https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

 

( من دراسة اعدتها الموسوعة الجزائرية للدراسات )

تتمثل أهمية القارة في امتلاكها مخزون استراتيجي وحيوي من متنوع الموارد، أهمها مصادر الطاقة والمعادن، وتعتبر القارة سوقاً استهلاكي محفزة للقوى الدولية، هذا إلى جانب الضعف السياسي والأمني في جميع اركان القارة الافريقية، تلك كانت أسباب دخول القوى الاستعمارية داخل القارة للانقضاض على الكم الهائل من الثروات، اتخذ الصراع في افريقيا بعداً اقتصادياً إلا أن البعد ينطوي ضمن أبعاد استراتيجية عامة تجعل من القارة محط أنظار العالم من منطلق المصالح السياسية والأمنية التي تسعى الدول المتنافسة على تأمنيها في القارة الأفريقية.]

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وبعد اطلاق مشروع هندسة التفرد الأمريكي من خلال قيادتها للاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية في دول شمال أفريقيا شريكاً وثيقاً لتتحول بعدها أجندة السياسة الأمريكية في المنطقة إلى ترتيبات على المدى البعيد ضماناً لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وهو الأمل الذي تجسد من خلال الخارطة السياسية والأمنية الأمريكية المسيطرة لمنطقة شمال افريقيا.[8]

 

انطلق مع الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2008 النشاط الفعلي لـ”القيادة الأفريقية” التي أحدثتها الولايات المتحدة لكي تكون القارة الأفريقية دائرة حركتها التدريبية واللوجستية والهجومية. وأتت الخطوة تنفيذا لآخر قرار اتخذه وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد قبل مغادرة الوزارة، وهو قرار كان موضع جدل حادّ مع قيادات عسكرية تحفظت على الخطوة. وتشمل دائرة تدخل “أفريكوم” أو “أفريك كوماندمينت”، المؤلفة من ألف عنصر موزعين على ثلاث قيادات فرعية، كامل القارة الأفريقية (عدا مصر التي تتبع للقيادة المركزية في ميامي)، إلى جانب جزر في المحيط الهندي مثل سيشيل ومدغشقر وأرخبيل القُمر. وتتولى “أفريكوم” متابعة تنفيذ البرامج المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية التي كانت وزارة الخارجية تُشرف على تنفيذها.وللولايات المتحدة في هذين المجالين حزمة من برامج التعاون العسكرية مع بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء، نذكر منها ثلاثة برامج رئيسية على الأقل هي أولا تدريب القوات على حفظ السلام في إطار برنامج “أكوتا” للتدريب والمساعدة، وثانيا “أيمت” أي برنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي، وثالثا البرنامج الرئاسي لمكافحة الإيدز. وتُقدر موازنته بأكثر من 18 مليار دولار على مدى خمسة أعوام، لكن هذه البرامج قابلة للمراجعة في ضوء ضغوط الأزمة المالية الحالية على الموازنة الفدرالية].

 

تمتلك المؤسسة العسكرية الأميركية مواطئ قدم لها، صغيرة لكنها فعالة، ومجهزة بإمكانيات التوسع لتتحول في وقت وجيز من مجرد نقطة للارتكاز إلى قاعدة أو ما يقاربها في إمكانياتها وقدراتها العسكرية والقتالية، وقد سارت واشنطن في هذا الاتجاه حتى أصبح لديها -جنبا إلى جنب مع القواعد العسكرية- العديد من نقاط الارتكاز المهمة، والتي تعمل كذلك بالتنسيق مع القوات صغيرة الحجم العاملة في بعض البلدان تحت مظلة “التسهيلات” الممنوحة لها، وللولايات المتحدة في أفريقيا حاليا قواعد عسكرية في أوغندا وجيبوتي والسنغال وجمهورية ساوتومي وبرنسيب (بالقرب من الساحل الشمال الغربي للغابون)،]

 

 

فيما يلي قائمة بأهم التمركزات والمواقع العسكرية الأمريكية في أفريقيا:

 

جزيرة أسينشن: تقع الجزيرة في مقابل الساحل الغربي الأفريقي تحديداً أمام الساحل الأنجولي وتتبع هذه الجزيرة بريطانيا.

 

قاعدة ليمونيير في جيبوتي: تأسست عام 2001 ويعمل بها حوالي3200 جندي أمريكي، وتلعب القاعدة دوراً هاماً في توجيه القوات الأمريكية في أفريقيا، وتخوض معارك ضد التنظيمات الإرهابية في شرق أفريقيا.

 

تمركزات في شرق القارة: مثل قاعدة سيمبا في كينيا التي تضم عناصر من المظليين في الجيش الأمريكي، كما توجد قوات طوارئ أمريكية في مدينة بجمبورا عاصمة بروندي، تستخدم القوات الأمريكية مطار كسمايو في جنوب الصومال في إدارة العمليات العسكرية، وكذلك موقع نزارة في جنوب السودان ومطار عنتيبي في أوغندا.

 

تمركزات في غرب القارة: ففي شمال الكاميرون توجد قاعدة أمريكية داخل إحدى القواعد العسكرية الكاميرونية، ويتم استغلال تلك القاعدة في تسيير الطائرات دون طيار.

 

قاعدة واغادغو في بوركينافاسو: تتمركز في العاصمة البوركينية واغادغو قاعدة عسكرية أمريكية صغيرة هدفها تحقيق التعاون العسكري بين أمريكا ودول غرب أفريقيا وتحقيق المراقبة الأمريكية للساحل الغربي الأفريقي.

 

المطلب الثاني: الإنتشار العسكري الصيني في أفريقيا

 

.

 

مع بدء إرهاصات بناء القاعدة العسكرية الصينية الجديدة في جيبوتي أبدت الولايات المتحدة وفرنسا واليابان تحفظات عدة على تنامي العلاقات الاقتصادية والأمنية الصينية مع جيبوتي، باعتبارها مدخلاً لمد ذراع بكين العسكرية في تلك المنطقة الحساسة من العالم. كما بدأت الدول الثلاث بالفعل مشاوراتها للضغط على الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيله، بعدم الترشح لفترة رابعة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام الجاري، أو دعم مرشح آخر لمنافسته وإزاحته عن الحكم إذا أصر على خوض الانتخابات القادمة، على أن يكون هذا المرشح أكثر قدرة على تحقيق وتدعيم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في جيبوتي ومنطقة القرن الإفريقي. قلل وزير الخارجية الجيبوتي من شأن المخاوف الغربية من احتضان بلاده لأول قاعدة عسكرية صينية في الخارج، معتبراً بكين حليفاً إستراتيجياً إضافياً إلى جانب باريس وواشنطن، مشيراً إلى أن الصين باتت تملأ فراغاً كبيراً في إفريقيا لأن الدول التي كان من مسؤوليتها تعويض هذا النقص لم تقم بذلك»، ومضيفاً أن «الأفارقة قد انتظروا طويلاً أن يأتي الأوربيون وآخرون لمساعدتهم في عملية التنمية، لكن الصين هي من قامت بهذا العمل»، وقد سعت الصين لطمأنة مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إزاء تلك الخطوة، إذ نزعت وزارة الخارجية الصينية الصفة العسكرية عن قاعدتها المرتقبة في جيبوتي، باعتبارها «نقطة تموين» تستخدم في سياق عمليات الدعم اللوجيستي للسفن التجارية الصينية، إضافة إلى دعم سفنها الحربية المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة في سياق محاربة القرصنة البحرية في خليج عدن، بجانب تأمين الملاحة الصينية، والقيام بعمليات إجلاء رعايا الصين في حالات الطوارئ، نظراً لبعد جيبوتي عن الصين بنحو سبعة آلاف كيلومتر. كما أكدت الخارجية الصينية أن سياستها في القارة الإفريقية ليست بحاجة إلى مثل هذه النوعية من القواعد ذات الصفة العسكرية، وأن بناء القاعدة اللوجيستية الجديدة يأتي في سياق اتفاقية تعاون وتدريب بين القوات المسلحة الصينية والجيبوتية، تم توقيعها مع الرئيس الجيبوتي في فبراير 2014.[15]

.

 

تستجيب المنافسة بين الولايات المتحدة والصين للضرورات التي تحددها كل قوة عظمى لحماية مصالحها الحيوية. تظهر هذه المنافسة في إفريقيا من خلال المبادرات أو الأطر المختلفة التي أطلقتها القوتان العظميان في إفريقيا. منذ عام 2000 ، أطلقت الولايات المتحدة ونفذت مؤسسات وبرامج رئيسية ، ولا سيما: مؤسسة تحدي الألفية ‏(MCC) ، وقانون النمو والفرص الأفريقي (AGOA) ، والمجلس الأفريقي (AFRICOM) ، ومبادرة القادة الأفارقة الشباب ( YALI) ،‏ ومؤخراً B3W ، للتواجد في القارة والتنافس مع الصين. البعض لديه هدف مبدئي لدعم الاقتصادات الأفريقية ومحاربة الإرهاب في أفريقيا. في السنوات الأخيرة ، أضافت أفريكوم على سبيل المثال هدفًا جديدًا وهو احتواء النفوذ الصيني في إفريقيا. منذ قمة G7 الأخيرة في إنجلترا ، كان لـ B3W دور في اقتراح بديل آخر للتنمية الاقتصادية والتجارية والصناعية ، في مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية ، من أجل نمو أخضر يكافح ظاهرة الاحتباس الحراري ، خاصة في إفريقيا. . رداً على ذلك ، تعتمد الصين على صداقتها التاريخية دون تدخل سياسي مع الدول الأفريقية ، ويتم تقييم شراكتها الاستراتيجية بشكل دوري خلال منتدى التعاون الصيني.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 16 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube