https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

لقدتحولت الصين بشكل جذري بعد إصلاحات اقتصادية متواصلة منذ أربعة عقود، ولم يعد للصين اليوم علاقة تذكر بالصين بحقبة حكم ماو. لكن «الحزب الشيوعي الصيني ليس على وشك الزوال. إنه حزب مليء حيوية والشباب وطنيون ولا يخشون قول ذلك»، كما يضيف الشاب لي، وهو عضو في الحزب الحاكم. بعد مائة عام على تأسيس الحركة سراً في منطقة الامتياز الفرنسي سابقاً في شنغهاي في يوليو 1921، يصر الرئيس شي بانتظام على ضرورة تعليم «رؤية صائبة» لتاريخ الحزب. وأدت هذه الحملة إلى رواج «السياحة الحمراء» في أبرز مواقع الثورة الصينية، عبر أفلام أو مسلسلات متلفزة تمجد رواد الشيوعية. نقحت الرواية التي تدرس اليوم بشكل كبير في النسخة الأخيرة من التاريخ الرسمي للحزب، حيث خصصت ثلاث صفحات فقط للسنوات العشر من العنف السياسي إبان «الثورة الثقافة» (1966 – 1976). كذلك، شطبت المجاعة الكبرى (1958 – 1962) وعشرات ملايين الوفيات الناتجة من سياسة «القفزة الكبرى إلى الأمام»، وهي حملة التنمية الاقتصادية التي اعتمدت مع العمل القسري. في المقابل، تحتل إنجازات النظام منذ وصول شي جينبينغ إلى السلطة في نهاية 2012 ربع مساحة الكتاب. إعادة كتابة التاريخ هذه «تهدف إلى تعزيز صورة شي جينبينغ من خلال إعادة تركيز الحزب حوله»، كما يقول الخبير في شؤون الصين كارل مينزنر من جامعة فوردهام في الولايات المتحدة. وتقول المؤرخة جوليا لوفيل من جامعة لندن، إن «مناقشة الحقبة الماوية مستحيلة في الصين اليوم». تضيف «بالنسبة إلى شي جينبينغ، فإن عبادة شخصية ماو هي وسيلة لتعزيز قبضة الحزب والاحتفاء بفلسفة نضال من دون رادع ضد الخصوم ومركزية السلطة الشخصية». وتتابع، أن هذا «لا يتناسب فعلياً مع الصين اليوم التي تغيرت كثيراً منذ فترة حكم ماو». بعيداً عن اشتراكية ماو، تضم الصين اليوم عدداً قياسياً عالمياً لعدد أصحاب المليارات بالدولار متقدمة على الولايات المتحدة. لكن السلطة تحظى بدعم شعبي واسع على خلفية النمو الاقتصادي وخفض الفقر. ورغم أن وباء «كوفيد – 19» ظهر في ووهان بوسط البلاد، فإن القضاء عليه يعتبر من الأوراق الرابحة للسلطة أيضاً. وبما أن النظام لا يعترف بأخطائه، فهو قد يكررها كما يتخوف خبراء في الشؤون الصينية. يقول جوزف توريجيان من الجامعة الأميركية في واشنطن، إن «شي نفسه لا يريد بالتأكيد ثورة ثقافية جديدة. لقد عانت عائلته بشكل رهيب منها». ويضيف «لكن يمكن القول إن مفهوم تركز السلطة في يدي رجل واحد، لم يختف أبداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 14 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube