https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

قام المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط السفير وو سي كه بزيارة لكل من اسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان وقطر في الفترة من 23 مارس حتى 2 ابريل، لتبادل الآراء بشأن عملية السلام والقضايا الإقليمية والوضع الراهن في المنطقة.
واكتسبت زيارة المبعوث الصيني أهمية بالغة في الوقت الذي تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بتغيرات تاريخية وكبرى وتوقف مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ونقل وو سى كه صوت السلام الصينى الى الاطراف المعنية بتلك البلاد , مؤكدا على محورية القضية الفلسطينية وعدم تهميشها رغم التغيرات العميقة والمعقدة التى تمر بها المنطقة , مشيرا الى ان هذه القضية ترتبط ارتباطا وثيقا بالقضايا الاخرى فى المنطقة وحلها سيساعد فى استقرار الوضع , مؤكدا على ان تغيرات الوضع في الشرق الأوسط قد تخلق فرصة عظيمة للسلام. .

واعرب المبعوث الصينى فى لقاءاته عن دعم الصين الدائم للقضية العادلة لفلسطين وحرصها على مواصلة دورها البناء مع المجتمع الدولي في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن .

–الصين ودعم دائم للقضية العادلة لفلسطين

استهل وو سى كه جولته باسرائيل وفلسطين حيث جدد خلال لقاءاته بالمسؤولين من الجانبين تأكيده على ان قضية فلسطين في ظل الوضع الجديد لا تزال لب قضية الشرق الأوسط،وان لصين ستدعم القضية العادلة لفلسطين دائما كما في الماضي.

وقال المبعوث الصينى خلال اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في رام الله،ان قضية فلسطين ترتبط ارتباطا وثيقا بشؤون أخرى في المنطقة, مشيرا الى ان الاضطرابات السياسية التى تمر بعض البلدان فى المنطقة ترجع جزئيا إلى عدم رضا السكان المحليين في هذه البلدان ازاء سياسات حكوماتهم في قضية الشرق الأوسط. ويعتقد وو ان حل القضية الفلسطينية سوف يساعد على حل المشاكل الأخرى واستقرار الوضع فى المنطقة.

واستهدف وو, بحسب قوله, من زيارته الاستماع الى وجهات نظر الأطراف المختلفة لحل القضية الفلسطينية في ظل الوضع الجديد ونقل رسالة إلى الجانب الفلسطيني مضمونها انه : “مهما كانت التطورات التي وقعت في المنطقة، ستواصل الصين دعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط، والدعم لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس “حل الدولتين”.

وأضاف المبعوث الصينى ان المسؤولين فى الجانبين اعربوا خلال اجتماعاته معهم عن استعدادهم لاستئناف محادثات السلام . ومن جانبه , اكد “ان حل المشكلة من خلال المفاوضات السلمية هو اجماع المجتمع الدولي، وأيضا النقاط الأساسية للسياسة الخارجية الصينية للسلام , وانه يتعين على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تجنب القيام بأي أعمال عنف او ضربات عسكرية وتجنب خلق أجواء غير مواتية لاستئناف مفاوضات السلام .

وقال وو سي كه خلال اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانيال ايالون فى تل أبيب إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء عملية السلام فى المنطقة، وان الحكومة الصينية تدعو جميع الاطراف إلى بذل جهود لاظهار مرونة والتوصل إلى حل وسط فى القضايا، بما فيها بناء المستوطنات، من اجل تهيئة ظروف ملائمة للمحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأكد وو ان الصين ترى مدى أهمية الثقة المتبادلة فى المحادثات، وتدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى العمل سويا لكسر جمود المحادثات المباشرة فى اقرب وقت ممكن.

— فرصة مواتية لتحقيق السلام

وفى محطته الثالثة , قال المبعوث الصينى لوكالة ((شينخوا)) على هامش زيارته لسوريا ان قضايا الشرق الأوسط تتأثر ببعضها البعض ومن ثم تسوية القضية الجوهرية المتمثلة فى احتلال الاراضى العربية يساعد بشكل متكامل في حل القضايا الأخرى في المنطقة، مؤكدا على ان تغيرات الوضع في الشرق الأوسط قد تخلق فرصة عظيمة للسلام. .

وأوضح وو ان التطورات الجديدة في المنطقة قد تفرض مزيدا من الضغوط على اسرائيل التي لا يمكنها التخلص منها الا بتسوية قضايا الشرق الاوسط.

وأشار وو الى أنه ينبغى للأطراف المعنية أن تدرك أن التطورات الجديدة قد تتيح فرصة للسلام، وان تسوية قضايا الشرق الأوسط عبر الطرق السلمية يصب في صالح الجميع.

وتابع ان الصين ستواصل دفع الأطراف المعنية للاهتمام بالقضايا الجوهرية في الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية وقضية علاقات اسرائيل مع الدول المجاورة لها، مشددا على انه لا يجوز تهميش عملية السلام في الشرق الأوسط مهما كانت التغيرات.

وقال وو سي كه خلال اجتماعه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن الصين تولي اهتماما كبيرا لتطورات الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية ، واثرها على عملية السلام ،لافتا إلى انه ” لا ينبغي على المجتمع الدولي ان يتجاهل عملية السلام بسبب تطورات التي تشهدها المنطقة حاليا “.

وقال المبعوث الصيني إن ” المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية هي جزء لا يتجزأ من عملية السلام في الشرق الاوسط “، مشيرا إلى انه ” بدون السلام بين سوريا واسرائيل لا يمكن تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الاوسط .”

وأشار وو سى كه الى ان الصين تحافظ على علاقات جيدة مع جميع الاطراف المعنية في الشرق الأوسط. وتتمتع الصين بعلاقات مميزة طويلة الأجل مع الدول العربية وأيضا علاقات دبلوماسية طبيعية مع اسرائيل، مما تمكن الصين من الحفاظ على اتصال مع جميع الأطراف. وفي الوقت نفسه، ان الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ، ويمكن ان تلعب دورا في مختلف المجالات ، وتستمر في القيام ببعض العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

— السلام فى لبنان يخدم استقرار الشرق الاوسط

وتوقف المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الاوسط يوم الأربعاء فى لبنان واجرى محادثات مع وزيرالخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية علي الشامي واتفقا على ” وجوب مواصلة المجتمع الدولي جهوده في الدفع والدعم لإيجاد حل لقضية الشرق الأوسط “.

واكد وو سى كه ان مفاوضات السلام على المسار اللبنانى جزء لا يتجزء من عملية السلام فى الشرق الاوسط وان تحقيق السلام بين لبنان واسرائيل امر لا يساهم فى ايجاد حل شامل لقضية الشرق الاوسط فحسب , بل يخدم ايضا السلام والاستقرار فى المنطقة .

وقال ان الحل يشمل ” استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة إلى السيادة اللبنانية كما الجولان المحتل إلى أصحابه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة”.

— تقدير عالى لموقف الصين العادل من قضايا المنطقة

واختتم وو سى كه جولته الشرق اوسطية بزيارة قطر حيث التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد آل محمود في الدوحة و تبادل الجانبان الآراء حول العلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية.

وسلط وو سيكه الضوء على ما بذله من الجهود السلمية لدى كل من إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان خلال جولته . وقال إن الصين على استعداد لبذل جهود مشتركة مع قطر وغيرها من الأطراف المعنية في لعب دور بناء من أجل إيجاد حل شامل وعادل ومبكر للقضية الفلسطينية.

و قال وو سيكه إن الجانب الصيني يتابع باهتمام الاضطرابات والتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا، ويدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية دول المنطقة، مضيفا أن الصين تؤمن بأن دول المنطقة وشعوبها لديها الحكمة والقدرة على إيجاد طرق تنموية تتفق مع خصوصياتها الوطنية.

ومن جانبه اشاد أحمد آل محمود بزيارة المبعوث الصيني لبلاده وثمن موقف الصين من فرض مجلس الأمن منطقة حظر الطيران على ليبيا. وأعرب عن تقديره العالي لموقف الصين العادل والدائم من قضية الشرق الأوسط وأكد على اهتمامه بنفوذ الصين ودورها الكبيرين في الشؤون الدولية. وأكد مجددا على التزام قطر بسياسة الصين الواحدة وحرصها على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الصين في كافة المجالات.

يذكر ان منصب المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط هو اول منصب مبعوث خاص في تاريخ الدبلوماسية الصينية . وبدأ فى عام 2002 كقناة مهمة لاداء دور بناء فى قضايا الشرق الاوسط و دعم السلام. من خلال المفاوضات السلمية وتحقيق السلام الشامل الدائم والعادل في الشرق الأوسط او كما قال وو سى كه. “هذا هو الاتجاه لجهودنا، ويتفق أيضا مع تطلعات البلدان في الشرق الأوسط”.

شينخهوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube