https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

حركة عدم الانحياز، هي تجمع دولي يضم 120 عضوا من الدول النامية، ظهرت إبان الحرب الباردة، وقامت فكرتها على أساس عدم الانحياز لأي من المعسكرين الغربي، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، والشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي (سابقا). وتهدف حاليا إلى إنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم. الفكرة والتأسيس تعد حركة عدم الانحياز إحدى نتائج الحرب العالمية الثانية. وتعود فكرتها إلى مؤتمر باندونغ الذي انعقد في إندونيسيا في أبريل/نيسان 1955، لتؤسس الحركةَ عام 1961 في العاصمة اليوغسلافية بلغراد 29 دولة، وكان ذلك في أوج الحرب الباردة، وآنذاك دعا الرئيس اليوغسلافي الماريشال جوزيف تيتو الدول النامية إلى اتباع ما عرف وقتها بالطريق الثالث بعيدا عن استقطابات معسكري الحرب الباردة. وانضم زعماء آخرون أبرزهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو إلى رؤية تيتو، ثم انعقدت القمة الأولى للحركة في سبتمبر/ أيلول 1961 في بلغراد بحضور ممثلي 25 دولة أسيوية وأفريقية، ثم توالى عقد قممها. وتشير بعض المصادر إلى أن نهرو هو من أطلق اسم عدم الانحياز في خطاب له عام 1954 في كولومبو. والحرب الباردة هي مواجهة سياسية وأيديولوجية وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين: شيوعي يتزعمه الاتحاد السوفياتي وليبرالي تتزعمه الولايات المتحدة. ومع انهيار المعسكر الشرقي، دخل العالم مرحلة جديدة هي عصر الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة، وانهارت معه إحدى الركائز التي قامت عليها حركة عدم الانحياز التي كانت تسعى للنأي بعيدا عن الثنائية القطبيية. المفهوم والمبادئ حدد أول تعريف لمفهوم سياسة عدم الانحياز في مؤتمر بلغراد عام 1961، إذ قرر أن الدولة التي تؤمن بتلك السياسة يجب أن تتبع المبادئ التالية: ـ يجب أن تنهج سياسة مستقلة قائمة على تعايش الدول ذات النظم السياسية والاجتماعية المختلفة، وألا تنحاز، أو تظهر اتجاها يؤيد هذه السياسة. ـ يجب أن تؤيد الدولة غير المنحازة حركات الاستقلال القومي. ـ يجب ألا تكون الدولة عضواً في حلف عسكري جماعي تم في نطاق صراع بين الدول الكبرى. ـ يجب ألا تكون الدولة طرفا في اتفاقية ثنائية مع دولة كبرى. ـ يجب ألا تكون الدولة قد سمحت لدولة أجنبية بإقامة قواعد عسكرية في إقليمها بمحض إرادتها. الأهداف يتمثل الهدف الرئيسي لحركة عدم الانحياز منذ تأسيسها في إقامة تحالف من الدول المستقلة، وإنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم. وقد تبلورت أهداف الحركة في القمم التي عقدت تباعا منها: ـ مؤتمر بلغراد (1961) حضرته 25 دولة: أكد على حق تقرير المصير والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية. ـ مؤتمر القاهرة (1964) حضرته 25 دولة: دعم حركات التحرر الوطني والتعاون الاقتصادي بين دول الحركة. ـ مؤتمر لوساكا بزامبيا (1970) حضرته 45 دولة: شدد على السلم العالمي وتسريع التنمية الاقتصادية في دول الحرك. ـ مؤتمر الجزائر (1973) حضرته 79 دولة: أيد الحركات التحررية وأوصى بدراسة التنمية الاقتصادية بدول العالم الثالث. ـ مؤتمر هافانا (1979): شدد في بيانه على ما يلي: “تحقيق الاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي وأمن الدول غير المنحازة في كفاحها ضد الإمبريالية والاستعمار والاستعمار الجديد والفصل والتمييز العنصري وكل اشكال التدخل الأجنبي، الاستعمار السيطرة، والهيمنة من جانب القوى الكبرى أو الكتل، وتعزيز التضامن بين شعوب العالم الثالث”. وتجدر الإشارة إلى المتغيرات التي حصلت لاحقا على الساحة الدولية، انعكست على توجهات الدول الأعضاء في الحركة، وظهر ذلك في تباين المواقف حول بعض القضايا الدولية. الهيكلة اتفقت دول حركة عدم الانحياز على عدم وضع دستور أو سكرتارية دائمة للحركة، بحجة أن الاختلاف في أيديولوجيات ومصالح الدول يحول دون إيجاد بنية إدارية يقبلها جميع الأعضاء. ومن ثم فالإدارة دورية وشاملة تضم جميع الدول الأعضاء. وتنتقل رئاسة الحركة إلى الدولة المضيفة للقمة، وتستمر في رئاستها التي تدوم ثلاث سنوات إلى أن يعقد مؤتمر القمة التالي، حيث تتولى الرئاسة من بعدها الدولة المضيفة له. وبذلك وضع عبء البنية الإدارية على عاتق الدولة التي تتولى الرئاسة، حيث يتحتم عليها إنشاء قسم كامل في وزارة الخارجية لمعالجة القضايا الخاصة بالحركة. واتفق في مؤتمر قمة الجزائر عام 1973 على أن يكون للحركة مكتب دائم للتنسيق (36 دولة) يسهر على حسن تنفيذ مقررات مؤتمرات الحركة. وبدأ المكتب أعماله منذ مارس/آذار 1974. وبما أن دول عدم الانحياز تجتمع بانتظام في الأمم المتحدة، فإن سفير الدولة التي تتولى الرئاسة في الأمم المتحدة يقوم بعمله “سفيرا لشؤون دول عدم الانحياز لدى المنظمة الدولية”. العضوية تتكون حركة عدم الانحياز من 120 عضوا، يمثلون مصالح وأولويات البلدان النامية في عدة قارات، إضافة إلى فريق رقابة مكون من 17 دولة وعشر منظمات دولية. وقد بدأت منظمة التحرير الفلسطينية حضور مؤتمرات عدم الانحياز بصفة مراقب اعتبارا من قمة لوساكا عام 1970، ثم أصبحت عضوا كاملا في الحركة اعتبارا من مؤتمر وزراء خارجية دول الحركة المنعقد في ليما عام 1975. وتجدر الإشارة إلى أن الإقبال على قمم حركة عدم الانحياز يعرف تراجعا مقارنة مع السنوات الأولى لتأسيسها، وشارك في القمة التي عقدت في إيران عام 2012 نحو 35 رئيس دولة، وتناقص عدد الحضور في القمة التي عقدت في جزيرة مارغريتا بفنزويلا في سبتمبر/أيلول 2016. القمم إلى حدود سبتمبر/أيلول 2016، عقدت حركة دول عدم الانحياز 17 قمة لرؤساء الدول أو الحكومات في مختلف البلدان والقارات وهي: القمة الأولى: 1961، بلغراد، يوغسلافيا القمة الثانية: 1964، القاهرة، مصر القمة الثالثة: 1970، لوساكا، زامبيا القمة الرابعة: 1973، الجزائر، الجزائر القمة الخامسة: 1976، كولومبو، سري لانكا القمة السادسة: 1979، هافانا، كوبا القمة السابعة: 1983، نيودلهي، الهند القمة الثامنة: 1986، هراري، زيمبابوي القمة التاسعة: 1989، بلغراد، يوغسلافيا القمة العاشرة: 1992، جاكرتا، إندونيسيا القمة الحادية عشرة: 1995، قرطاجنة، كولومبيا القمة الثانية عشرة: 1998، دوربان، جنوب أفريقيا القمة الثالثة عشرة: 2003، كوالالمبور، ماليزيا القمة الرابعة عشرة: 2006، هافانا، كوبا القمة الخامسة عشرة: 2009، شرم الشيخ، مصر القمة السادسة عشرة: 2012، طهران، إيران القمة السابعة عشرة: 2016، مارغريتا، فنزويلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة − 2 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube