https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

“كشفت إلينا زاكو سيلا وهي ” فتاة أوكرانية تبلغ من العمر 28 عاما، إنها  قد خدمت في الجيش الإسرائيلي ست سنوات، وصرحت بأنها قتلت أطفالا فلسطينيين، وأنها ما زالت تخدم الدولة اليهودية من داخل الأراضي الأوكرانية.

ومنذ نشأتها على أرض عربية محتلة ظلت إسرائيل تعتمد على المرتزقة الأجانب الذين يأتون إليها بهدف الانتقام أو جني المال مقابل القتل.

وبينما تنشط منظمات حقوق الإنسان ضد استخدام المرتزقة للقتل لحساب من يدفع لهم، تعمل المنظمات اليهودية في أوروبا وغيرها من أجل إقناع المدنيين بالالتحاق بالجيش الإسرائيلي وجعلهم في الصفوف الأمامية في محاربة الفلسطينيين.

جيش المرتزقة

وقد اعتمدت إسرائيل على المرتزقة منذ بواكير نشأتها على الأرض الفلسطينية، وقد كان سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد اللغة الإنجليزية عوضا عن العبرية لأن أكثر العاملين فيه من جنسيات مختلفة من غير اليهود، وبعد حرب 1948 غادر منهم الأكثر وبقي الكثير.

وتصنف بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا في قائمة الدول التي يشارك مواطنوها في صفوف القوات الإسرائيلية.

وقد اعلن  الجندي ألكساندر الذي قدم من جنوب أفريقيا إن قيام الدولة اليهودية كان بفضل جنود خارجيين، ومنذ ذلك الحين تَرسّخ تقليد المقاتلين الذين يأتون من بلدان أجنبية لمساعدة دولة اليهود.

وعن المرتزقة يقول المستشار السابق للحكومة البريطانية في شؤون الإرهاب جهان محمود “يتم إطلاق مصطلح المرتزقة على الذين يقاتلون مقابل أجور وعادة يتمتعون باحترافية في القتل، وفي إسرائيل فإن المدنيين الذين يأتون من الخارج للقتال مع الجيش اليهودي كلهم مرتزقة”.

منظمات لتجنيد المرتزقة

كما نشر المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقارير عن وجود مرتزقة في الجيش الإسرائيلي يعتمد عليهم في قتل الفلسطينيين

.

ومن أبرز الهيئات الصهيونية التي تعمل في هذا المجال منظمة “محال” التي تفخر بتجنيدها ألوف المقاتلين من 37 دولة في العالم إبان الحرب الإسرائيلية الفلسطينية عام 1948، وتهدف هذه المؤسسة إلى تجنيد المتطوعين من خارج إسرائيل وتدريبهم على القتال في صفوف جيشها.

ومن المنظمات الصهيونية العابرة للقارات في تجنيد المرتزقة جمعية “سراييل” وتعمل بشكل علني وتقوم بنشر إحصائيات للمتطوعين على موقعها الإلكتروني بعيدا عن السرية.

ويعتبر برنامج “الجندي الوحيد” من أكثر ما تعتمد عليه إسرائيل من المرتزقة حيث يعمل على تسليح الأجانب الذين ليست لديهم عائلات في إسرائيل، ويفضل أن يكون الجندي يهوديا، لكن ذلك ليس شرطا إذ يكفي قبوله الالتحاق بجيش الاحتلال.

تتمتع هذه الفئة من الجنود برواتب مغرية مقارنة مع الجنود العاديين، ويتلقون تدريبات عسكرية مكثفة. وقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا يقول إن الجيش يدفع مزايا وأجورا مرتفعة لفئة الجنود الوحيدين (من غير عائلات) ويسمح لهم بالعمل الخاص.

وفي أمريكا وأوروبا يتم التجنيد بشكل علني، وتتلقى بعض المنظمات التي تقوم بالتجنيد الدعم من دافعي الضرائب.

نجحت المنظمات اليهودية في استقطاب ألوف الأشخاص من 70 دولة في العالم

برنامج الجندي الوحيد

نجحت المنظمات اليهودية في استقطاب ألوف الأشخاص من 70 دولة في العالم وأقنعتهم بالتعاون والعمل في صف دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين.

ووفقا لتصريحات من وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن 80% من الجنود الوحيدين (من غير عائلات) أتوا بمفردهم و20% منهم يهود، مما يعني أن النسبة الأكبر من الجنود الأجانب مرتزقة.

وطبقا لتقرير صادر عن وحدة البحث والمعلومات في الكنيست فقد بلغ متوسط الوحيدين في الجيش خلال الفترة الواقعة بين 2002 و2012 ما حصيلته 5500 جندي في السنة الواحدة.

ويُعرف منتسبو “برنامج الجندي الوحيد” بالشراسة والخطورة ويأتون للقتال إما على أسس عرقية أو مقابل مبالغ مادية كبيرة.

وإثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014 برزت قصة المرتزقة في جيش الاحتلال حيث سقط عدد منهم في المعارك البرية وكان من ضمنهم أمريكيون.

إعلانات تدريبية سياحية

تعمل إسرائيل على إقناع الجميع أنها تقع في خطر وبحاجة لمن يعطف عليها ويساندها، وفي سبيل ذلك تفتح مقرات للتدريب لا تستهدف الشباب والمرتزقة فقط وإنما تستقطب أيضا السياح والعجزة والأطفال.

وفي معسكر “كاليبر3″ في الضفة الغربية استطاعت الكاميرا التصوير داخله، واستعرض الفيلم لقطات من التدريب وظهر أنه يستهدف كل الفئات العمرية.

واعلن  المدرب ستيف إن الجميع يتلقى التدريب ومعهم الأطفال حيث يشاركون مع آبائهم. كما ظهر زوجان أمريكيان قدما لقضاء شهر العسل في تل أبيب ضمن الذين يتلقون تمرينات على حمل السلاح.

وينشر معسكر ” كاليبر3″ إعلانات عن دوراته التدريبية في مواقع السياحة المشهورة، ويتحدث القائمون عليه عن الحاجة لمعرفة استخدام السلاح بالنسبة لمن يسكن في دولة إسرائيل.

ينشر معسكر ” كاليبر3″ إعلانات عن دوراته التدريبية في مواقع السياحة المشهورة

مسيحيون يقاتلون مع إسرائيل

وعلى الرغم من التحفظ الشديد الذي يحيط بالمعسكرات التدريبية للمرتزقة، فإن الصحفي النرويجي “تايالي سيلفسن” نجح في مرافقة بعض المتطوعين النرويجيين إلى القواعد الإسرائيلية.

وفي متابعته لقضية المتطوعين اكتشف أن زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في النرويج “لكريس كارا” توجد في المعسكر التدريبي وترتدي الزي العسكري الإسرائيلي. وقد كُتِب في الإعلام النرويجي عنها، ولكنها فضلت السكوت ورفضت الحديث للصحافة عن قضيتها.

وفي إفادته قال رئيس فرع منظمة “سراييل” في النرويج “تورك دول” إنه مسيحي وتطوع مرارا لصالح الجيش الإسرائيلي، واعتبر أن منظمته مدنية رغم أنها جزء من الجيش الإسرائيلي وتعمل على تحضير المتطوعين للذهاب من أجل مساعدة إسرائيل.

وعلى الرغم من أن النرويج بها جالية يهودية، فإن أغلب الذين تستهدفهم “سراييل” من المسيحيين المحافظين وخصوصا من كبار السن. ويسود بين بعض المسيحيين هناك اعتقاد أن المسيح عليه السلام لن يرجع قبل أن يوجد اليهود في وطنهم المقدس ويستعيدوه.

وزعم ممثل المنظمة في النرويج أن الذين يذهبون لإسرائيل يعملون في التصنيع وشركات الأدوية والمستشفيات، لكنه لا ينكر عملهم مع الجيش الإسرائيلي. وتختلف آراء النرويجيين إزاء المواطنين الذين يذهبون لإسرائيل حسب المعتقد والتوجه السياسي.

يعتبر برنامج “الجندي الوحيد” من أكثر ما تعتمد عليه إسرائيل من المرتزقة

تشجيع دول كبرى

في الوقت الذي تحارب فيه المنظمات الحقوقية الترويج لالتحاق المدنيين بمعسكرات السلاح، فإن أصدقاء إسرائيل يسمحون لها باستخدامهم وتسليحهم في قتال الشعب الفلسطيني، ويرى بعض المراقبين أن ما تقوم به الدولة العبرية انتهاك لحقوق الإنسان. وفي الوقت الذي تعاقب فيه بريطانيا رعاياها الذين يذهبون لسوريا لدواع إنسانية بالسجن، فإنها تفضل الصمت على أولئك الذين يذهبون للقتال مع إسرائيل ضد الفلسطينيين. وهطذا تفغل معظم الدول الغربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 9 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube