قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن رئيس سريلانكا الجديد، رانيل ويكريمسينغه، الذي اختاره البرلمان أمس الأربعاء لخلافة الرئيس الهارب غوتابايا راجاباكسا، تنتظره مهمة شاقة تتمثل في إخراج البلاد من حالة الخراب التي تعيشها وإبقاء الناس على قيد الحياة.
وذكّرت الصحيفة في افتتاحيتها بما وصفته بـ”السجل المحزن” للرئيس الهارب غوتابايا راجاباكسا الذي احتكر مناصب عليا عديدة بالدولة لنفسه والمقربين منه من بينها رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء ووزارات مهمة من ضمنها وزارة المالية والري والرياضة.
وبحسب لوموند فقد تبخرت في عهد ذلك الرئيس احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وأُغلِقت المدارس وتوقفت المستشفيات عن العمل، ودخلت البلاد أزمة طاقة حادة فامتدت طوابير المواطنين في شتى المدن أمام محطات البنزين والمحلات التجارية للحصول على حاجتهم من الوقود والمواد الأساسية.
وأشارت لوموند إلى أن الدول التي تتخلف عن سداد ديونها، كما هو حال سريلانكا الآن، يكون أمامها ملاذ وحيد هو صندوق النقد الدولي، وهناك استعداد من قبل المؤسسة المالية الدولية لاستئناف المباحثات مع السلطة الجديدة حول برنامج مساعدة محتمل، عادة ما يكون مؤلما حيث يتوقع أن يفرض على البلد المزيد من تدابير التقشف القاسية.
وكانت الهند -التي تسعى لاستعادة نفوذها في سريلانكا- قد منحت كولومبو عدة خطوط ائتمان بلغت نحو 3.8 مليارات دولار منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وذلك لمواجهة نفوذ الصين الذي تزايد أثناء حكم راجاباكسا، خاصة أن بكين ما زالت في حالة ترقب وترفض توقف سريلانكا لسداد ديونها المستحقة لها.
وتشير لوموند إلى أن السريلانكيين الذين فقدوا الثقة في الطبقة السياسية بعد الفشل الذريع للقيادة التي ثاروا ضدها، يطالبون بإصلاحات سياسية وإجراء انتخابات مبكرة، ويرفضون إعادة تدوير سياسي، سبق وأن تقلد منصب رئاسة الوزراء 6 مرات، الأمر الذي لا يبشر بتهدئة قريبة للوضع.
وخلصت لوموند إلى أنه في ظل هذا السياق غير المستقر، الذي يضغط فيه ثوار سريلانكا على قادتهم الجدد من أجل مزيد من الشفافية والصدق، ويتطلع فيه الشعب للاستقرار والإصلاح السياسي وتحسين الاقتصاد، يبدو أن الرئيس الجديد رانيل ويكريمسينغه مقبل على مهمة مستحيلة.