الأكبر بالنسبة لها كان العثور على طعام “كوشير”، ولكن هناك تغير في الطريق. فقد أعلنت الفنادق الإماراتية والبحرينية والمطاعم، أنها تحضر لما قالت عنها موجات من الزوار الإسرائيليين.

وستبدأ الخطوط الإماراتية قريبا بتوفير خيار “الكوشير” على رحلاتها. ويدفع السياح الإسرائيليون 90 دولارا مقابل التأشيرة حتى نهاية الشهر، حيث ستصبح التأشيرات مجانية. لكن هذا لم يوقف إغراء الخليج وسحره لهم.

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر، أغلقت المطاعم والحانات في إسرائيل للتعامل مع فيروس كورونا، وتفكر الحكومة بقيود أخرى وحظر تجول ليلي أثناء الاحتفالات اليهودية والمسيحية.

وبالنسبة للكثير من الإسرائيليين فهذه هي الزيارة الأولى لدولة عربية. ولم يكن يعرف شكيد أسغال (24 عاما) والصحافي من يافا، ما يتوقعه عندما وصل إلى مطار دبي يوم الخميس. وعندما قدم جواز سفره لمسؤول الهجرة الذي كان يرتدي الثوب العربي ابتسم له. وقال: “عندما تسافر هناك خوف من إظهار أننا إسرائيليون لأن الناس قد لا يحبون رؤيتنا”. و”عندما نسافر إلى لندن وباريس نتحدث بصوت خافت، ولكن الوضع هنا مختلف، يمكنني التصرف بشكل طبيعي. وهذا أمر سيريالي”.

وبالإضافة لزيارة مراكز التسوق والشواطئ وأحواض السمك، فهو يريد مقابلة السكان، خاصة أنه يتقن العربية، “دائما ما رغبت بزيارة دبي. وكان هذا هو حلم طفولتي. وبالنسبة لنا كإسرائيليين لم نكن نتوقع تحقق هذا الحلم”. وهو يريد التعرف على الثقافة والناس والحديث مع الإماراتيين ومعرفة ما يفكرون به حول الوضع.

والحملة الإماراتية لم توجه فقط إلى الإسرائيليين، بل أقنعت اليهود الأمريكيين بالتغلب على مخاوفهم والانضمام إلى الإسرائيليين. وفي فندق الخمسة نجوم في جزر النخيل، فندق فيرمونت، قال الحاخام مارك شنيير،  إنه يشعر بالراحة في الخليج مع أنه بعيد عن بيته في نيويورك. ويضيف: “هناك ساعات كنت أشعر فيها بالراحة لارتداء الكبة (الطاقية) في البحرين أكثر من برلين”.

وعمل الحاخام على مدى عقود في مجال الحوار الديني وبناء علاقات مع دول الخليج، وأكد على التشابه بين اليهودية والإسلام أكثر من الخلافات. وقبل سنوات كان قادة الخليج يخبرونه: “لا مشكلة لدينا مع اليهود” و”لكن مع إسرائيل والصهيونية”.

ويعتقد الحاخام أن هذا لم يعد ظاهرا الآن. وقال: “قلنا إن إسرائيل هي جوهر اليهودية ومنذ 3.000 عاما” و”بالنسبة لليهود، فإسرائيل ليست موضوعا سياسيا بل موضوعا ديني… والآن هناك اعتراف وتسليم بما تعنيه إسرائيل للشعب اليهودي ومن وجهة نظر دينية”.

وبالنسبة للإمارات، فاتفاق التطبيع الثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة يمنحها منفذا على تكنولوجيا طائرات “أف-35” في وقت يعتبر ملف حقوق الإنسان والانتهاكات في اليمن من الموضوعات الحاضرة ويجري التركيز عليها.

ومع أن شواطئ دبي يتمتع فيها السياح الأوروبيون بالشمس ويشربون الخمر ويأكلون شطائر لحم الخنزير، تبدو مناطق أخرى في الإمارات محافظة، مما يعكس قيم العائلة الحاكمة المستبدة.

ويشير الأجانب العاملون في الإمارات إلى منصات التواصل الاجتماعي غمرت بعد إعلان التطبيع برسائل الدعم من الإماراتيين، على ما يبدو. وحذر الخبراء أن هذه حسابات آلية. وفي الحقيقة هناك نسبة كبيرة من سكان الإمارات، 9.2 مليون نسمة ومن بينهم 1.4 مليون مواطن إماراتي لديهم تحفظات على الاتفاقية. ففي دراسة نشرت هذا العام، وجدت أن نسبة 56% دعمت التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. وفي السنوات الأخيرة تراجع الموضوع الفلسطيني من عناوين الأخبار، وحل محله خطوط صدع جديدة أصبح فيها التنافس مع إيران أولوية إلى جانب قطر وتركيا. صنداي تايمز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 11 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube