https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

بيان (2): هناك نحو 60 مليون صيني مغترب يعيشون في جميع انحاء العالم وبالتالي فهم يشكلون اكبر جالية في الخارج على وجه الأرض وتصل نسبتهم الى 5% من اجمالي عدد الصينيين، فليست ،
هناك دولة على وجه الارض لا يوجد بها صينيون وفي اي مكان يذهبون اليه او يهاجرون اليه او يهربون اليه او يضطرون الى الذهاب اليه تراهم يعيشون في هدوء، ويقيمون مجتمعهم الخاص من دون اثارة المشكلات، ويعيشون في سلام حتى في الدول التي اصبحوا يمثلون دعامة لاقتصادها.
الساحة الوحيدة التي اصبحوا فيها بارزين حقاً تتمثل في جنوب شرق اسيا، حيث انهم اما يعتبرون اكبر جالية او زاد عددهم على عدد السكان الأصليين.
لا يهم اين أنشأ هؤلاء المهاجرون مجتمعاتهم، فمجتمعات العصابات الثلاثية قد اوجدت نفسها بنفسها وعلى مدى قرون طويلة كانت هذه العصابات جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الصيني، ولم يكن هذا الشتات الهائل ظاهرة حديثة على الرغم من ان نموها زاد بطريقة حادة خلال القرنين الاخيرين وسوف يستمر في الزيادة لمدة ألفي سنة مقبلة. والسبب الوحيد في ذلك هو ان هجرتهم تأتي تدريجية وليست هجرة جماعية مفاجئة.
ويلاحظ انه في اي مكان يذهب اليه الصينيون فإنهم يأخذون معهم كل ما يلزمهم ويحمون بعضهم البعض، ويضربون سياجاً حولهم يحميهم من المخاطر الخارجية ومن بين (ما يلزمهم) هذه فيما يبدو الجمعيات السرية التي انتشرت في اطارها العصابات الثلاثية.
جمعيات العصابات الثلاثية اليوم اصبحت تاريخاً، فقد نشأت من جمعيات مجموعات سرية تعرف كيف تحمي نفسها عن طريق الوحدة بين الافراد الناتجة عن حب الوطن، والتي تعود جذورها الى ما قبل الميلاد.
اول جمعية سرية مسجلة شكلت في مقاطعة شاندونج، واطلق عليها اسم (شي ــ مي) او (الحواجب الحمراء) لأن اعضاءها صبغوا حواجبهم ليبدوا اكثر رهبة، مثل الشياطين ذات الجفون الحمراء وبانتهاء مسيرة جمعية الحواجب الحمراء، شكلت جمعية تاريخية غير مسبوقة انخرطت في خدمة الدولة.
والى جانب الاهتمام الشخصي او السياسة الحماسية، هناك وجه آخر للحياة الصينية ساعد على انشاء هذه الجمعيات السرية، هو ادارة الدولة نفسها، بغض النظر عمن سوف يديرها، فالاتساع الجغرافي للصين جعل من الصعب حكمها حكماً مطلقاً، فكان لابد من حكمها عن طريق تقسيمها الى مقاطعات او اقاليم تدار ذاتياً واستحدثت معها الخدمة العامة، التي ساهمت في ظهور البيروقراطية، وعلى الرغم من ان البيروقراطية كانت مناسبة لسلطة الامبراطور المركزية الا انه نادراً ما كان يتعامل معها بشكل مباشر.
هذه الادارات المحلية كانت قاعدة مناسبة وارضاً خصبة للفساد، ولكونها مستقلة تدار ذاتياً وغير ديمقراطية كان من الصعب تفكيكها، هذا الشكل من اشكال الحكومات استمر لمدة الفي سنة واخيراً تم التخلص منه بعد انشاء جمهورية الصين ولكنه لا يزال موجوداً في الصين الشيوعية مع وجود كوادر حزبية ولجان محلية وتجمعات اقليمية.


الجمعيات من الداخل


في منتصف القرن الثامن عشر كان انشاء جمعية (السماء والارض) امراً يجري تدبيره، وتم تشكيل حركة سرية سياسية تحت الارض اشبه بالعديد من الجمعيات المنتشرة في هونج كونج والجماعات الصينية في مختلف انحاء العالم، حيث تدير المستشفيات والملاجئ والمدارس والجمعيات الخيرية وتقوم بجمع الاموال لهذا الغرض.
وكانت (تين تي هوي) واحدة من هذه الجمعيات، فقد كانت الحياة في الصين صعبة للغاية، وكان الرعايا يقومون بتضفير شعورهم في ضفائر عديدة علامة على الخضوع للحاكم.
وكان المزارعون الذين لا يجدون ارضاً يزرعونها او اي عمل يقومون به يحصلون على مساعدات من (تين تي هوي). وعندما ظهرت هذه الجمعية الى الوجود كان ذلك ايذاناً بمولد المجتمعات السرية.
كانت (تين تي هوي) تحصل على مساعدات مالية من الاعضاء ومبالغ نقدية اخرى كانت تقدم الى المعابد ودخل من العقارات التي يتم تأجيرها اضافة الى الارباح التي يتم الحصول عليها من القروض التي تقدمها لكن الدخل الاكبر كان من اشتراكات الاعضاء الذين يتم تجنيدهم.
هذه الجمعية التي نشأت لمحاربة الابتزاز الذي يتعرض له اعضاؤها اصبحت تمارس ابتزازها ضدهم وكانت تلك هي الخطوة الاولى الى عالم الجريمة والسرقة خاصة في تايوان وجواندجونج في اواخر القرن الثامن عشر.
كانوا لا يمارسون الابتزاز ضد الاعضاء ولكن ضد الجمعيات والعصابات المنافسة وفي عام 1767 كان اول زعيم لها هو (لوماو) الذي قام بتجنيد الاعضاء، وبعد ان ادوا القسم ابلغهم بأنهم سيقومون بسرقة بعض المخازن والبيوت والخزائن من اجل تكوين رأسمال لتمويل الثورة على الحاكم الطاغي.
وجمعية (تين تي هوي) التي أنشأها مهاجرو فيجي لم تكن فريدة من نوعها، فقد كانت جوانجدونج ايضاً لها مجتمعاتها الخاصة التي تضم تجاراً وبائعين بالتقسيط ومزارعين ونجارين واطباء كل مهنة او حرفة في المجتمع كانت لها جمعيتها السرية وكانت السلطات تعتبرها كيانات للقلق والمتاعب تختبئ خلف جبهات قانونية.
وفي جميع المجتمعات كان هناك دائماً القراصنة واللصوص وقطاع الطرق والمجرمون المحترفون الذين استخدمتهم الجمعيات بما فيها (تين تي هوي) كمنظمات تعمل لحسابها لممارسة الابتزاز وادارة عمليات القمار والحماية القسرية وحتى عمليات الاختطاف.
وعندما انتشرت السرقة حتى نالت من مقار (تين تي هوي) لم يمر وقت طويل حتى عم الفساد كل الجمعيات الاخرى.
الافيون الذي كان محرماً في الصين تم استيراده بكميات كبيرة عن طريق التجار الاجانب، وخاصة البريطانيين والفرنسيين والامريكيين، الذين كانوا يجلبونه عن طريق مكاو وجوانجزو وعن طريق جميع الموانئ التي يسمح للاجانب بدخولها، لم يعترض التجار الصينيون على ذلك بل شاركوهم في هذه التجارة.
كانت هذه الجمعيات عبارة عن منظمات مختلفة ليست لها لجنة مركزية او قوة ملزمة، الا انه كان هناك تعبير عامي يطلق عليها هو (رجال هونج) وكان لهذا الاسم مغزى كبير، فهو اسم اول امبراطور في مينج وهو الامبراطور (هونج) الذي كان اسمه يستخدم في التعويذات ولهذا السبب كانت كلمة (هونج) سرية ومرعبة، ونادراً ما يستطيع احد ان ينطقها بصوت عال، وكانت تحلل الى المقاطع اللفظية التي تتكون منها.
الجانب الايسر في الجزء المكتوب من هذه الكلمة يتكون من ثلاث نقاط وفي القاعدة هناك نقطتان على شكل رقم 8 وهو رقم يرمز الى الثراء وفي الوسط هناك خط يعني رقم (1) في حين ان القمة تكون على شكل رقم 20 ولتجنب نطق اسم (هونج) كان الاعضاء ينطقون الأرقام 21-8-3 او 5-21.
وكان رجال هونج ينقسمون الى ثلاثة اقسام، تين تي هوي، وسان تين هوي (مجموعة الثلاث نقاط) وسان هو هوي او الجمعية الثلاثية.
وفي الصين عموماً، فإن الجمعية السرية كانت تعرف بجمعية هوي آن او شياو وتعني طائفة وكانت بعض الجمعيات الثلاثية تطلق على نفسها عائلة اكثر من كلمة هوي.
وخلال القرن التاسع عشر بدأت العصابات الثلاثية في جذب قطاع عريض من الاعضاء، فإلى جانب الطلبة والمزارعين بدأت قطاعات جديدة من المجتمع في الدخول، فالتجار دخلوا كي يضمنوا عدم سرقتهم وقطاعات اخرى دخلت لتأمين مصدر دخل جديد لها، فالمرتبات في الصين منخفضة والمسئولون يحاولون تعويض ذلك بأي وسيلة، ومن بينها تشجيع الفساد، وانضم ايضاً الجنود غير النظاميين لأنه لا عمل لهم الا في وقت الأزمات وبين كل أزمة وأزمة لا عمل لهم.
ومع استمرار فتح موانئ صينية جديدة امام التجارة الغربية في اوائل القرن التاسع عشر كانت هناك هجرة جماعية كبيرة الى المدن الساحلية ومنها جوانجزو وتشيامين (التي اطلق عليها فيما بعد اموي) وفوزو ونينجبو وشنجهاي واخيراً هونج كونج.
وهذه الجمعيات الثلاثية التي كانت تعمل وفق خطط توفير هرمية، كان عليها ان تتوسع حتى لا تنهار، وفي عام 1890 كانت مشاركة الاغنياء في انشطة العصابات الثلاثية كبيرة حتى انها اصبحت عنصراً مهماً في نمو الهيكل الاقتصادي الصيني.
في قلب الاسطورة قبل ان نتطرق الى صميم قصة العصابات الثلاثية ونتجه الى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية من المهم ان نلقي نظرة على تاريخ هذه العصابات الاسطوري والمشكوك في صحته. وقد بدأت تقاليد العصابات الثلاثية تختفي بعد الحروب الصينية ــ اليابانية والحروب الأهلية الصينية، لكنها كانت لا تزال مهمة، وكانت الاساطير تلعب دوراً مهماً في أنشطتها لعقود طويلة. وتاريخ العصابات الثلاثية خليط من الاحداث الحقيقية والأساطير والفلكلور والسحر، ومثل كل الاساطير فإن لها جذوراً من الحقيقة في نهاية المطاف. وعملية الانضمام الى العصابات الثلاثية معقدة، فالمطلوب من الاعضاء دفع رسوم مقابل الانضمام، ويتعين عليهم الحصول على (كفيل) يدفعون له رسوماً اضافية تفوق رسوم الانضمام. وحتى الاعضاء الذين ينضمون الى العصابات تحت الاكراه يجب ان يكون لهم (كفيل) وغالباً ما يكون هو ذلك الشخص الذي اجبرهم على الانضمام، بهدف زيادة عدد الاعضاء، أو لأنه يسعى لزيادة دخله من رسوم الكفالة التي يحصل عليها منهم. كان نصف حصيلة العضوية يذهب الى صناديق خاصة، في حين ان النصف الآخر كان يذهب الى جيوب كبار الموظفين وكانت الاموال التي تودع في الصناديق يمنع الاقتراب منها نظرياً. كانت حفلات الاعضاء ترمز الى القوة والتقاليد التي تجمع بين اعضاء الجمعيات، حيث كانت تعقد الاجتماعات في ليلة (الخامس والعشرين من الشهر الصيني) ويتم ابلاغ الاعضاء بموعد الاجتماع على قطعة ورق حمراء، ويتم تحذيرهم من ان افشاء موعد الاجتماع سوف يعرض من يرتكبه لعواقب وخيمة. وفي الطريق الى الاحتفال يصل العضو الجديد حافي القدمين اشعث الشعر ومعطفه مفتوح ويقرأ اربعة أبيات من الشعر ثم يؤدي القسم، ويتم اعلان اسمه على الجمعية، ثم يتوجه بعد ذلك الى بوابة معلق عليها ورقة كبيرة صفراء اللون، ثم يؤدي التحية، وتتم مصافحته بعد رقصة شعائرية قصيرة. وبعد ذلك يمر اسفل قنطرة من السيوف ويعبرون عن ذلك بأنه مر بحبل من النصال وبعد ان يأخذ ثلاثة احجار حمراء، يقوم بدفع الرسوم، ليصبح عضواً في الجمعية السرية. في الستينيات كانت العصابات الثلاثية في شبه جزيرة المالاي واندونيسيا تواجه ضغوطاً عديدة فقد القت الشرطة القبض على العديد من اعضائها باعتبارها المسئولة عن العناصر الاجرامية، واستمرت هذه الضغوط حتى اضطر الكثير من الاعضاء الى الخروج من البلاد للنجاة بحياتهم ولكي يعيشوا في رفاهية، وهم لذلك قرروا توسيع نشاطهم في الخارج. وكان هناك سبب آخر لهذا القرار، وهو ان الهيروين اصبح الى جانب الكوكايين عقاراً تتعاطاه الصفوة، وكان الهدف من خروج هذه العصابات هو تكوين شبكة من العملاء، وكانت اول محطة يذهبون اليها هي هولندا. لم يكن اختيار هولندا عشوائياً، فالهولنديون شعب (بحري) ان جاز التعبير ورياضاتهم البحرية تعد من بين اهم الرياضات في اوروبا، وكانت هناك جالية صينية لسنوات عديدة. الصينيون من ابناء سومطرة كانوا يقودون السفن التجارية الهولندية منذ فترة طويلة، وكانت هناك مقاطعات صينية بالكامل اغلب سكانها من البحارة الصينيين الذين تم انهاء خدماتهم من السفن التي كانوا يعملون عليها اثناء الكساد او بسبب الحرب العالمية الاولى. وفي هذه المقاطعات كانوا يحافظون على لغتهم الاصلية وعاداتهم وتقاليدهم وتعايشوا مع المجتمع الهولندي وأطلق عليهم: (صينيو الفول السوداني) لأنه حتى عام 1939 كانوا يتعيشون من بيع البسكويت المحشو بالفول السوداني في الشوارع. وحيث يوجد الصينيون توجد الجمعيات الثلاثية، والعديد منها برز في روتردام وامستردام قبل الحرب العالمية الثانية حيث مضى الاعضاء يعملون تحت ستار (الجمعية الصينية لما وراء البحار) ولم يكونوا مجرمين، بل كانوا متدينين او وطنيين، واثناء الاحتلال النازي لهولندا قل نشاطهم اثناء الحرب، وذلك مع اختفاء عدد منهم ودخول بعضهم معسكرات الاعتقال. في عام 1945 بدأت السفن الهولندية في استخدام البحارة الصينيين لتعويض الخسائر التي منيت بها اثناء الحرب وفي عام 1965 اصبحت هولندا ارضاً خصبة للعصابات الثلاثية، حيث كان الهولنديون يتخذون موقفاً متسامحاً من المخدرات، وكانت لا تتمتع بخبرة كبيرة مقارنة بدول اوروبا الغربية الاخرى. وعندما انسحب الهولنديون من مستعمراتهم في الشرق الاقصى وحصلت اندونيسيا على الاستقلال اصبحت امستردام وروتردام ملاذا لعشرات الآلاف من اللاجئين الصينيين. ولم يطل الوقت حتى تم تكوين مدينة صينية في امستردام وكان الموقف المتراخي الهولندي تجاه العقاقير مشجعاً لهم على التجارة فيه فالقوانين الهولندية تحظر القبض على تجار المخدرات من جانب رجال الشرطة السريين وكان ممنوعاً تسجيل مكالماتهم، بل كانت المحاكم لا تعترف بهذه المكالمات، وكان ممنوعاً على الشرطة توقيف اي مشتبه فيه وتفتيشه. وعلى الرغم من كل ذلك كان الحد الاقصى لعقوبة تجارة المخدرات اربع سنوات وفي عام 1977 ارتفعت الى 12 سنة ولكن غالباً لم يستخدمها القضاة. وعلى الرغم من كل ذلك ايضاً كانت السجون مريحة للغاية ومعظم نزلائها كانوا يمارسون تجارة المخدرات من وراء القضبان عن طريق الزوار، كما كان مسموحاً لهم استخدام الهواتف بحرية كاملة.
النفاذ عبر المنخل كانت فرص تهريب الهيروين كبيرة، وكان موظفو الجمارك في الدول الاوروبية الاخرى يطلقون على الهولنديين (المنخل) واجراءات التفتيش في مطار شيبول كانت سهلة للغاية وكانت روتردام كبيرة للغاية بحيث ان مراقبة الجمارك على السفن كانت عملية صعبة، والساحل كان من السهل الرسو عليه، وكانت الحدود مع بلجيكا مفتوحة والهيروين الذي كان يتم شحنه عن طريق روتردام كان يشق طريقه الى المانيا أو فرنسا او بريطانيا بعد ساعات من وصوله. اول عملية كشف لتهريب الهيروين في هولندا حدثت عام 1971 عندما تم القاء القبض على احد الصينيين وبحوزته 50 جراماً من الهيروين في وكر للقمار تديره احدى العصابات الثلاثية. ولأسباب عديدة أصبحت امستردام مقراً للعصابات الثلاثية ايضاً، فالقوانين الهولندية لا تزال تعتبر متساهلة مقارنة بقوانين الدول الاوروبية الاخرى، وامستردام موقعها استراتيجي ويسهل الوصول اليها عبر جميع حدود الدولة ويعيش فيها ابناء مختلف الجنسيات ومن بينهم حملة الجنسية الصينية. وفي عام 1995 تم اغتيال 9 صينيين، وفي فبراير 1996 تم العثور على احد الصينيين مقتولاً وجسده مرشوقاً بـ 43 رصاصة من اربعة اسلحة مختلفة. ومؤخراً ظهرت مجموعة اجرامية صينية في هولندا تتكون من صينيين ركزت نشاطها على الابتزاز والسرقة، وشمل نشاطها دول وسط اوروبا، واتخذت من باريس قاعدة لها، وكانت من اخطر جماعات الجريمة المنظمة. وعبر دول اوروبا الغربية افتتحت العصابات الثلاثية فروعاً لها لممارسة جميع انواع الجرائم التقليدية. وفي فرنسا التي كان يعيش فيها عدد كبير من الجالية الفيتنامية كانوا يمارسون نشاطهم الى جانب العصابات الفيتنامية على الطريقة الثلاثية، في حين انهم في ايطاليا دمجوا نشاطهم مع عصابات المافيا أو نقابات الجريمة المنظمة في كل من نابولي وروما وميلانو وتورين. وطوال سنوات عديدة كانت العصابات الثلاثية تعمل بالاتفاق مع المافيا في تهريب الهيروين عن طريق المهاجرين غير الشرعيين الذين هربوا من البانيا الى ايطاليا. وفي اسبانيا، حيث كان عدد الصينيين قليلاً نسبياً، لم يكن هناك نشاط يذكر للجمعيات الثلاثية. وفي عام 1994 ذكرت السلطات الاسبانية ان هناك زيادة ملحوظة في الهجرة غير الشرعية، وزيادة اخرى في جرائم العصابات الثلاثية عما كان عليه الوضع خلال السنوات الست الماضية. وفي المانيا كان نشاط الجمعيات الثلاثية واضحاً فقد عانت المانيا من مشكلة الهيروين مبكراً عن طريق وجود القواعد العسكرية الامريكية على اراضيها، وكان حجم ذلك كبيراً وفقاً للاحصاءات الامريكية، فقد افادت الاحصاءات ان 27 الفاً من القوات الامريكية يتعاطون مخدرات من النوع الثقيل بانتظام، وفي عام 1979 وحده تم القاء القبض على 9 آلاف امريكي بتهمة التجارة في الهيروين، وتمت مصادرة كميات منه بلغت قيمتها 60 مليون دولار. وفي الثمانينيات واجه الصينيون في المانيا منافسة ضارية من الاتراك حيث كان هناك اكثر من مليون عامل تركي، وبحلول عام 1983 كان الاتراك يستوردون الهيروين، لكن الصنف الذي استوردوه اقل جودة ونقاء من هيروين العصابات الثلاثية الصينية، وبالتالي استحوذ الصينيون على نسبة كبيرة من التجارة في الهيروين. اما في بقية دول اوروبا فكان نشاط العصابات الثلاثية قليلاً ان لم يكن معدوماً ففي الدول الاسكندنافية كان وجودها قليلاً وكذلك في دول الكتلة الشرقية السابقة حيث ان الانظمة الشيوعية كانت تعتبرها مدمرة اجتماعياً وان البوليس السري مكنها من العمل على الرغم من ان تقريراً حديثاً اكد ان جهاز الـ كي جي بي ساعد ــ في عدد من المناسبات ــ او تجاهل شحنات من الهيروين جاءت من الاتحاد السوفييتي السابق عن طريق دبلوماسيين ومستشارين صينيين والدولتان الشيوعيتان الوحيدتان اللتان سمحتا للصينيين بتهريب الهيروين هما البانيا (حيث كان الديكتاتور انورخوجه يحصل على اتاوة شخصية) وبلغاريا. ومنذ اوائل الخمسينيات تورطت بلغاريا في الجريمة المنظمة وتاجرت وكالة الاستخبارات البلغارية في المورفين والهيروين والاسلحة، وكانت غالبا ما تشتري الهيروين من الصينيين وتبيعه عبر الاتراك وفيما بعد للباكستانيين في اوروبا والولايات المتحدة. وكانت كل الصفقات تمر عبر شركة (كينتكس) وهي شركة تصدير مملوكة للدولة وتديرها وكالة الاستخبارات البلغارية بالتحالف مع المافيا في صقلية والمجرمين اللبنانيين ورجال البنوك السويسريين الفاسدين. واليوم غيرت هذه الشركة اسمها لتصبح (كوكينتكس) ولكن لا تزال تحيط بها الشكوك فيما يتعلق بأنها تتاجر في المخدرات. وفي حين ان اوروبا كانت بها جمعيات ثلاثية نشطة وان هولندا كانت اكثر الدول من حيث وجود هذه الجمعيات فيها الا انه كانت هناك دولة اوروبية واحدة اقامت فيها مدة اطول من اية دولة اخرى، حتى أنه كان يمكن لها ان تصبح قوة اجرامية سائدة. وهذه الدولة هي: بريطانيا العظمى، فقد اقام الصينيون في بريطانيا منذ بداية القرن التاسع عشر وجلبوا معهم مهاراتهم في الطبخ، وافتتحوا مطاعم عديدة في المدن البريطانية الرئيسية، وازداد معها عددهم الذي بلغ 4 آلاف في عام 1949 ارتفع عام 1995 الى 300 الف. وكلما زاد عدد الصينيين بدأت في الظهور مدن صينية جديدة. ومع النجاح الساحق لحكومة حزب العمال عام 1964 ارتفع عدد المهاجرين الصينيين من هونج كونج الى بريطانيا بشكل حاد ومع هذه الاعداد جاءت العصابات الثلاثية تبحث عن توسيع نشاطها خاصة فيما يتعلق بتجارة الهيروين. كانت بريطانيا سوقاً مثالية للمخدرات، فالمجتمع كان يمر بتغيرات حادة والشباب اصبحوا فئة اجتماعية مهمة وتغيرت الاخلاقيات، وتغير معها النظام القديم من النقيض الى النقيض وظهرت موجات التمرد ضد السلطة، وانتشر تعاطي الحشيش، وكان الهيروين هو الخطوة التالية في هذا الطريق الشائك. وحتى عام 1967 كان عدد افراد العصابات الثلاثية الصينية 140 شخصاً متمركزين في ثلاث قواعد رئيسية في لندن وليفربول وبريستول مع وجود اقل في كل من مانشستر وساوثهامبتون، وكانوا يديرون شئونهم بأنفسهم ولهم صلات مع فروعهم في هونج كونج وأماكن اخرى في العالم. لا احد يعلم متى تم استيراد الهيروين الى بريطانيا أول مرة ولكن المصدر كان معلوماً: من هونج كونج عبر امستردام.
مدينة التنين اكبر عصابة ثلاثية في بريطانيا اليوم هي (وو شينج وو) ومقرها مانشستر ولها فروع في برمنجهام ولندن وجلاسجو ومجموعات عمل صغيرة في بريستول ونيوكاسل وكارديف. وتعرف مانشستر بـ (مدينة التنين) وكانت في الثمانينيات مقراً لاحدى اسرع الجمعيات الصينية توسعاً في العالم. فمن عدد سكان بلغ 7 الاف عام 1980 الى 35 الفاً عام 1990 والآن هم ثاني اكبر جالية صينية في بريطانيا بعد لندن، وانتشر الصينيون في المدينة مستغلين رخص اسعار الاراضي الناجم عن تراجع الصناعات الثقيلة ايام حكومة تاتشر، كما ان حوافز التجارة شجعت رجال الأعمال الصينيين. وفي الثمانينيات بدأ البوليس البريطاني يتخذ اجراءات ضد العصابات الثلاثية، وزادت هذه الاجراءات، وزاد معها عنف العصابات. وفي التسعينيات أعيد احياء تعاطي الهيرويين في بريطانيا عن طريق العصابات الثلاثية الصينية، بدأ ذلك عام 1985 مع تدفق الصينيين من هونج كونج إلى بريطانيا. وخلال السنوات التي سبقت انسحاب البريطانيين من هونج كونج عام 1997 كانت هناك مخاوف من ان هذه العصابات ربما تخرج من المستعمرة قبل أن يدخلها الشيوعيون. وفي عام 1988 ظهر واضحا ان العصابات كانت لا تزال جزءا من القاموس، فقوات الشرطة بدأت في عقد مؤتمرات اقليمية ومحلية حول هذا الموضوع وتم ارسال ضباط إلى هونج كونج للحصول على دورات تدريبية في فنون التعامل مع هذه العصابات. وفي نهاية القرن العشرين بدأ البوليس يتعامل مع هذه العصابات بنجاح متزايد، وتم اختراقها بكفاءة اعتمادا على المخبرين السريين وفئة مختارة من رجال الاستخبارات الذين تم زرعهم في الجمعيات الصينية ولعبوا على عامل التنافس بين الجمعيات المختلفة.
الدب والتنين المافيا الروسية كانت هي الخط الجديد في عالم الجريمة المدنية المنظمة منذ نهاية الحكم الشيوعي للاتحاد السوفييتي السابق، وهذه المافيا سائدة الآن في الصحافة الغربية أكثر من المافيا الايطالية، وبالتالي أيضا كانت تتعامل معها العصابات الثلاثية. العصابات الثلاثية في أوروبا وخاصة في ألمانيا مرتبطة تماما مع الروس، حيث تدير تجارة المخدرات وبيوت الدعارة والهجرة غير الشرعية عن طريق كومنولث الدول المستقلة. كان المهاجرون تجارة رابحة حيث مر أكثر من 250 ألفا منهم عبر روسيا منذ عام 1992. وفي عام 1997 دفع المهاجرون الباحثون عن الخلاص 35 ألف دولار أمريكي لكل منهم للسفر من جوانجزو إلى ألمانيا عبر موسكو وسان بطرسبرج ووارسو وبودابست وبراغ. وعندما كانوا في روسيا كانوا في حماية العصابات الروسية وقد شجعت حكومات أوروبا الشرقية السابقة هذه التجارة. وفي عامي 1992 و1993 عرضت السلطات المجرية منح اقامة دائمة للصينيين الآتين من هونج كونج مقابل مئة ألف دولار لكل منهم حتى ان السلطات أعلنت ذلك في الصحف. الكثير من العصابات الثلاثية قبلت هذا العرض الذي حصلوا بموجبه على اقامة شرعية في عصر ما بعد أوروبا الشوعية وكانت العصابات الروسية تعلمهم حيلا وفنونا جديدة في هذا الصدد. كانت روسيا في تلك الفترة تعيش في فوضى، وفي الفوضى تنتعش الجريمة، وأحد الأمثلة على ذلك تجارة السيارات كان العديد من العصابات الأوروبية تسرق السيارات من الدول الغنية، وتقودها إلى دول الكتلة الشرقية سابقا وتبيعها هناك. وكانت أكثر الدول بروزا في هذا المجال هي البانيا، حيث أقيمت هناك سوق ضخمة للسيارات المسروقة خارج ميناء دوريس بعد الاطاحة بالشيوعية، كان يدير هذه السوق رجال المافيا الايطالية والمجرمون الألبان الذين كانوا يعملون من قبل في البوليس السري. وهناك نشاط آخر هو تجارة السلاح. والسبب في ازدهار هذه التجارة وجود كميات ضخمة من الأسلحة لم يعد لها لزوم بعد عصر الحرب الباردة. تم بيع هذه الأسلحة إلى دول العالم الثالث عن طريق العصابات الروسية بالتعاون مع العصابات الثلاثية. والأسوأ من ذلك انهم كانوا يبيعون مواد نووية مسروقة بلغت قيمتها 20 مليار دولار بين عامي 1992 و1993 فقط. هذا التحالف الاجرامي الصيني ــ الروسي يمثل تهديدا خطيرا ليس فقط للقانون الدولي ولكن للأمن القومي حتى ان بعض الدول حولت نشاط استخباراتها من التجسس العسكري إلى التجسس الاجرامي.
