https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

فرانك ماكنزي

الجنرال فرانك ماكنزي من مشاة البحرية الامريكية، أعدته شخصيته وخبرته لتولي أعلى منصب على رأس القيادة المركزية الأمريكية ، وأشرف على بعض أهم العمليات المثيرة للجدل في التاريخ العسكري الأمريكي الحديث، وكان لديه مسؤولية مباشرة عن الضربات التي استهدفت قاسم سليماني وعمليات عسكرية هامة للجيش الامريكي، وتولى قيادة عمليات الردع التي استمرت لعدة أشهر ضد إيران، كما تولى تنفيذ الانسحاب من العراق،وعمليات الانسحاب الامريكي النهائي من افغانسان.

تضمن الكتاب سرد و تحليل الكثير من الاحداث السياسية و العسكرية،ويمكن رصد ثلاثة مواضيع اساسية في الكتاب، الأول هو تحليل الكاتب لأهمية و أولوية السيطرة المدنية على الجيش، التي أصبحت من الحقائق المتعارف عليها على نطاق واسع،ويبين الكاتب من خلال تجربته في القيادة العسكرية ،كيف أن هذه السيطرة قد تآكلت خلال السنوات القليلة الماضية ، ويتحدث بقدر كبير من التحليل و الصراحة في تحليل العلاقة المدنية-العسكرية الامريكية،فهي في تقديره ليست مثالية أو خالية من الاحتكاك، ولكن ليس من الضروري أن تكون كذلك، وربما لا ينبغي أن تكون في هذا المستوى الذي وصلته في مرا ت كثيرة حسب تجربة الكاتب. . ومع ذلك، فهي كما يؤكده الكاتب أكثر ديمومة مما يتصوره الكثيرون، وتدعمها وتحتضنها المؤسسة العسكرية، إلى درجة لا يختار بعض النقاد الاعتراف بها.

الموضوع الثاني هو الحديث عن مسؤولية القائد في وحداته القتالية،وانه على القادة العسكريون ان لا ينسون انهم مقاتلون ،حتى وان كانوا يشاركون في تطوير السياسة، لأنهم مسؤولون عن تنفيذ السياسة، بمجرد قيام القادة المدنيين بصياغة قرارهم، وحسب الكاتب يضل منصب القائد الميداني في الجيش فريد وله خصوصياته، ويختلف عن دور أي منصب أخر في قطاعات الدولة ، بما فيها منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة. لانه لا يوجد أي من هؤلاء الضباط في سلسلة القيادة، وليس لديهم مسؤولية أو سلطة نهائية أو مميتة للتنفيذ. وحده القائد المقاتل الذي يقف على حدود اتخاذ القرار والتنفيذ،وهو وحده الذي يتلقى بشكل مباشر نتائج المهمات العسكرية سلبا و ايجابا.

والموضوع الثالث الذي يناقشه المؤلف هو الدور المحوري للقادة في الميدان، لأن القرارات التي يتخذونها لها تأثير عميق على ما يحدث في ساحة المعركة.

يجمع الكتاب الكثير من دروس التاريخ العسكري، وتحليل القضايا السياسية و الفكرية،ويسلط الضوء على حقيقة يعرفها جميع القادة الذين تولوا مهام مفصلية في ظروف حرجة، وهي أنه مهما كانت المعتقدات أو الخبرات أو التحيزات أو المزاج أو المخاوف التي يمتلكها القائد، فإنها ستسهم في النجاح أو الفشل في ساحة المعركة،وتساهم كذلك في مصائر الأمم.

ونادراً ما تكون هناك مجموعة من المسؤوليات الأكثر أهمية لأي قائد، يجب أن يكون القائد حارسًا، وحارسًا ضد الرضا عن النفس، ومتحديًا للافتراضات والحكمة التقليدية.

كما يؤكد الكاتب من وحي تجربته ،أن يتطلب على القائدة حتى الأكثر ثقة ، أن يتحلوا بالتواضع ،عندما يفكرون في المهمة،لقد وصف هوميروس حرب طروادة بأنها وحشية ومربكة، وعاصفة من الغبار والدخان، وصراخ أجش وسيوف دامية ونشاز، وعدم عقلانية.

إن القادة الذين يبحثون عن ساحة المعركة المنظمة، التي تتكشف وفقًا للخطة، سرعان ما يجدون أنها غير موجودة. كان لدى الجنرال الامريكي يوليسيس س. جرانت معايير للقادة، والتي تتلخص في التواضع وصلابة الشخصية، ليتمكن المرء من تحمل الصدمات بسرعة؛ والإصرار على الصمود عندما ينهار كل شيء، و لديهم ما يكفي من خفة الحركة العقلية، للتكيف عندما لا ينجح نهجهم.

لا يمكن لأي قائد عسكري حديث، أن يشعر بالتواضع إلا من خلال دراسة اداء القادة العسكريين في الماضي، الذين قاموا بواجباتهم الشاقة، بأفضل النوايا ولكن أسمائهم وسمعتهم تضررت أو دمرت ،بناءً على القرارات التي اتخذوها.

يقدم لنا كتاب الجنرال ماكنزي تقييمًا ووصف صريح وواضحً، للفترة التي قضاها في القيادة، ويصف القرارات التي كانت سليمة وصمدت أمام اختبار الزمن ولتلك التي كانت سبب في الفشل الذريع. لقد كُتب هذا الكتاب من وجهة نظر فريدة لقائد ، باعتباره المسؤول عن العمليات العسكرية لمنطقة القيادة المركزية،والتي تشمل منطقة الشرق الاوسط،وهي إحدى المناطق الأكثر إضطرابا في العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + تسعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube