https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

 

كتب محمد خير الوادي :

بعد توتر دام خمس سنوات ، يبدو ان العلاقات الامريكية الصينية قد دخلت، بعد زيارة بلينكين الى بكين، مرحلة كسر الجليد وترميم   الثقة المنهارة  . لا بل انه يمكن القول ،ان هذه الزيارة تعادل – من حيث اهميتها – زيارة  كسينجر الى الصيني عام 1971، والتي مهدت لقيام  حقبة من تعاون البلدين خلال الاربعين سنة الماضية .

وتكمن  اهمية زيارات بلينكن  لبكين ، في انها اوقفت الانحدار الخطير في العلاقات الامريكية الصينية ، وفتحت الباب امام امكانية مزيد من الحوار والاتصالات بين الجانبين . وخير مؤشر على ذلك ، الاتفاق الذي تم حول استمرار الزيارات والاتصالات ، بما في ذلك  زيارة وزير الخارجية الصيني  المرتقبة لواشنطن .

وفي واقع الامر ، فان فترة الخلاف تلك  ،دفعت العلاقات الصينية – الامريكية الى ادنى مرحلة منذ عام 1979.  فخلال تلك السنوات الخمس عانت العلاقات الثنائية من   حروب  تجارية ومالية وتقنية ضارية ، كبدت الشركات الامريكية والصينية مئات المليارات من الخسائر .كما افضى التوتر  الى احلال العقوبات المتبادلة و تجميد فرص التعاون  . كما أدى هذا الوضع شبه المتفجرـ الى زيادة خطر اندلاع مواجهات عسكرية واسعة في جنوبي شرقي آسيا . وفتح التوتر الامريكي الصيني، المجال كذلك ،امام انفجارات عسكرية في كل انحاء العالم ،بدءا من اوربا ، مرورا بافريقيا وصولا الى القارة الاسيوية .

لقد  اكدت احداث السنوات الخمس الماضية اهمية التعاون الصيني الامريكي في الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم ، وفي ضمان الحدود المعقولة لنمو الاقتصاد العالمي ، كما برهنت على ان هيمنة طرف واحد على الوضع الدولي باتت في حكم الماضي
. لهذا كله ،  فان نتائج زيارة الوزير الامريكي الى بكين تستحق الترحيب ، لانها ارست بداية مرحلة جديدة بين الصين وامريكا ، مرحلة تتسم بالحوار والرغبة في اعادة بناء الجسور التي دمرها الخلاف بين البدين . واعتقد ،  ان استمرار نهج الحوار البناء هذه ، يخدم قضايا الامن والسلام في العالم كله .

19/6/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − إحدى عشر =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube