قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن أعظم حدث شهده العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ليس هو الكساد الكبير، بل هو القفزة الصينية إلى الأمام أو الصعود الصيني. وأوضح الكاتب في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن بكين ربما كانت نائمة إبان الثورة الصناعية، مضيفا أنها سرعان ما استيقظت في فترة الثورة التقنية والمعلوماتية، وأنها باتت تنافس للاشتراك بشكل كامل في ما سماه الثورة الخضراء. ومضى إلى أنه بينما أدرك قادة بلاد التنين تماما أهمية تقنية الطاقة وضرورتها وأنهم وجدوها فرصة لا ينوون أن يخسروها، يقوم الغرب والولايات المتحدة بمحاولة إصلاح أفغانستان، وأضاف أن حال البلدان والدول مثلها مثل حال الشركات الكبرى التي عندما لا تقوم باتخاذ قراراتها الحاسمة بالإقدام على العمل والاستثمار للحفاظ على وجودها فإنها سرعان ما تتهاوى وتذبل وتنتهي. ونفس الشيء قد ينطبق على الولايات المتحدة، التي تمر بنقاط تحول إستراتيجية ربما يكون أبرزها ما يتعلق بمدى استعدادها لخفض نسبة الانبعاثات بالمقارنة مع الشريك الصيني، وبالتالي تمكن واشنطن من الإسهام والمضي قدما في اختراعات الطاقة النظيفة. وأبدى الكاتب إعجابه بشأن حجم الاستثمار الصيني الكبير في مجالات إنتاج الطاقة باستخدام الرياح والنظام الشمسي والنووي وغيرها من المشاريع العملاقة المنتشرة في شتى أنحاء البلاد. وقال فريدمان إن الصين ما انفكت توظف التقنيات الأميركية في بناء مشاريع عملاقة تزيد عن نظيراتها في الولايات المتحدة بأضعاف مضاعفة، مشيرا إلى اهتمام بكين بإنتاج طاقة نظيفة في ظل تزايد الهجرة من الريف إلى المدن، وبالتالي زيادة الطلب على الطاقة. وأشار إلى تزايد حجم الاستثمار الصيني بمختلف أشكال إنتاج الطاقة، مضيفا أن بلاد التنين ستسيطر عاجلا على الإنتاج الدولي في تلك المجالات، التي من شأنها تقديم الطاقة لها ولبلدان العالم بأنظف الطرق وأرخص الأسعار التنافسية. ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى الاهتمام بأمنها في مجالات الطاقة وقوة الاقتصاد ونظافة البيئة، محذرا مما سماه حالة السبات التي تعيشها بلاده في مقابل النهضة الصينية النشطة في شتى المجالات. نيويورك تايمز |