https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

قَدَّم الأمريكيّون الذين انتخَبوا دونالد ترامب رئيسًا لبِلادِهم خِدمَةً لا تُقدَّر بِثَمنٍ للعالم بأسْرِه، لأنّهم أظهَروا بهذا الانتخاب، الوَجه الحَقيقيّ العُنصريّ لمُعظَم أبناء جِلدَتِهم، مِثلَما صَعّدوا من حَجم الكراهيّة في مُعظَم أنحاء المَعمورة للوِلايات المتحدة وسِياساتِها التدميريّة. جون كيري، وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبَق، كان مُحِقًّا عندما خَرج عن كُل الأعراف الدِّبلوماسيّة يوم أمس ونشر تَغريدةً على حِسابِه على “تويتر” وَصَف فيها تَصرُّفات ترامب وتَصريحاتِه في اجتماعِ قِمّة حِلف الناتو الذي انعقد الأربعاء في بروكسل بأنّها مُخزِية ومُدَمِّرة، وقال ما مَعناه “لقد فَضحتنا يا رَجُل”. ترامب هاجَم مُعظَم الدُّوَل الأعضاء في حِلف الناتو وطالبها بإنفاقِ أكثر من 2 بالمِئة من مَنتوجِها القَوميّ في الجوانِب الدِّفاعيّة، وعايَرها بأنّها تَعتاش على حِمايَةٍ مجّانيّةٍ من بِلادِه، وتَطاوَل على السيدة أنجيلا ميركل، مُستشارة ألمانيا، عندما قال لها أنّ ألمانيا تعود بِفَضل وجودها لأمريكا وأموالها وتَدَخُّلِها في الحَرب العالميّة الثانية. وليت فضائِح ترامب اقتصرت على تحويل الأصدقاء إلى أعداء، وزِيادة الأعداء عَددًا، فأثناء زيارته الحاليّة إلى لندن أظهَر الوجه البَشِع عندما ربط بين الإرهاب والجريمة والهِجرة، وصَبَّ جام غضبه على صديق خان، عُمدَة لندن المُنتَخب لأنّه مُسلِم ومن أُصولٍ باكستانيّة، وابن سائق حافِلة في مُقابَلتِه التي خَصَّ بِها صحيفة “صن” المَعروفة بِنَشر الصُّور العارِية، وذاتِ مُيول يمينيّة مُتطرِّفة. الرَّد البِريطانيّ الشَّعبيّ على هذا الضَّيف العُنصريٍ “الثَّقيل”، انعكَس في نُزول مِئَة ألف مُتظاهِر إلى الشَّوارِع والميادين احتجاجًا على قُدومِه إلى بريطانيا، وإطلاق بالونٍ ضَخمٍ بطُول ستّة أمطار برتقاليّ اللَّون، يُمَثِّل طِفلاً يَرتَدِي حفّاظات، في إشارةٍ واضِحَةٍ إليه. نعم.. ترامب فَضَحَ أمريكا وشَكَّل حَرَجًا للجُزء الإنسانيّ والدِّيمقراطيّ من شَعبِها تحديدًا، الذي لم يُصَوِّت له في الانتخابات الرئاسيّة، وباتَ يَعتَبِره يُشَكِّل خَطَرًا بحَماقاتِه، وتَطَرُّفِه وعُنصريّته، يُهَدِّد العامِل بأُسَرِه، ولَعلَّ هذه المَسيرات الغاضِبة التي انطلقت في لندن ضِد زيارته تُشَكِّل رِسالةً إلى الشَّعب الأمريكيّ ومُؤسَّساتِه القانونيّة والدستوريّة للتَّحرُّك سَريعًا للإطاحةِ بِه، قبل جَر بِلادِه والعالم إلى حُروبٍ كارِثيّة.

 رأي اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube