في ربوع الاتحاد السوفياتي بقلم : الدكتور زهير فتيحمشاهداتي تحمل سرداً لجزء من حياتي قضيتها شاهداً حياً لبلد احببته و اضحيت بعد 43عاماً احمل جنسيته . .(البداية ) مشاهداتي تحمل سرداً لجزء من حياتي قضيتها شاهداً حياً لبلد احببته و اضحيت بعد 43عاماً احمل جنسيته .. .. عندما وَطْأة قدماي ارض مطار موسكو في 13 أيلول 1971 كانت البلاد السوفيتية في اوج مجدها ،قوة عظمى ، وشعب بسيط مثقف طيب متواضع، تجاوزالفوارق الاجتماعية يحترم العلم ويتفانى لرفعة وازدهار البلد.. لا يوجد جائع ولا محتاج ..جميع الشعب يعمل ويتقاضى رواتب.. الاب والأم والطالب والطفل والجد والجدة .. يمكنك بروبل واحد شراء بطاطا وخبز وزبدة وبصل ولحم مقدد .. او الدخول الى مطعم شعبي تتناول فيه وجبة كاملة من السلطة والشوربة واللحوم مع الرز او البطاطا والخبز مجاني .. .. بالمقابل .. كانت الحياة رتيبة .. الناس سواسية والبساطة تخيم على الجميع .. ولغة المخاطبة تسبقها كلمة تفارش ( رفيق ) .. نجح السوفييت بتقديم كل حاجيات الانسان بأسعار مدعومة ومنها اقل من التكلفة الحقيقية ، لكنهم فشلوا.. في تلبية رغبات المواطنين من الكماليات الهامة لروح الانسان .. كاللباس والاحذية الانيقة والعطورات والأجهزة الالكترونية وآلالات التسجيل والفديو وغيرها .. .. اليهود والقوقازيون .. استغلوا هذه النواقص وخلقوا ما يسمى بالسوق السوداء .. القوقازيون سيطروا على الأسواق الشعبية (المخصصة للخضار والفواكه واللحوم والزهور ..)وجنوا أرباحا خيالية كانت تتحول الى مقتنيات من الذهب وشراء العملة الصعبة وما يتوفر مما خف وزنه وعظم ثمنه .. .. أما اليهود .. فقد سيطروا على كل ما تبقى من مكونات الدولة باستثناء المخابرات (إدارة أمن الدولة (K.G.B)” وقيادات الجيش العليا ) .. بلا صخب ولا فوضى ، غير الكثير منهم الكنية الى أسماء روسية وغيرها من القوميات الأخرى وحافظوا على السرية المطلقة بجهد دؤوب .. توغلوا في المفاصل الهامة كمؤسسات التجارة الخارجية وكليات الطب والرياضة بأنواعها والإعلام المرئي والمسموع والمقروء ودور الثقافة والترجمة والنشر والمسارح والمتاحف وكل ما يتعلق بالموسيقى من فرق ومطربين ومطربات.. كما وضعوا يدهم على التهريب الراقي وتبديل العملة وغيرها من المؤثرات في حياة المواطنين .. .. التآخي والوداعة والتفاني واللطف مبدأهم في العمل .. يدعمون بعضهم بعضاً لتبوء المناصب والمسؤوليات ، بلا حقد ولا تنافس ولا غيرة ،تراهم في كل المهن ماعدا الفلاحين والعمال .. .. هذه البؤر الخفية من القوقازيين واليهود شكلت نواة صلبة لما سمي بالمافيا السوفيتية .. .. الإنهيار عام 1985 جاء بوريس يلتسن الى موسكو .. أتى به غورباتشوف ..وسلمه قيادة الحزب في العاصمة وحجز له مقعداً في المكتب السياسي .. كان العملاق القادم من قرية بوتكا في مقاطعة سفيردلوفسك يتمتع بشخصية روسية جذابة، مغرم بالخمر والنساء .. مولع بالتنس والكرة الطائرة والملاكمة والمصارعة بالرغم من اصابته وفقدانه لاصبعين نتيجة تسلله مع بعض الاصدقاء إلى مستودع ذخيرة للجيش الأحمرسرقوا منه عدة قنابل يدوية، انفجرت كبسولة من احداها ذهبت باصابعه الثلاث .. .. لم تكن العلنية (غلاسنست) واعادة البناء (بيرسترويكا )سوى بساط الريح الذي استوى عليه يلتسين واقلع به نحو المجد .. .. استغل هفوات غورباتشوف وزوجته الحسناء وفشله في إعادة البناء وحماية مقدرات الاتحاد السوفياتي ووحدته .. .. ذلك أن غورباتشوف احدث خللاً .. في البنية السياسية لحلف وارسو عام 1989 حين اعطى تعليماته لقادة الحزب الاشتراكي الالماني بعدم استعمال القوة مع المتظاهرين الأمر الذي استغله الألمان من كلا الطرفين الشرقي والغربي حيث قاموا بهدم جدار برلين وإعادة الوحدة واللحمة للشعب الالماني .. لقد وحد غورباتشوف المانيا ..لكنه لم يحافظ على وحدة بلاد السوفييت . .. مارس الرئيس المغرور فجوراً بحق الاتحاد السوفياتي المغدور ،حيث وافق على توقيع معاهدة جديدة تَضمنْ الحكم المستقل الكامل للجمهوريات السوفيتية في التاسع عشر من اب عام 1991،.. الأمر الذي اثار حفيظة القادة الآخرين الذين قرروا اعلان حالة الطوارىء لمدة ستة اشهر وحاولوا اعتقال غورباتشوف الذي كان يستجم على شاطىء البحر مع عقيلته رايسا ..(1) .. فشل الانقلاب.. وعاد غورباتشوف واعلن افلاسه السياسي وسلم مقاليد السلطة للقائد الجديد بوريس يلتسن .. .. كان الهدف من طوق الستار الحديدي تحصين المواطن من التخريب الايديولوجي وتعويده على العمل الجماعي والعيش المشترك والاكتفاء الذاتي تحت شعار من لايعمل لايأكل ( كان جميع افراد المجتمع يتلقون رواتب من سن الحضانة حتى سن التقاعد مع حرية العمل بعد التقاعد لفترة مفتوحة في كل المرافق العلمية والعسكرية والثقافية وغيرها الأمر الذي جعله في مقدمة شعوب العالم ثقافة وعلماً وتقدماً في كل مجالات الحياة . . . لقد شهدت البلاد خلال الفترة الانتقالية من عصر الغلاسنت الى عصر يلتسن حركة تخريب كبيرة ..روجت المخدرات ودور القمار والكازينويات والبغاء ووسائل اخرى من فيديو وتلفزيون وانظمة ستلايت .. فعلت فعلها بالتكافل والتضامن مع اجهزة الاعلام التي اخذت تبث ليلاً نهاراً الافلام الخلاعية والسادية المليئة بالقتل والدم والفجور بتوجيه من ” مجموعة “موست بنك” التي يملكها فلاديمير غوسينسكي رئيس مؤتمر المنظمات اليهودية في روسيا، وصاحب أكبر مؤسسة إعلامية غير حكومية، وعلى رأسها القناة التلفزيونية الأكثر أهمية وشهرة NTV. ” – . .. لقمة العيش .. أصبحت صعبة وشراء المستلزمات لمن لا يستطيع جعل البعض ينخرطون في الجريمة المنظمة التي اشترك فيها حاميها حراميها من الضباط والعناصر السابقة لقوى حفظ النظام ..انتقل حكم الدولة الى العصابات التي اقتسمت العاصمة ووضعت لكل رب عمل ( “كريشه” اي حماية ) يدفع رشوة او نسبة من ارباحه حسب تقديرهم وإلا الموت واحراق المؤسسة .. .. لقد أظهرت دراسة نشرها معهد إندم الروسي للبحوث أن الشركات الروسية الصغيرة والمتوسطة الحجم تدفع أكثر من 22 مليار دولار سنويا في شكل رشى وخوة. .. الشعب عانى من تسلط المافيا وانتشار المخدرات التي شملت ثلث طلاب المدارس والجامعات وما خلفته من تدمير اجتماعي للنفسية الروسية محققة أهدافها في تنامي العنف والسادية ومعدلات الجريمة المنظمة وتعاظمت حوادث السرقة و اقتحام المنازل التي استلزمت تعليمات إجبارية من قبل رئيس حكومة موسكو باستبدال الأبواب الخشبية بأبواب حديدية مصفحة مما جعل المواطنين يعيشون في خزانة حديدية مؤلفة من أربعة أبواب الأول على الشارع الثاني علن باب المصعد الثالث على الطابق والرابع باب المنزل. .؟ .. ووفقا لتقرير نشرته مؤسسة ترانسبيرنسي إنترناشيونال المعنية بالفساد ، احتلت روسيا المرتبة الـ71 بين أكثر دول العالم فسادا إلى جانب زيمبابوي. .. في الوقت نفسه كان يلتسن يحشد من حوله القوى المختلفة ضمن دائرة موسكو..تدعمه الأيدي الخفية و المنظمات السرية اليهودية وعصابات المافيا.. استسلم لهم وسوغ سلطته لخدمة مآربهم .. .. بعد انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية جاء بمجموعة من الليبراليين الراديكاليين الذين تدربوا في وقت مسبق في المعاهد الامريكية والبريطانية واعطاهم الضوء الأخضر لإجراء الإصلاحات الاقتصادية على اسس رأسمالية كوسيلة للإنتقال الى اقتصاد السوق .. كانت فكرة العلاج بالصدمة التي جاء بها ايغور غايدارمطبوخة في دهاليز ” صندوق النقد الدولي ” والبنك الدولي ومعدة بشكل مسبق من قبل الأخصائيين الاقتصاديين الغربيين .. … بدأ الانهيار .. مع الغاء التحكم بالاسعار وخصخصة املاك الدولة واطلاق العنان للتجارة الحرة .. ارتفعت الاسعار بشكل جنوني خلال عام واحد ب26مرة والتهبت الاسواق ومشاعر السكان لاسيما كبار السن والمتقاعدين .. .. .. كما قامت المافيات المتعددة القوميات بنهب ثروات البلد وممتلكات الدولة وظهرت طواغيت المال المدعومة من ابنة الرئيس يلتسن ومنهم ( بيرزوفسكي ) ومن عمدة موسكو لوجكوف( غوسينسكي ) باقتسام الإعلام والثروات النفطية والمعدنية والاخشاب والمصانع والطاقة ولم تسلم من غيهم حتى الابنية والمؤسسات الحكومية وبيوت الراحة .. ويقال أن ” روسيا لم تعد تملك من مقومات الدولة العظمى سوى ثلاثة أشياء فقط هي، الترسانة النووية والمقعد الدائم في مجلس الأمن وشركة غازبروم” .. تراجع الانتاج الصناعي 18% والناتج المحلي ب15% والانتاج الزراعي الى الثلث …وسيطر اليهود حصراً على البنوك والمصارف والإعلام ومناجم الذهب والالماس والمعادن الثمينة … .. ويقال أن ” روسيا لم تعد تملك من مقومات الدولة العظمى سوى ثلاثة أشياء فقط هي، الترسانة النووية والمقعد الدائم في مجلس الأمن وشركة غازبروم” .. لن اطيل بل اختم المرحلة المؤلمة بما كتبه الرئيس نيكسون في كتابه الاخير ما وراء السلام – (( يمثل القرن العشرين قرن الضياع الحضاري والسياسي لروسيا . فيما جسد لها القرن التاسع عشر العصر الذهبي للموسيقى و الفن والادب الروسي ” ,.)) . .. ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف رئيس الدولة في الاتحاد السوفييتي السابق ورئيس الحزب الشيوعي السوفيتي .. همش .. دور الحزب التقليدي في إدارة الدولة العملاقة .. وفتح النوافذ والابواب امام أمريكا واستخباراتها .. لا ادري هل كان هذا الرجل عميلاً منظماً ..؟؟ ام شخصية موتوره أعمتها الأضواء والمديح والإعلام الخبيث.. !!..؟؟ .. .. ” عاش الجنرال ليونيد شبارشين مرارة انهيار الـ«كي جي بي» حيث تولى منذ العام 1983 منصب رئيس إدارة الدراسات والتحليل في الإدارة العامة للجنة أمن الدولة السوفياتية(كي جي بي) ثم رئيساً لجهازالاستخبارات الخارجية (الدائرة الأولى)، ” بعد المحاولة الفاشلة لرئيس جهاز أمن الدولة فلاديمير كروتشكوف ونائب غورباتشوف غينادي يناييف ووزير الداخلية بنيامين بوغو وآخرين لمنع انهيار الدولة السوفياتية في 18 آب العام 1991 واعتقال المجموعة، عيّنت رئيساً للجهاز في 22 آب. وبعد يوم واحد عين غورباتشوف فاديم باكاتين رئيساً لهيئة امن الدولة، ويتابع جنرال «كي جي بي»: شبارشين بمرارة، .. «كنا وفاديم باكاتين، نهبط في المصعد من مكاتبنا إلى بوابة الخروج، بعد انتهاء ساعات الدوام. فالتفت فجأة نحوي، وقال تعرف ليونيد كنت اليوم في السفارة الأميركية وسلّمتهم خريطة الصراصير»! .. لم يتمالك شبارشين نفسه، وكاد يلطم رئيسه الخائن، وقال «أوقفت المصعد، عدت إلى مكتبي وقدمت استقالتي على الفور. فالصراصير التي يتحدث عنها باكاتين هي منظومة فريدة من نوعها لن يقدر، لا الأميركيون ولا غيرهم، على فك رموزها أو الكشف عنها مهما فعلوا. إنها أجهزة التنصت التي تمكنا من زرعها في طوابق المبنى الجديد للسفارة الأميركية، وفي أعمدتها وفي كل مرفق من مرافقها حتى في غرف النوم». .. وقال «المصيبة أن خيانة باكاتين بأمر من ميخائيل غورباتشوف طبعاً،..سببت المآسي لعشرات بل ربما مئات الأسر، فقد أدت إلى فصل ومعاقبة مئات الأشخاص في شركات أجنبية خارج الاتحاد السوفياتي كانت الولايات المتحدة تعاقدت معها على استيراد المواد الإنشائية لبناء السفارة الجديدة… شركات فنلندية وسويدية ونرويجية وحتى ألمانية. كان الأميركيون يدركون أن صراصيرنا ستنالهم لو استعانوا بمواد إنشائية من روسيا، لكنهم لم يتوقعوا أننا سنتمكن من الوصول إلى شركات كانوا على ثقة تامة بأنها مضمونة بالنسبة لهم». .. .. . عصر الأوتوبور بدأ من هذه اللحظة .. خلخلة في السلطة .. وسائل الاعلام تضغط بقوة ..ألبت الأحقاد على الحزب الذي ولد من رحم الإمبراطورية الروسية . خمدت الشعلة الحمراء في الثامن من كانون الثاني 1991ولفظ الاتحاد السوفياتي أنفاسه رسميا مع توقيع الدول السلوفانية الثلاث روسيا و إوكراينا وبيلاروسيا على قرار الانفكاك .. … سنوات القهر في الوقت الذي كان به الرئيس بوريس يلتسن يعاقر الخمر ويتسلى بالحوريات وتغيير الوزرات .. كانت ماكينة نهب وسرقة ممتلكات الاتحاد السوفياتي تسابق الريح وتنتج اوغاد فتية من أصحاب الملايين وطبقة متميزة تربعت على افئدة الناس اطلقوا عليها لقب (الأوليغارشيين) .. كان رجال الاعمال الجدد يتعاطون تجارة الممنوعات مع شخصيات وشركات أمريكية وغربية بحرية مطلقة .. يعقدون الصفقات ويتاجرون بالسلاح والتقنيات العسكرية السرية وخلاصة الأبحاث العلمية في مختلف المجالات ..يتقدمهم الملياردير الأميركي مارك ريتش ..الاخصائي بتجارة الممنوعات بالسوق السوداء والمحظوظ بالأرباح الخيالية من تجارته مع روسيا والتي تقدر بمليارات الدولارات .. جمعها من بيع ما يشتريه من انتاج بعشرة اضعاف السعر بالسوق السوداء .. .. في بداية استلام غورباتشوف كرسي الكرملين .. كان احتياطي الذهب الأعلى في العالم .. يبلغ حوالي 1300 طن من السبائك المرصوفة ..قيمتها آنذاك تتجاوز الثلاثين مليار دولار ومع نهاية حكم يلتسن هبط الاحتياطي الى مليار دولار .. .. يقول جيمس بيتراس “أثناء عقد التسعينات المشؤوم، في العهد شبه الدكتاتوري لبوريس يلتسين ومستشاريه الاقتصاديين من ذوي التوجه الأمريكي أناتولي شوبايس وإيغور غايدار، طرح الاقتصاد الروسي برمّته للبيع «بسعر سياسي» أدنى بكثير من قيمته الحقيقية. لقد جرت كل تحويلات الملكية دون استثناء باستخدام وسائل قطاع الطرق ـ اغتيالات، سرقات بالجملة، استحواذ على موارد الدولة، تلاعب غير شرعي بالأموال وشراء الشركات. لقد نهب أصحاب المليارات القادمون من الدولة الروسية ما قيمته أكثر من ألف مليار دولار على شكل مصانع ووسائل نقل ونفط وغاز وحديد وفحم وموارد أخرى كانت في الماضي ملكاً للدولة.” .. مع ظهور الفساد في عالم الاقتصاد، وغياب الدولة عن الساحة بعد ان استقال الكثير من العاملين من وظائفهم ، راحوا يعملمون لدى عصابات المافيا برواتب ضخمة ، إنضووا تحت سقف عالم الجريمة المنظمة التي سيطرت على المال الاسود وتجارة المخدرات والدعارة وتصدير المومسات وحوريات الهوى والكافيار والاسلحة والعقارات والزراعة