شن صحفي إسرائيلي هجوما عنيفا على المواطنين الإسرائيليين على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق في الضفة الغربية والقدس.
واتهم جدعون ليفي -في مقال له نشرته صحيفة “هآرتس” (Haaretz) الإسرائيلية- جميع الإسرائيليين بالتواطؤ في احتلال الأراضي الفلسطينية. كما اتهم الحكومة الإسرائيلية بالرضوخ لتصرفات مواطنيها “الجنونية”.
وقال ليفي -وهو صحفي محسوب على اليسار الإسرائيلي- “إننا جميعا، وكل فرد إسرائيلي شاركنا في المسيرة نحو (مستوطنة) حومش في ذلك اليوم. جميعنا وكل فرد منا شارك في مسيرة الأعلام في القدس يوم الأربعاء”.
ووصف كل الإسرائيليين بأنهم مستوطنون، مشيرا إلى أنه ليست هناك من طريقة أخرى لوصف الواقع، وأن كل من يعتقد أن من شارك في تلك المسيرة هم قلة من المستوطنين “العنيفين” الذين لا صلة لمعظم الناس بهم إنما يكذب على نفسه.
وكانت مواجهات قد اندلعت عندما قمعت إسرائيل فلسطينيين كانوا يحتجون على تأمين جيش الاحتلال وصول حافلات المستوطنين إلى أطلال البؤرة الاستيطانية “حومش” التي أخلتها الحكومة عام 2005.
وتوالت اقتحامات المستوطنين لعشرات المواقع الأثرية والدينية الفلسطينية، كان أخطرها ظهر الثلاثاء الماضي بعد أن اقتحم أكثر من 10 آلاف مستوطن إسرائيلي جبل الظهور (مستوطنة حومش المخلاة) الجاثم على أراضي قرية برقة قرب مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية).
ومنعت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، متطرفين يهودا حاولوا الوصول إلى منطقة باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة ضمن “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، في حين اعتدت على عشرات الفلسطينيين بالمنطقة.
وانتقد ليفي -في مقالته بصحيفة هآرتس- محاولات الإسرائيليين إلقاء اللوم في كل ما يجري في الأراضي المحتلة على الفلسطينيين. وقال في هذا الصدد: “كم يطيب لنا أن نظن خطأ أنه لا يمكن أن نكون نحن، المتنورين، من له صلة بما يحدث، وأن الحكومة تنصاع فقط لجنون” الفلسطينيين.
ولفت إلى أن “كل علم استفزازي رُفع في بؤرة حومش، وكل الأعلام التي ترفرف فوق جبل المعبد، جميعها تحمل أسماءنا”، على حد تعبير جدعون ليفي الذي يضيف قائلا إنه “لا يمكن لأحد جالس في تل أبيب وهو يرتشف قهوة بحليب الصويا ثم يتذمر من تصرفات المستوطنين متهما إياهم بتخريب وطننا”.
ولم يستثن الكاتب أحدا في إسرائيل من مسؤولية ما جرى في حومش، سواء من سياسيين في الحكم أو المعارضة، أو حتى قوات الجيش والأمن، مضيفا أن ذلك ما يطلق عليه “تحريض على ارتكاب جريمة”.
واعتبر مسيرة الأعلام “الاستفزازية” في حومش عملا “مقيتا”، وأنها “تمييز عنصري في أجلى صوره، وصفعة في وجه المحكمة العليا” في إسرائيل. وتابع قائلا إن المسيرة “تظهر ازدراء للقانون أكثر مما تنطوي عليه التهم الموجهة ضد (رئيس الوزراء السابق) بنيامين نتنياهو”.
وقال: “إنها تمييز عنصري لأن أصحاب الأراضي الفلسطينيين في حومش لم يعد بإمكانهم أن يحلموا بتنظيم مسيرة مماثلة إلى أراضيهم، حتى وإن كان بغرض زيارة سريعة لها. ثم إنه ازدراء لسيادة القانون، لأن المحكمة العليا كانت قد قضت قبل سنوات بضرورة إعادة هذه الأرض لأصحابها
“.