كتب محمد خير الوادي :
لم تكسر الآلة العسكرية الاسرائيلية الهائلة ووحشية المستوطنين ، ارادة الشعب الفلسطيني الذي هب للدفاع عن وجوده ومقدساته وحقوقه ومنع حصول نكبة جديدة.
لقد وقف الفلسطينون صفا واحدا في وجهه العدوان ، وانتفضت فلسطين كلها ، وأزالت الحدود التي حاول من خلالها الصهاينة تمزيق الشعب الفلسطيني وقهر ارادته ،وزرع اليأس في نفوسه . ولذلك انتصروا على الغرور والاستعلاء الاسرائيليين .
انتصر الفلسطينيون لانهم منعوا غلاة الصهاينة من الاستيلاء على مزيد من الارض وتهجير اصحابها .
وانتصر الفلسطينيون لانهم مزقوا اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وهزٌوا الثقة بقوة هذا الجيش في نفوس الاسرائيليين ، الذين باتوا عرضة للخوف والهلع وعدم اليقين من المستقبل.
وانتصر الفلسطينيون لانهم اعادوا الاعتبار لقضيتهم التي تعرضت للطمس والتزوير والمزايدة والاتجار ،ولانهم برهنوا للجميع ، ان اتفاقات الذل والعار المنفردة لا يمكن ان تنهي هذه القضية ، لانها قضية شعب يطالب بحقوقه المشروعة .
لقد قلب الشعب الفلسطيني بتضحياته الطاولة في وجه المطبعين والمزايدين ، واظهرهم معزولين لا حول لهم ولا قوة ،واكد ان جهودهم كلها لا يمكن ان تنال من صمود فلسطين وقدسية قضيتها .
لقد تمكن الشعب الفلسطيني بصموده من تغيير دفة الاحداث في المنطقة ، وفرض نفسه على الجميع .
هذه الانجازات كلها حققها الفلسطينيون ،لانهم توحدوا في وجه اسرائيل ، ولأنهم صمدوا ولم تنل منهم التضحيات العظيمة التي قدموها ،والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم ، وصبروا وصابروا على كل الآلام التي تعرضوا لها ، وبذلك نالوا دعم شرفاء العالم واحراره وتقديرهم.
صحيح ان الطريق لا تزال طويلة امام الفلسطينيين ، ولكن المهم انهم قلبوا صفحة الضياع والتفتت المُظلمة ، ووضعوا اقدامهم على الدرب الصحيح ،الذي يوصلهم الى انتزاع حقوقهم المشروعة وتحقيق احلامهم في اقامة دولتهم المستقلة. وتحقيق هذا الحلم الفلسطيني مرتبط بقدر تمسك الفلسطينيين بوحدتهم ، وامساكهم بقضيتهم ، ومنع الآخرين من التفريط والمتاجرة بها .
21/5/2021