كتب محمد خير الوادي :
بعد توتر دام خمس سنوات ، يبدو ان العلاقات الامريكية الصينية قد دخلت، بعد زيارة بلينكين الى بكين، مرحلة كسر الجليد وترميم الثقة المنهارة . لا بل انه يمكن القول ،ان هذه الزيارة تعادل – من حيث اهميتها – زيارة كسينجر الى الصيني عام 1971، والتي مهدت لقيام حقبة من تعاون البلدين خلال الاربعين سنة الماضية .
وتكمن اهمية زيارات بلينكن لبكين ، في انها اوقفت الانحدار الخطير في العلاقات الامريكية الصينية ، وفتحت الباب امام امكانية مزيد من الحوار والاتصالات بين الجانبين . وخير مؤشر على ذلك ، الاتفاق الذي تم حول استمرار الزيارات والاتصالات ، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية الصيني المرتقبة لواشنطن .
وفي واقع الامر ، فان فترة الخلاف تلك ،دفعت العلاقات الصينية – الامريكية الى ادنى مرحلة منذ عام 1979. فخلال تلك السنوات الخمس عانت العلاقات الثنائية من حروب تجارية ومالية وتقنية ضارية ، كبدت الشركات الامريكية والصينية مئات المليارات من الخسائر .كما افضى التوتر الى احلال العقوبات المتبادلة و تجميد فرص التعاون . كما أدى هذا الوضع شبه المتفجرـ الى زيادة خطر اندلاع مواجهات عسكرية واسعة في جنوبي شرقي آسيا . وفتح التوتر الامريكي الصيني، المجال كذلك ،امام انفجارات عسكرية في كل انحاء العالم ،بدءا من اوربا ، مرورا بافريقيا وصولا الى القارة الاسيوية .
لقد اكدت احداث السنوات الخمس الماضية اهمية التعاون الصيني الامريكي في الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم ، وفي ضمان الحدود المعقولة لنمو الاقتصاد العالمي ، كما برهنت على ان هيمنة طرف واحد على الوضع الدولي باتت في حكم الماضي
. لهذا كله ، فان نتائج زيارة الوزير الامريكي الى بكين تستحق الترحيب ، لانها ارست بداية مرحلة جديدة بين الصين وامريكا ، مرحلة تتسم بالحوار والرغبة في اعادة بناء الجسور التي دمرها الخلاف بين البدين . واعتقد ، ان استمرار نهج الحوار البناء هذه ، يخدم قضايا الامن والسلام في العالم كله .
19/6/2023