والأراضي وشركات النقل الجوي وحتى خردة الدبابات وابراجها و خردة محركات الطائرات المختلفة .. .. كانت الأموال “الأموال القذرة ..” التي تتراكم .. من هذه النشاطات تتسلل الى البنوك الخاصة حيث يتم فيها إيداع الأرصدة في حسابات سرية وتحت مسميات قانونية .. ثم كانت تأخذ طريقها الى الخارج عبر ظاهرة غسيل الأموال التي تقودها المافيا بمساعدة أمريكية وغربية .. . .. الفلاحون الروس .. امتنعوا عن بيع محاصيلهم بالعملة المحلية و مخزون الحبوب وصل لحده الأدنى ..!! إنهار سعر العملة الروسية “الروبل ” بشكل مخيف في السوق التي أصبحت سوقاً حرة لتصريف العملة . وقد ظل الدولار في ارتفاع مستمر والروبل في انهيار مستمر حتى نهاية عهد يلتسين حيث وصل سعر الدولار إلى 28 ألف روبل. .. مشاعر البشر تأججت.. والبرلمان الذي كان الشيوعيون يسرحون به ويمرحون حاول التصدي للقرارات المكرسة لخدمة مآرب رجال الاعمال الجدد ..(امثال بيرزوفسكي اليهودي النسناس )صديق عائلة يلتسن وابنته بالتحديد وشريكته في ماله وافعاله ،يشتري مع شركاءه من المافيا الإنتاج الروسي من السيارات السياحية والشاحنات والسلع الحيوية والاستراتيجية مثل النفط والاتصالات والمعادن و الفودكا والأخشاب وغيرها من الشركات الروسية الحكومية بالعملة الروسية وبالسعر الرسمي، ثم يصدرها الى الخارج بالعملة الصعبة وبالأسعار العالمية.. كل هذا يجري بمعرفة الحكومة ومباركتها ارضاء لعائلة الرئيس ..!! .. ارتفعت الأسعار وتضاعفت بجنون مئات الأضعاف، فقد ارتفع سعر البيض بنسبة 1900%، والطحين بنسبة 3100%، والسجائر 3600%، والخبز 4300%، البشر اضحوا في حالة هذيان .. ودولة الموظفين على فوهة بركان .( بالرغم من زيادة الرواتب 50%) .. برزت للعلن شخصيات اسطورية من رجال الاعمال دخلت الى تصنيف فوربس لأغنى رجال الأعمال الروس مثل بيرزوفسكي وسمولينسكي وجوسنيسكي وخودركوفسكي و بوتانين، الذي يحتل المرتبة السابعة ، تُقدّر ثروته بحوالي 14.3 مليار دولار. أليكسي مورداشوف رئيس شركة “سيفيرستال” (الذي تُقدّر ثروته بحوالي 12.8 مليار دولار، ويحتل المرتبة 11 في تصنيف فوربس). و رومان أبراموفيتش. ، الذي تُقدّر ثروته بحوالي 10.2 مليار دولار (يحتل المرتبة الـ13 في قائمة فوربس)،.( سبعة من عشرة من اليهود). .. الشعب يزداد فاقة وابطال الحرب العالمية الثانية يتضورون جوعاً ومبالغ خيالية تغادر البلاد الى مصارف في امريكا وسويسرا . . .. هوامش : 1=السيادة والاستقلال للجمهوريات السوفيتية المنحلة ..خلف الفقر والبؤس وجمود اقتصادي صعب اصبح مدخلاً لشراء الذمم والاخصائيين في مختلف المجالات وصولا إلى علماء الذرة والمصممين العسكريين . ..2- الأوتوبور واليهود والماسون وادواتهم من الممولين وعصابات المافيا استغلت الوضع المترنح عبر ممثليها في السلطة الحاكمة وقاموا بتدمير ماكنة الرعب الأمنية “ك ج ب ” وتسريح معظم أفرادها مع نقل بعض كوادرها الى مؤسسات مدنية .. 3-اما النقلة الثانية فقد تضمنت هدفاً اعمق واخطر من الاول الا وهو تفتيت الروابط الاقتصاديةوالاجتماعية والقومية والدينية للشعب السوفيتي الذي اعتاد العيش في أطر جماعية تتقاسم العمل والمصانع والمزارع وتربية الحيوان تعطي جل طاقاتها للمركز الذي يوزع الخيرات حسب الاصول على المجتمع . 4-لقد درست ً معاهد البحث الامريكية والاوربية المتخصصة بمعاداة الشيوعية و فرق الاوتوبور تفاصيل الحياة السوفيتية وبنت على اساسها خطط التخريب للبنية الاشتراكية |