https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في حوار مع مجلة «فورين أفيرز»، أن التهديد الذي تمثله الصين على النظام العالمي القائم على القواعد هو «أخطر تحدٍ طويل الأجل» يواجه الولايات المتحدة، التي ستواصل التركيز بحزم على التحديات الأخرى التي تواجهها في كل أنحاء العالم، بما في ذلك غزو روسيا لأوكرانيا.
بلينكن، الذي كان يتحدث في ذكرى مرور 100 عام على تأسيس المجلة الأميركية المرموقة، قال: «على الرغم من أننا نبذل كل ما في وسعنا للدفاع عن أمن أوكرانيا وديمقراطيتها واستقلالها، فإننا سنظل نركز بحزم على التحديات الأخرى التي نواجهها في كل أنحاء العالم، بدءاً بما نعتبره التحدي الأكثر خطورة على المدى الطويل لهذا النظام القائم على القواعد. وهذا هو التحدي الذي تشكله جمهورية الصين الشعبية… لا يمكننا الاعتماد على بكين لتغيير مسارها… ما يمكننا القيام به وما نعمل على القيام به هو تشكيل البيئة الاستراتيجية حول بكين، لتعزيز رؤيتنا الإيجابية لنظام دولي مفتوح وشامل». ولفت إلى أنه «من المهم أن تأخذ الصين العبر الصحيحة من هذا».
ورأى أن «ما شهدته الصين حتى الآن، على الأقل، هو أن الدول تتعاون بطرق غير مسبوقة للتأكد من أننا ندعم أوكرانيا، حيث توفير ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها، والتعامل مع وضعها الاقتصادي، والتعامل مع الأزمة الإنسانية، وأننا نمارس ضغوطاً غير عادية، وضغوطاً لا سابق لها على روسيا… نحن نتأكد أيضاً من أن ردعنا ودفاعاتنا تزداد. الصين تنظر في هذا الأمر عن كثب وبعناية شديدة. ونريد أن نتأكد من أنها تأخذ الدروس الصحيحة» من غزو روسيا لأوكرانيا، وأن تفهم تأثير استجابة المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمساعدات الدفاعية والاقتصادية والإنسانية.

وحضّ كبير الدبلوماسيين الأميركيين بكين على العمل مع واشنطن وبقية المجتمع الدولي، مصرّاً على أن بإمكانها لعب دور رئيسي عندما يتعلق الأمر بالقضايا العالمية، مثل تغير المناخ وكوريا الشمالية، إذ «تتمتع الصين بقدرة هائلة على استخدام قوتها وتأثيرها في الأحداث»، ويمكنها أيضاً أن تكون لاعباً رئيسياً في إنهاء جائحة «كوفيد 19»، من خلال المساعدة في بناء «نظام أمن صحي عالمي أكثر مرونة يتضمن تبادلاً أفضل للمعلومات في الوقت الحقيقي».
وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن للصين دوراً رئيسياً تلعبه».
وأكد أن واشنطن ستواصل العمل مع حلفائها لتهيئة بيئة تشجع بكين على التحرك.
وعبّر بلينكن عن اعتقاده بأن «الصين تريد نظاماً عالمياً، وهو أمر جيد لأن النظام عادة يكون أفضل من البديل». لكنه تحدث عن «اختلاف عميق» معها الآن «النظام الذي سعينا إلى بنائه (…) هو نظام ليبرالي للغاية. والترتيب الذي تطلبه الصين غير ليبرالي. نحن نختلف. وهذا أمر أساسي».

وكانت الصين انتقدت مؤخراً خطاب بلينكن، الذي ركز على العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، قائلة إن الولايات المتحدة تسعى إلى تشويه سمعة بكين.

وتريد إدارة الرئيس جو بايدن أن تقود الكتلة الدولية المعارضة لغزو روسيا لأوكرانيا، وأن تشكل تحالفاً أوسع لمواجهة ما تعتبره تهديداً أكثر خطورة وطويل الأمد للنظام العالمي من الصين.

ورداً على قول بلينكن إن الصين تشكل تحديات كبيرة للنظام الدولي القائم على القواعد، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، واشنطن إلى «التفكير في ماهية النظام الدولي الذي يريده الناس»، معتبراً أن الناس «يريدون بديلاً عن الهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة، وعن احتواء لا أساس له من الصحة للحقوق المشروعة للدول الأخرى». واتهم الولايات المتحدة بـ«الهيمنة والتنمر». وقال: «نأمل أن تتوقف الولايات المتحدة عن إضاعة الوقت، والتركيز على إصلاح أطنان من مشكلاتها الداخلية، ولعب دور نشط للسلام والتنمية في العالم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube