https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

الرشاقة: سرعة الإنجاز مع الدقة لزيادة الإنتاجية
أولاً، كانت الإنتاجية العالية، أو الرشاقة التي تنطوي على توازن جيد بين السرعة والدقة، مكملة للعمالة الرخيصة.
إن ما جعل شركات البناء الكورية قادرة على الفوز بمشاريع تجارية واسعة النطاق في الشرق الأوسط على شركات أخرى من بلدان أكثر تقدما خلال السبعينيات والثمانينيات لم يكن مجرد العمالة الرخيصة (فبلدان أخرى مثل مصر وإثيوبيا وسريلانكا كانت لديها عمالة أرخص)، ولكن قدرتها على إكمال المشاريع مع الحفاظ على مستوى جيد من الجودة (أي الدقة).
ومع رغبة دول الشرق الأوسط في تطوير بنيتها التحتية واقتصاداتها بسرعة، فقد انجذبت إلى الشركات الكورية رشيقة الأداء.

المقارنة المعيارية: تعلم أفضل الممارسات للحاق بالركب بكفاءة.

في حين قامت كوريا بتيسير صادرات البلاد لتوسيع السوق، ركزت أيضًا على تعلم أفضل الممارسات وفقا للمعايير العالمية وتحقيق وفورات الحجم.
وانتهجت أفضل الممارسات التي أثبتت جدواها وهي بمثابة نهج فعال من حيث الوقت بالنسبة للشركات الكورية للحاق بركب المنافسين الدوليين الآخرين والتنافس معهم.
إن المقارنة بين أفضل الممارسات العالمية تشكل جانباً مهماً وإيجابياً في سياسة ترويج الصادرات مقارنة بسياسة إحلال الواردات.
وقد تخسر الشركات قدرتها التنافسية في ظل سياسة إحلال الواردات التي تركز فقط على الطلب المحلي في حين تهمل الأسواق الدولية والمعايير العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، لن تتمكن الشركات من تحقيق وفورات الحجم عندما تخدم السوق المحلية فقط.

التقارب: الجمع بين نقاط القوى بشكل تآزري لخلق مزايا جديدة

لا شك أن الكوريين بذلوا جهدا كبيرا بسبب التوجيه الحكومي القوي، ولكن الأهم من ذلك أنه كان مصحوبا بالإلهام والممارسات الإنتاجية الأخرى (أي التقارب).
والعمال الكوريون بارعون في الجمع بين أفضل ممارسات الغرب واليابان وبين نقاط قوتهم، الأمر الذي أدى إلى توليد قدر كبير من التقارب.
ومع ذلك، مع تقدم اقتصاد أي بلد، فإنه غالبًا ما يضيف ممارساته الخاص، مما يعزز القدرة التنافسية.
وتشكل شركات التشايبول الكورية (التكتلات الكورية) أمثلة جيدة لإنتاج منتجات منخفضة التكلفة، ولكنها تطورت تدريجياً إلى أطراف فاعلة عالميًا تبيع منتجات مبتكرة ومتميزة.
التفاني: المثابرة مع التوجه نحو الهدف لقوة الالتزام

عمل الكوريون بجد، ولكن الأهم من ذلك، برغبة قوية في حياة أفضل، ويرتبط هذا العامل بالأخلاق الكونفوشيوسية.
إذ تضع الكونفوشيوسية مسؤولية وموثوقية القادة على رأس نظام قيمها، فضلاً عن الاجتهاد والتوجه القوي نحو تحقيق النجاح.

وقد ساعد التركيز القوي على التفاني كوريا على تعزيز وتسريع عملية التنمية الاقتصادية.
التغلب على الصعوبات وخلق مزايا جديدة
– لقد توصلت كوريا إلى تطوير نماذج النمو الخاصة بها حيث تغلبت على التحدي تلو الأخر، وكان على الكوريين أن يعملوا بجد أكبر للبقاء على قيد الحياة في ظروفهم الصعبة، وفي نهاية المطاف، كانت المصاعب التي واجهها الكوريون بمثابة نعمة مقنعة في طريقهم نحو تنمية اقتصادية ناجحة وطويلة الأجل.
– ومع تحول كوريا إلى اقتصاد أكثر تقدماً واحتياجها إلى حلول أكثر تطوراً لمشاكل معقدة، فإن نموذج النمو قد يخدم كأداة مفيدة في توجيه المسار المناسب إلى الأمام.

التحديات المستقبلية
بينما تواجه كوريا الجنوبية أزمة ديمغرافية وشيكة حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع نسب الشيخوخة وانخفاض كبير في عدد السكان في سن العمل وتراجع بالناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 فإن تقلص قوة العمل يفرض تحديات كبيرة أمام دعم النمو الاقتصادي، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إصلاحات بنيوية لمعالجة القضايا الإنتاجية والديمغرافية.

– والخبر السار هو أن كوريا سوف تكون قادرة على تحقيق النمو المستمر من خلال إعادة تبني النموذج الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه اليوم مرة أخرى.
– كانت كوريا واحدة من أفقر دول العالم قبل نصف قرن تقريبا، ولم يكن تطورها السريع ليتحقق لولا مساعدة الدول المتقدمة.
– والآن، باعتبارها دولة قادرة على مساعدة أولئك الذين يمرون بتحديات تنموية، يتعين على كوريا أن تنقل خبرتها ومعرفتها إلى البلدان النامية الأخرى.

المصدر: وورلد فايننشال ريفيو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 10 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube