كتب محمد خير الوادي :
هذا الاعلان الذي يذكرنا بحقبة سوداء من الانحطاط والعبودية تجاوزتها البشرية ، يعود اليوم الى التداول الواسع من جديد ، ولكن هذه المرة في الهند . نعم في الهند ،التي كانت مهدا لحضارة عريقة ، دعت الى السلام والتسامح والسمو الخلقي والروحي .
فقد نشر احد مواقع الشبكة الاجتماعية في الهند اعلانات تتضمن عروضا ” لبيع مائة امرأة مسلمة في مزاد الكتروني ” ،من بينهن صحفيات وناشطات سياسيات وفنانات ومدافعات عن حقوق المرأة ، يعارضن كلهن حزب رئيس الوزراء الهندي الحالي مودي. ولم يقتصر الاعلان على نشر صور النشيطات واسمائهن ولمحة عن حياة كل منهن ، بل ارفق ذلك بصور اباحية مزورة لصقها بهن .
في البداية ، ماطلت الشرطة الهندية في اتخاذ اجراء ضد مروجي هذا الاعلان الاستفزازي ، ولكنها اضطرت – تحت موجة الغضب التي اجتاحت البلاد – الى اغلاق الموقع الذي صاغ الاعلان، وتوقيف ثلاثة من المروجين . وحاولت السلطات الحاكمة – كعادتها – لفلفة هذه الفضيحة المجلجلة ودفعها الى ادراج النسيان.
ان هذه الحادثة البشعة ، لم تكن معزولة عن الخط المعادي للمسلمين الذي ينتهجه حزب بارتيا جاناتا الهندوسي المتطرف والذي وصل الى السلطة عام 2014 . فقد اشعل هذا الحزب الشعبوي مشاعر الكراهية ضد مسلمي الهند ، وذلك بهدف الحصول على اصوات المتطرفين الهندوس .واستغل الحزب سيطرته على شبكات التواصل الاجتماعي من اجل اطلاق عشرات المواقع ، التي تحولت الى مصانع تبث الكراهية والحقد ضد مسلمي الهند .
وقد افضت حملات الكراهية هذه التي ينظمها انصار حزب بارتي جاناتا ، الى حدوث سلسة طويلة من الاعمال العدائية ضد مسلمي الهند، منها السعي لحرمانهم من الجنسية ، واحراق بعضهم احياء والاعتداء على ممتلكاتهم وتدمير المساجد . وقد توجت هذه الافعال الشنيعة بالاعلان عن بيع النساء المسلمات المناهضات لسياسة مودي رئيس وزراء الهند .
مؤسف حقا ان تهوي السياسة الرسمية الهندية الى هذا الدرك من الانحطاط والبشاعة الاخلاقية ، وان تنقلب الحكومة الحالية على كل القيم السمحاء العظيمة ،التي سطرها مفكرون وقادة كبار امثال طاغور وغاندي ونهرو وغيرهم .
20/1/2022