امبراطوريات جديدة القلق العالمي تزايد بحدة من ان رجوع هونج كونج إلى الصين عام 1997 قد يعني تخلي العصابات الثلاثية عن مركزها التقليدي وتتحول إلى ظاهرة عالمية ومنظمة متكاملة. الاعلان الصيني ــ البريطاني المشترك والقانون الأساسي تم وضعهما لارساء الاستقرار في هونج كونج لمدة 50 سنة ثم جاءت مذبحة ميدان تيان آن مين في عام 1989 وقامت الصين باعدام تجار المخدرات والمرتشين والمختلسين ومديري بيوت الدعارة. حتى عام 1985 لم تتغير الصين تحت زعامة دنج شياوبنج تجاه اقتصاديات السوق. ولكن هذا الموقف ما لبث ان تغير، فسرعان ما اختفت البنطلونات القطنية الزرقاء، وارتدى الفلاحون بنطلونات الجينز وذهب الشباب دور السينما لمشاهدة أفلام الحركة وليس الأفلام السياسية، والمراهقون لم ينساقوا وراء موسيقى الروك اندرول فقد كان لديهم موسيقاهم الخاصة، والمزارعون كانوا يبيعون محاصيلهم في السوق ويحتفظون بالأرباح لأنفسهم وتمت خصخصة الشركات والمصانع المملوكة للدولة وافتتحت مصانع جديدة باستثمار أجنبي ولم يعد الرأسمالي منبوذا اجتماعيا. وحينما تنشط الأعمال، تنشط معها الجريمة المنظمة، ففي الفترة ما بين عامي 1993 و1995 ارتفعت جرائم العنف في الصين بنسبة 16% وجرائم السرقة بنسبة 15% وجرائم التزوير بنسبة 27%. معظم هذه الجرائم ارتكبتها العصابات الثلاثية حيث أصبحت نشطة في الصين، ساعدها على ذلك عوامل عديدة: أولا: ان الصين كانت تعاني من مشكلة البطالة وبلغ عدد العاطلين 300 مليون نسمة وقد أثر ذلك عليهم اجتماعيا وأصبحوا أرضا خصبة لكي يتحولوا إلى أيد عاملة في مجال الجريمة. ثانيا: كانت الصين تعيش في ثورة اجتماعية وهذا الوضع يمثل تمويهاً جيدا لارتكاب الجرائم. ثالثا: ان الصين تلوثت بالفساد.. كل شيء يمكن شراؤه بالمال بدءا من تذاكر وقوف السيارات إلى بنادق الاغتيال. رابعا: مع برنامج الخصخصة كان هناك عمل متاح للاستثمار من جانب رجال الأعمال والدوائر الحكومية الذين سمح لهم بانشاء شركات خاصة، وكانت وزارة العدل وجيش التحرير الوطني من بين الجهات التي تورطت في صناعة المال عن طريق الرأسمالية التي لا كابح لها. قال أحد الدبلوماسيين في هونج كونج وهو عضو بارز في الحزب الشيوعي انه كانت هناك صفقة سرية تم ابرامها مع العصابات الثلاثية في هونج كونج أوائل الثمانينيات تقضي بأنه إذا لم تتسبب هذه العصابات في أي توتر أو فوضى سياسية بعد انتقال السيادة إلى الصين سيتم غض الطرف عن جرائمهم.. انها سياسة الحكومة الصينية بعدم معاداة هذه العصابات. ويتردد في الأوساط الدبلوماسية انه طلب من هذه العصابات الثلاثية القيام ببعض الاغتيالات نيابة عن البوليس السري الشيوعي الصيني. وأثناء سنوات اعادة تسليم هونج كونج إلى الصين قامت هذه العصابات بالتجسس على وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شنوا). وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة في الصين من 100 ألف عام 1986 إلى أكثر من نصف مليون عام 1994 وهذا الرقم يدور الآن في فلك المليون ونصف المليون.
جرائم جديدة تهديد العصابات الثلاثية في الصين لم يعد مقصورا على الدولة فحسب، فباستخدام المصانع التي تم تخصيصها في عهد اصلاحات دنج شياوبنج حاولت العصابات الشروع في جرائم جديدة. فبعد أن نجحت في قرصنة برامج الكمبيوتر وتقليد اليد الثمينة وتزوير بطاقات الائتمان انتقلت إلى تصنيع قطع غيار الطائرات بتقنية ومواصفات عالية ومعظمها خاص بطائرات البوينج، ولم تكن تخضع لاختبارات كافية حيث كان يتم اصدار شهادات منشأ مزورة لها وكان يتم تصنيعها من مواد غير قياسية من المعادن رغم تقليدها الشديد إلى درجة التماثل. وتوزيع قطع غيار الطائرات المقلدة هذه سوف يسود العالم خلال فترة قصيرة. ومع نهاية الحرب الباردة باتت الصين في غير حاجة إلى الاحتفاظ بقوات كبيرة من الجيش إلا بالقدر الذي يحمي أمنها الداخلي. ولذلك تم تخفيض قوات الجيش مما أدى إلى تسريح أعداد كبيرة منهم أصبحوا لا يجدون عملا رغم مهارتهم في فنون القتال. هذه القوات العاطلة أصبحت أرضا خصبة لتجنيد رجالها في العصابات الثلاثية. وهناك معارضة دولية لهذه العصابات. كثير من الحكومات تعتبرها مشكلة محلية تتعامل معها من هذا المنطلق وتناست هذه الحكومات ان هذه العصابات لديها الخبرة والتنظيم والرغبة في تقويض اقتصاد أية دولة مثل مقدرتها على احتكار سوق الأوراق المالية. ويبدو ان هناك مؤامرة تجاهل بين كثير من الحكومات التي تضع رأسها في الرمال تجاه هذه العصابات وتجاه الجريمة الدولية المنظمة بشكل عام. إن الجريمة المنظمة عموما يجب أن تحظى بأولوية أكبر بين جميع الحكومات، حكومات الدول المتقدمة، عليها أن تحارب هذه العصابات من أجل ضمان استقرارها في حين ان حكومات الدول النامية عليها أن تحترس من تهديدها لمنع توغلها عن طريق الفساد وهي الحقيقة التي أكدتها الأمم المتحدة ففي أواخر عام 1994 عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا حول الجريمة المنظمة وألقى بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت كلمة أمام المؤتمر اعتبر فيها ان الجريمة الدولية المنظمة تشكل تهديدا خطيرا للسلام العالمي وأمن البشرية وأكد الحاجة إلى ضرورة انشاء محكمة مختصة بالجرائم الدولية، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف تم تشكيل لجنة للقانون الدولي لا تزال في مهدها. ولم يعد ممكنا ان تواجه هذه العصابات بقوات الشرطة فقط، فقد أصبحت تمثل تهديدا يحتاج إلى تضافر جهود وكالات الاستخبارات. فقد قامت الولايات المتحدة بتوجيه جزء كبير من نشاط وكالة الـ (سي اي ايه) إلى الجريمة المنظمة رغم انها في وقت من الأوقات كانت تتعاون معها. كما ان (اليوروبول) أو الانتربول الأوروبي الذي أنشئ عام 1993 ربما يمثل قوة بوليس دولي مهمة لكنه لا يزال لا يوجد لها زي موحد أو مقر رئيسي بل ان وضعيتها القانونية لم يتم اقرارها بعد. وبعد القضاء على الشيوعية في دول الكتلة الشرقية وتخفيض التهديد العسكري، فقد حان الوقت لتجميع القوات لمواجهة نقابات الجريمة العالمية المنظمة لانها أصبحت أكثر خطورة من مجرد الاطاحة بالنظم السياسية. فالجيوش تحكمها الرغبة السياسية وتكبحها المنفعة السياسية، أما العصابات فهي مدافع منطلقة على عواهنها دون ضابط أو رابط اللهم إلا في جمع الأموال فإذا ما انخرطت في السياسة سوف يكون هدفها جمع المال بوسائل غير أخلاقية. وهناك الآن تعاون وثيق بينهما، فالاحتمالات بين العصابات الثلاثية والمجرمين الصينيين من خارج هذه العصابات والمجموعات الارهابية الدولية سوف تستمر. أخيرا فإن المؤلف مارتن يوث يحذر من انه مع عدم وجود حل دولي لمشكلة العصابات الثلاثية أوصل هذه العصابات إلى السرية وتصعيد التسليح بمهاراتها التنظيمية وخبراتها المتنوعة فإن المستقبل لا يبدو واعدا بالنسبة لكثيرين على امتداد العالم، الأمر الذي يقتضي مضاعفة الجهود لتغيير ملامح هذه الصورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 + 1 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube