https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
المؤلف: أحمد أصفهاني
عن «دار الفرات» ( بيروت ) صدر كتاب بعنوان «أميركا والإسلام السياسي: العلاقة الملتبسة» وهو يتناول إشكاليات العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية (ومعها الغرب الأوروبي عموماً) والحركات الإسلامية السياسية خلال العقود الثلاثة الماضية، وما آلت إليه راهناً، وآفاق تطورها مستقبلاً.

يكتفي الكتاب بموجز تاريخي للمراحل التي صاغت هذه العلاقة إبتداء من أربعينات القرن الماضي، مروراً بالخمسينات العاصفة بعد صعود المد الناصري في العالم العربي. لكن التركيز هو على تلك الفترة المفصلية التي شهدت الإصطدام الدموي بين المعسكر الغربي وحركات الإسلام السياسي بعد إنتهاء حرب «المجاهدين» في أفغانستان، والتي كانت تتويجاً ذهبياً للتعاون التاريخي المستمر بين الولايات المتحدة والجماعات الإسلامية الجهادية.

يقول المؤلف إن السنوات بين 1993 و1996 أسست للقطيعة الدموية المرحلية بين أميركا والإسلام السياسي، وتركت بصماتها على السياسات الدولية والإقليمية طيلة عقد التسعينات من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي. ويمكن إعتبار هجمات أيلول (سبتمبر) الإرهابية في نيويورك وواشنطن، وما تبعها من عمليات مماثلة في أنحاء مختلفة من العالم، بمثابة الإنفصال النهائي بين نوع جديد من الإسلام السياسي يوصف بالمتطرف أو الإرهابي أو المقاوم ونوع آخر كانت الولايات المتحدة مستعدة للتعامل معه كما في مراحل تاريخية سابقة.

لكن الزميل أصفهاني يؤكد أنه حتى في ذروة المواجهات الدموية بين الولايات المتحدة والإسلام السياسي، كانت مراكز الدراسات الأميركية وعدد كبير من المسؤولين الأميركيين في الإدارات المختلفة يناقشون أهمية أن تسعى واشنطن الى إستخدام الإسلام السياسي نفسه لمواجهة الإتجاهات المعادية للمصالح الغربية. وهو يكشف أن مصطلح «النموذج التركي» الذي يكثر الحديث عنه هذه الأيام إنما يعود الى العام 1995 عندما دعا ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية الأميركي آنذاك الى تشجيع «النموذج التركي» كما عبّرت عنه أول حكومة تركية ذات توجه إسلامي بقيادة نجم الدين أربكان في مطلع التسعينات.

ويستفيد الكتاب كثيراً من وثائق «ويكيليكس» التي تم الكشف عنها خلال الأشهر الماضية، للإضاءة على المساعي الأميركية لإستكشاف مجالات التعاون والتعامل مع أبرز حركات الإسلام السياسي في العالم العربي، والمقصود بها «جماعة الإخوان المسلمين» في مصر، ومن خلالها مع فروع تلك الحركة في العالم العربي. كما يعود المؤلف الى عدد من الدراسات والتقارير الأميركية التي روّجت لنمط جديد مختلف من العلاقات بين الغرب الأميركي والأوروبي وبين الإسلام السياسي بعيداً من نظرية «صراع الحضارات» التي وجدت رواجاً في تلك الفترة في أوساط المحافظين الجدد والتيارات اليمينية على ضفتي الأطلسي.

والنتيجة التي يصل إليها الزميل أصفهاني تختصرها الفقرة التالية: «هذه الدراسة المكثفة تسعى الى تبيان أن القطيعة بين الولايات المتحدة وحركات الإسلام السياسي كانت موقتة وسطحية، وقد وقعت نتيجة ظروف خارجة عن سيطرة الفريقين، أو أحدهما على الأقل. وبالتالي فإن المرحلة الحالية (والمقبلة) ستكون بمثابة عملية تصحيح مشتركة الغاية النهائية منها تركيز التعاون الأميركي مع حركات الإسلام السياسي على قواعد إستراتيجية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − أربعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube