بعد الاطاحة بالشيخة حسينة ، اختار المتظاهرون محمد يونس رئيسا لوزراء بنغلاديش . وهو رجل أعمال ومصرفي وخبير اقتصادي وزعيم مجتمع مدني من بنغلاديش وأستاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتاجونج إحدى الجامعات الكبرى في بنغلاديش، ومؤسس بنك غرامين وحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
ولد محمد يونس عام 1940 في مدينة شيتاجونج، التي كانت تعد في ذلك الوقت مركزًا تجاريًا لمنطقة البنغال الشرقي في شمال شرق الهند، كان والده يعمل صائغًا في المدينة، وهو ما جعله يعيش في سعة من أمره فدفع أبناءه دفعًا إلى بلوغ أعلى المستويات التعليمية، غير أن الأثر الأكبر في حياة يونس كان لأمه «صفية خاتون» التي ما كانت ترد سائلاً فقيرًا يقف ببابهم، والتي تعلّم منها أن الإنسان لا بد أن تكون له رسالة في الحياة.
درس الاقتصاد في جامعة دكا ،وفي عام 1965 حصل على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة الدكتوراه في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأمريكية، وفي فترة التحاقه بالبعثة نشبت حرب تحرير بنغلاديش (باكستان الشرقية سابقا) واستقلالها عن باكستان (أو باكستان الغربية في ذلك الوقت)، وقد أخذ يونس من البداية موقف المساند لبلاده بنغلاديش في الغربة، وكان ضمن الحركة الطلابية البنغالية المؤيدة للاستقلال، التي كان لها دور بارز في تحقيق ذلك في النهاية. وبعد مشاركته في تلك الحركة عاد إلى بنغلاديش المستقلة حديثا في عام 1972 ليصبح رئيسًا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونج، وكان أهالي بنغلاديش يعانون ظروفًا معيشية صعبة، وجاء عام 1974 لتتفاقم معاناة الناس بحدوث مجاعة قُتل فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون.
وبسبب تفاقم أوضاع الفقراء في بلاده، مضى يحاول إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء بدون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك للسخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلا للإقراض.
لكنه صمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض، في عام 1976 وخلال زياراته للأسر الأكثر فقراً في قرية جوربا قرب جامعة شيتاجونج، اكتشف أن القروض الصغيرة جداً يمكن أن تحدث فرقاً لهؤلاء الفقراء، حيث وجد مجموعة من النساء يصنعون من الخيزران أثاثاً يعتمدون على القروض الربوية لشراء الخيزران، ولهذا فإن حتى أرباحهم تذهب للمقرضين. ولم تكن البنوك التقليدية تريد أن توفر قروض صغيرة بفائدة معقولة للفقراء بسبب ارتفاع المخاطر الافتراضية على البنوك، ولكن محمد يونس كان يفضل أن تعطى مهلة أكبر للفقراء لسداد المال، وبالتالي أصر أن القروض الصغيرة قابلة للتطبيق في نموذج الأعمال. أقرض محمد يونس 27 دولار من أمواله الخاصة إلى 42 امرأة في القرية.في ديسمبر عام 1976، أمن محمد يونس أخيرا على قرض من الحكومة عن طريق بنك جاناتا لإقراض الفقراء في قرية جوربا، واستطاع بعد ذلك إنشاء بنك جرامين في عام 1979 في بنغلاديش، لاقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلا معقولًا وواصلت المؤسسة العمل، وتأمين قروض من البنوك الأخرى لمشاريعها، حيث وصل عدد المقترضين (28,000) بحلول عام 1982. في 1 أكتوبر 1983، بدأ المشروع التجريبي العملي لبنك متكامل لفقراء بنجلادش، وتمت تسميته بنك غرامين (بنك القرية). واجه محمد يونس وزملاؤه الكثير من مشاكل سواءاً من حركات يسارية راديكالية عنيفة ومن رجال الدين المحافظين والذين قالوا أن النساء لن يدفنوا على الطريقة الإسلامية إذا اقترضن المال من بنك غرامين. بحلول يوليو 2007، غرامين أقرضت 6.38 مليار دولار أمريكي على 7.4 مليون مقترض
، ولضمان السداد، يستخدم البنك نظام «مجموعات التضامن» لدعم جهود بعضهم البعض في النهوض بالاقتصادي الذاتي.
في أواخر الثمانينيات، بدأ غرامين بالتنويع من خلال إحضار أحواض الصيد غير المستغلة ومضخات الري مثل الآبار الأنبوبية العميقة. وفي عام 1989، بدأت هذه المصالح المتنوعة بالمتزايد في منظمات مستقلة، حيث تحول مشروع مصائد الأسماك إلى (مؤسسة جرامين لمصايد الأسماك)، وتحول مشروع الري إلى (مؤسسة جرامين الزراعية).
ومن ثم طور مبادرة غرامين إلى مجموعة متعددة الأوجه للمشاريع الربحية وغير الربحية، بما في ذلك المشاريع الكبرى مثل غرامين تراست وصندوق غرامين، فضلاً عن غرامين تليكوم التي تملك حصة في جرامينفون، وتعتبر أكبر شركة للهاتف الخاص في بنغلاديش.
. وقد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006 . وفي 1 يناير 2024 قضت محكمة في بنجلاديش بسجن محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام 6 أشهر، وذلك بتهمة انتهاك قوانين العمل في العاصمة دكا، وفق ما أفاد المدعي العام خورشيد علم خان، في قضية يقول أنصاره إنها ذات دوافع سياسية