https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

تصاعدت التصريحات بشان امكانية توجيه ضربة امريكية لجمهورية إيران، وأصبحت الحرب بين الطرفين – حسب التصريحات المعلنة- على المحك.
وظهرت منطقة آسيا الوسطى – الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق- ككلمة سر في هذه الحرب المتوقعة – على الاقل اعلاميا، وذلك لتواجد قواعد امريكية في بعض هذه الجمهوريات استخدمتها واشنطن كـ”ترانزيت” في تمويل قواتها المحاربة في أفغانستان.
والتخوف الان من استخدام هذه القواعد في توجيه ضربة إلى ايران – خاصة قاعدة ماناس في قرغيزيا، وذلك لقرب هذه القواعد من الاراضي الايرانية وهو ما ردت عليه إيران بأنها ستستهدف أي بلاد يتواجد بها قوات امريكية.
وهذا التخوف أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش في تصريحه أول أمس الأربعاء عندما قال: “لا يمكن استبعاد استخدام واشنطن لقاعدتها العسكرية في قرغيزيا “ماناس” خلال النزاع المحتمل مع إيران وإن تطلب هذا تغيير أو بالأحرى انتهاك شروط الاتفاق الأميركي القرغيزي حول وضع هذا المركز.
وأضاف المسئول الروسي أن الولايات المتحدة قد تسعى الى شن هجوم عسكري على ايران متذرعة ببرنامجها النووي المثير للجدل لتضع بعد ذلك يدها على الاحتياطات الضخمة من النفط والغاز في منطقة اسيا الوسطى.
وافتتحت القاعدة الجوية الامريكية في مطار “ماناس” بالعاصمة القرغيزية بشكيك في ديسمبر 2001، وهي من أهم ست قواعد أمريكية في العالم ويتم دفع مبلغ مليون دولار سنويا قيمة إيجار القاعدة ويتمركز فيها 1200 جندي امريكي أغلبهم من سلاح الجو وتستغرق الطائرات الامريكية من “ماناس” إلى أرض أفغانستان 90 دقيقة فقط.
وفي عام 2009 اعلن الرئيس القرغيزي السابق كرمان بك باقييف – والذي أطيح به في ثورة 2010 – عن نية اغلاق القاعدة، الا انه بعد مشاورات طويلة، اقتصرت واشنطن على تغيير الاسم الى مركز شحن الترنزيت ورفع قيمة الايجار.
وحسب الاتفاقية المبرمة بين الجانبين يجب إنهاء العقد في صيف 2014 وهو ما أكده الرئيس القرغيزي المازبك اتامبايف في لقائه سيوزان اليوت، نائبة وكيل وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون جنوب ووسط آسيا يوم الاثنين الماضي 20 فبراير عندما قال: “لا يجوز ان تبقى في مطار “ماناس” المدني بعد صيف 2014 قوات اجنبية”، نافيا أن يكون هذا القرار بضغط روسي، وقال إن إيران قد تطلق صورايخها على هذه القاعدة في حال تصعيد المواجهة بين إيران والولايات المتحدة.
وقابل هذا التصريح بتأييد شعبي وخرج العشرات في تظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة بيشكيك، مطالبين بإغلاق واشنطن قاعدتها العسكرية في قرغيزستان.
لكن سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في قرغيزيا باميلا سبراتلين لم تستبعد في نفس الوقت، ان يكون مصير مركز شحن الترانزيت “ماناس” موضوع مفاوضات بين قيادة قرغيزيا والولايات المتحدة على أمل ان يتم تمديد عقد الايجار.
لكن من المتوقع ألا تنتهي الاتفاقية بهذه السهولة وسط إغراءات واشنطن للجمهورية الفقيرة اقتصاديا بمزيد من الدولارات بهدف مد عقد الاتفاقية عدة سنوات قادمة لضمان تواجد مستمر في المنطقة، وهو ما أكده المحلل العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين عندما أشار إلى أن الاتجار بتمديد استخدام الولايات المتحدة لقاعدة “ماناس” الجوية في قرغيزيا أصبح بالنسبة للأخيرة وسيلة مهمة لكسب المال، موضحا خلال مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” في 20 فبراير الجاري أن منظمة معاهدة الأمن المشترك اتفقت في اجتماعها بموسكو في ديسمبر الماضي ألا يتم فتح قواعد عسكرية أجنبية على أراضي الدول الأعضاء في المنظمة إلا بموافقة سائر أعضائها، وبخصوص قاعدة “مناس” اتفقت على بقائها حتى عام 2014. وبهذا، قد تصبح مواصلة التواجد العسكرية الأمريكي في هذه القاعدة للفترة ما بعد 2014 بالنسبة لميزانية قرغيزيا مصدرا مهما للدخل، حسب كلامه.
وحول إمكانيات تعويض الخسائر التي قد تترتب على الميزانية القرغيزية في حال إغلاق قاعدة “مناس” للاستخدام من قبل الأمريكيين أكد ليتوفكين أن ذلك قد يتم عن طريق تقديم مساعدات من روسيا أو الصين، مشيرا إلى أن اهتمام بكين بانهاء التواجد العسكري الأمريكي في قرغيزيا قد يكون حتى أكبر من اهتمام روسيا بهذا الأمر.
وفي تحليل مغاير لما سبق يرى الخبير الروسي في آسيا الوسطى ليونيد غوسيف ان ضرب إيران عن طريق قواعد امريكية في اسيا الوسطى مستبعد نوعا ما، مشيرا إلى أن أحد اهداف نشر القواعد الأمريكية في اسيا الوسطى هو تصحيح توازن القوى أمام الصين.
لكن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت بليك ينفي هذه التحليلات مشيرا إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى يخدم “مصالح قصيرة الأمد”، مؤكدا ان واشنطن لا تسعى لازاحة روسيا والحلول محلها في المنطقة.
وقال بليك مطلع العام الجاري في تصريحات بجامعة جونز هوبكنز بواشنطن “اننا نريد ان نكون منفتحين لأقصى حد فيما يتعلق بأهدافنا في آسيا الوسطى، اننا لا نسعى لوجود عسكري طويل الأمد في المنطقة وللحلول محل روسيا فيها، على العكس، اننا نبحث عن سبل توسيع التعاون مع الروس في المنطقة”.
وبالفعل أصبحت آسيا الوسطى تستعد لسيناريو الحرب مع إيران، مؤكدة ان هذا سيعود عليها بأضرار جسيمة خاصة أن جزء من منشات إيران تقع شمال البلاد، وقريبة إلى حد كبير من أذربيجان وتركمانستان، وأي انتشار إشعاعي سيكون له تداعيات خطيرة على هذين البلدين.

ميديل ايست اون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 1 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube