فجأة ودون مقدمات، اعلن نزار بايف استقالنه من رئاسة الجمهورية في كازاخستان ،بعد ان امضى في هذا المنصب نحو ثلاثة عقود . وقد احتفظ نور سلطان ف بمنصب رئيس مكتب الامن القومي وعضوية اللجنة الدستورية . وقد صار من الصعب الحديث عن كازاخستان دون نزار باييف. فقد ارتبط اسم هذا ا السياسي المخضرم بكل التحولات السياسية والاقتصادية التي حدثت في أكير بلد اسلامي من حيث المساحة ..في العهد السوفيتي،وعندما كانت كازاخستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي، شغل نزار باييف موقع الرجل الاول في البلاد . وقد عرف عنه آنذاك تفانيه في العمل من اجل أحداث تطور حقيقي في كازاخستان. لكن القرار النهائي لم يكن في المآتا_- العاصمة آنذاك، بل في موسكو.ولذلك كانت ثروات البلاد الكبيرة من النفط والمعادن تذهب لخدمة الاقتصاد السوفياتي . وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي سارع نزار باييف لاستغلال الفرصة من اجل إعلان اول دولة مستقلة للكازاخ في عام 1991. وأعلن نفسه رئيسا للجمهورية الوليدة . كان الهم الأساسي لنزار باييف آنذاك هو بناء مقومات الدولة الجديدة . فأسس الجيش الوطني واحدث المؤسسات الأخرى من حكومة وبرلمان ،وبذل جهودا كبيرة من اجل تأمين الاعتراف الدولي بالجمهورية الجديدة. فدخل الأمم المتحدة ومنظماتها ،ولم يفته أن كازاخستان ذات أغلبية إسلامية،ولذلك سارع في الدخول في عضوية منظمة الدول الإسلامية.وقد اصطدم الرئيس آنذاك بثلاثة مشكلات كبيرة هي : منع الاقتتال الداخلي بين القوميات ، لاسيما بين الروس والكازاخ، اثر الانتعاش القومي للكازاخ. عمل الرئيس على تهدئة الأمور ومع ذلك فقد هاجر نحو مليون ونصف روسي هربا من المضايقات وكانوا من خيرة الكوادر في مفاصل الدولة. والمشكلة الأخرى تجلت في الوقوف في وجه طموحات الحركة الإسلامية للوصول إلى السلطة اثر الاستقلال.وقد وقف نزار باييف بحزم ضد الإسلاميين المتطرفين ومنع انفجار حرب أهلية -كم حدث في جمهورية طاجاكستان المجاورة- .وكان التحدي الثالث والأصعب هو بناء علاقات متوازنة مع كل من روسيا والصين وأمريكا، وهي الدول ذات التأثير الحاسم في منطقة وسط آسيا. ولذلك منح امتيازات في النفط والغاز لروسيا والصين، وقدم تسهيلات عسكرية للقوات الأمريكية في أفغانستان.وفي الوقت نفسه،دخل في عضوية منظمة شانغهاي للتعاون ‘وهي منظمة أسستها الصين وروسيا، ما اصبح عضوا في رابطة الدول المستقلة الى تضم معظم جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ووقع اتفاقا للتعاون مع الحلف الأطلسي.ولكنه أعطى الأولوية للعلاقات مع روسيا لان30% من سكان كازاخستان هم من الروس، فضلا عن الارتباط القوي للاقتصاد الكازاخي مع روسيا بسبب الصلات السوفياتية السابقة.