https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
 قال السفير الأوغندي السابق فيليب ادرو فى مقابلة خاصة اجرتها معه شينخوا مؤخرا ان التعاون الاقتصادي بين الصين وافريقيا آخذ في تحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية في افريقيا تدريجيا ، وان الاقوال حول “نهب الصين لموارد أفريقيا” وتصريحات أخرى تستند إلى التحيز من “عقلية الحرب الباردة” .

شارك ادرو فى المشروع البحثى باسم ” الصين فى افريقيا” بعد تقاعده من السفير لدى الصين عام 2005. “هذا هو المشروع البحثى الاستطلاعى الذى تم تنفيذه يرعاية مؤسسة روكفلر الامريكية واستضافه الافارقة باستخدام التفكير الافريقى، بهدف الدراسات التي أجريت في أفريقيا لفهم العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين افريقيا والصين على نحو متزايد والتى تجلب للدول الافريقية الآثار الإيجابية والسلبية.” حسبما قال ادرو.

ووفقا لادرو، دلت نتائج البحث على أن التنمية الاقتصادية في أفريقيا تربطها علاقات وثيقة مع الاقتصاد الصيني. “وجدنا أنه ما دام النمو الاقتصادي سريعا في الصين ، فيتسارع النمو الاقتصادي في أفريقيا ، والعكس بالعكس ، وهذا يدل على ان الاقتصادات الصينية والافريقية تتسم بقوة تكميلية كبيرة جدا . اذا ارادت الدول الافريقية تسريع تنميتها ، فيجب عليها تعزيز التعاون مع الصين . “قال ادرو.

في السنوات الأخيرة ، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وافريقيا تعمقا متواصلا، ولا سيما خلال العقد من انعقاد الاجتماعى الوزارى الاول لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا عام 2000، ظلت كل من التجارة الثنائية وحجم الاستثمارات تحافظ على نمو سريع.

وفقا للاحصاء الصادر من وزارة التجارة الصينية تشير البيانات تجاوزت التجارة بين الصين وافريقيا في عام 2000 لاول مرة 10 مليار دولار امريكى، واتسع فى عام 2008 إلى 106.8 مليار دولار امريكى ، بنمو سنوي متوسط قدره اكثر من 30 بالمائة. تأثرا بالأزمة المالية في عام 2009 انخفض إجمالي حجم التجارة الى حد معين، ولكن، مع الانتعاش الاقتصادي في عام 2010 ، ومن المتوقع ان تعود التجارة بين الصين وافريقيا إلى مسار نموها السريع. اسرعت الشركات الصينية بخطوات الاستثمار في افريقيا أيضا. في عام 2001 ، كانت استثمارات الصين فى افريقيا 50 مليون دولار امريكى فقط، ولكن، فى عام 2009 ، تجاوزت الاستثمارات الفعلية مليار دولار امريكى.

دلت نتائج مشروع البحث “الصين في أفريقيا” على ان جميع الدول الافريقية التى حافظت على العلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع الصين حققت تحسنا كبيرا فى مجالات الدخل الوطنى، والقوة الشرائية للسكان ، والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية . من جهة اخرى، فان المنتجات الصينية ممتازة الجودة ورخيصة الثمن جعلت المزيد من الافارقة قادرين على تحسين مستواهم المعيشى.

وقال ادرو ان ما يسمى ب “نزعة نهب الصين للموارد الافريقية” غير عادل . لانهم لم يروا أن الشركات الصينية فى افريقيا تعمل على مهد الطرق، وبناء الجسور وبناء المدارس والمستشفيات والملاعب ، ووضع كابل الاتصالات السلكية واللاسلكية، وإنشاء المشاريع الصناعية ، وذلك لم يحسن تحسنا كبيرا الظروف المعيشية المحلية فحسب، بل قللت من تكاليف السكان المحليين العاملين في الأنشطة الاقتصادية ” ايضا.

وعلاوة على ذلك ، كما قال وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشى فى مؤتمر صحفى عقده المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى هذا العام ، ان واردات الصين النفطية من افريقيا لا تمثل سوى 13 بالمائة من مجموع صادرات أفريقيا من النفط، في حين أن كلا من أوروبا والولايات المتحدة تمثل أكثر من 30 بالمائة، والاستثمارات الصينية فى مجال النفط الافريقى لم تمثل الا واحدا على الست عشر من اجمالى حجم استثمارات العالم فى المجال المماثل. وهذه النسبة أقل بكثير من الولايات المتحدة وأوروبا.

اشار ادرو الى أن الصين تختلف عن الدول الغربية اختلافا كبيرا فى شراء واستخراج النفط فى افريقيا. اذ قال ان معظم العقود التى توصلت اليها الصين مع دول افريقيا بشأن شراء واستخراج النفط فى افريقيا توفر شروط تقديم قروض انشاء البنية الاساسية فى افريقيا، ولكن الدول المتطورة والمؤسسات المالية الدولية لم تعد تدعم انشاء مشاريع البنية التحتية بشكل مباشربعد ابتداء من سبعينيات القرن السابق.

ومن وجهة نظر ادرو ان التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين وافريقيا قادر على جلب لآثار إلايجابية الواضحة لذلك ، لأن الصين ظلت تهتم لموضوع النمو الاقتصادى هذا ضمن مفهوم تنميتها دائما.

وقال انه “في الصين، تعتبر التنمية الاقتصادية مهمة ملحة للغاية ، لا سيما في البلدان الأفريقية. وبالإضافة إلى ذلك ،فان الصين تحولت من الفقر الى الرخاء فى طريق تنميتها، مما يعني أن الصين اصبحت لها تجارب هامة تستحقها دراسة جادة من الدول الافريقية، ونحن نسرع بخطوات دراسة تقنيات وخبرة الصين لتحسين الإنتاجية الزراعية، وحققنا نتائج جيدة فى هذا الشأن“.

وفي الوقت نفسه ، يعتقد ادرو ان العلاقات الاقتصادية بين الصين وافريقيا ، لها أيضا مشاكل خاصة، مثل توظيف السكان المحليين ، وكثير من المشاريع الاستثمارية الصينية فى افريقيا ترغب في استخدام الكثير من العمال الصينيين. وبالإضافة إلى ذلك ، فان معظم البلدان الأفريقية تعمل كل ما تحلو له في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين، وتنقصها سياسة واستراتيجية موحدة وذلك سيجلب عدم المساواة فى التنمية، والكفاءات غير العالية ومشاكل اخرى.

ان التطوير السريع للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين افريقيا والصين لا يعد الا حدثا خلال العقد الاخير. لا يزال امامها طريق طويل ، إلا أننا نعتقد أن تلك المسائل المذكورة أعلاه يمكن أن يتم حلها جميعا ، وشهدت الان تحسنا كبيرا فى العديد من المجالات بهذا الهصوص. حسبما قال ادرو. / صحيفة الشعب /

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − سبعة عشر =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube