مفهوم “التاو” عند الحكيم الصيني لاو- تسو في كتابه “التاو تي تشينغ”، وهو كتاب مارس تأثيراً كبيراً على تشكيل العقل الصيني وعلى ثقافة الشرق الأقصى بصورة عامة منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وما زال موضع اهتمام من قبل الفلاسفة والمفكرين شرقاً وغرباً. فالتاو هو المبدأ الأول المحيط بكل شيء والموجود في كل شيء؛ المركز الساكن الذي تدور حوله عجلة الوجود، والثابت الذي به تقوم الحركة والمتحركات. ليس له بداية أو نهاية لأن أبده عين أزله، باطنه فارغ وظاهره ما لا يحصى من الموجودات (أو “الآلاف المؤلفة” وفق تعبير لاو- تسو). ولكن ما يميز مفهوم “التاو” عن مفهوم “الأُلوهة”، هو أن التاو ماهيةٌ غُفلة غير مشخصة لا يمكن اختصارها إلى إله ذي شخصية مستقلة وإرادة فاعلة، يؤثر في العالم عن بُعد ويتحكم به بشكل قصدي. التاو خميرة العالم ولكنه ليس خالقاً أو صانعاً له بالمفهوم المعتاد للخلق القصدي، بل هو أشبه ما يكون بمفهومنا الحديث عن القوانين الطبيعية التي أنتجت العالم وتعمل على إدامته بشكل تلقائي وعفوي. فالتلقائية هي جوهر التاو وأسلوبه في الفعل والإنجاز، وهذه التلقائية هي شيمة جميع الفعاليات على مستوى الكون وعمليات الطبيعة. وعلى حد قول أحد شعراء حكمة الزن اليابانية ذات الأصل التاوي:
سرب الإوز البري يقطع السماء الواسعة في الأعلى.
صورة الإوز البري انعكست على صفحة المياه الباردة في
الأسفل
الإوز لم يقصد أن يلقي بصورته على مياه البحيرة.
مياه البحيرة لم تقصد أن تلتقط صورة الإوز.(1)
هذه التلقائية الطبيعية في الفعل والسلوك ينبغي في رأي لاو- تسو أن تنسحب على الإنسان، فيتلمس المبدأ الكلي في داخله ويسلك وفق القوانين الذاتية للطبيعة، لأن الإنسان كائن طبيعاني بالدرجة الأولى وليست الثقافة سوى بنية مصطنعة فوق هذه البنية الطبيعانية الأساسية. يقول جوزيف نيدهام، وهو أهم دارس غربي للفكر الصيني القديم:
“إن التاوية قد قدمت للعلم الصيني أكثر بكثير مما قدمته الكونفوشية. فبينما كان الكونفوشيون يدسون أنوفهم في الكتب على الدوام، ويحرصون على إتباع القواعد واللوائح، كان التاويون يراقبون الطبيعة؛ ولهذا فقد حفلت أدبيات التاوية بالملاحظات والتعليقات الغزيرة بخصوص النباتات والمياه والرياح وسلوك الكائنات الحية، بينما اقتصرت الأدبيات الكونفوشية على المسائل السياسية والاجتماعية. إن ما يهم الصوفي التاوي بالدرجة الأولى تحصيل الخبرة المباشرة الحقة وليس الاعتقاد بالمبادئ التي قرر الآخرون صحتها.(2)”
وقد خلص لاو- تسو من تأملاته في الكون والطبيعة والمجتمع الإنساني إلى أربعة مفاهيم ينبغي أن تحكم سلوك الفرد، وهي: اللا فعل، واللا جهد، واللين، وعدم التدخل في مسار الأشياء؛ وكل هذه المفاهيم تقوم على السمة الأساسية للتاو وهي “التلقائية”، كما أن العمل بها لا يعني اتخاذ موقف سلبي من الحياة والعالم، وإنما إتيان العمل بأكبر قدر ممكن من العفوية والتلقائية التي تتسم بها الظواهر الطبيعانية. وقد شرحنا في المقالات السابقة كيفية تطبيق هذه المفاهيم على مستوى الحياة الروحية للفرد ومستوى العلاقات الاجتماعية، وسنشرح هنا كيفية تطبيقها على مستوى الحكم والسياسة، مع لفت النظر إلى أن كلمة “الحكيم” في الفصول السياسية عند لاو- تسو يعني بها الحاكم، لأن الحاكم المثالي هو الذي تجتمع في شخصه خصائص الحكيم والسياسي معاً.
يقول المعلم في الفصل 3:
لا تتدخل في مسار الأشياء
يَسُد النظام من تلقاء ذاته.
وفي الفصل 48:
بعدم التدخل تكسب المملكة
باللجوء إلى التدخل لستَ أهلاً لذلك.
وفي الفصل 37:
إذا استطعتَ التحرر من الرغبات والبقاء ساكناًَ
فإن المملكة ستعيش بسلام من تلقاء ذاتها.
وفي الفصل 45:
هادئ وساكن، باستطاعتك أن تقود مملكة
وفي الفصل 57:
أُحكم البلاد بإتباع السكينة وتقويم ذاتك
واكسب المملكة بدون تدخل
وفي الفصل 29:
من يبسط سلطته على مملكة فيحاول قولبتها
لن يعرف الراحة أبداً
من يعمل على قولبتها يجعلها خراباً
من يُحكم قبضته عليها يخسرها
وفي الفصل 66:
إذا اعتلى الحكيم قمة السلطة
لا يشعر بوجوده أحد
وإذا سار في مقدمة الركب
لا يعرقل مسيرة الآخرين.
أي إن المجتمع الإنساني هو امتداد للنظام الطبيعي، مثله في ذلك مثل أي بيئة حية متكاملة، حيث لا يمكن المساس ببعض جوانبها دون التأثير على بقية الجوانب. فإذا سلك كل عنصر في هذا المجتمع وفق طبيعته الخاصة مثلما تسلك الكائنات الحية الأخرى في بيئتها المتوازنة، سارت الأمور على أفضل وجه. تقع مسؤولية هذا الوعي بالدرجة الأولى على الساسة والحكام، ممن يتوجب عليهم إدارة المجتمع مثلما يدار الكون، أي من خلال “اللا فعل” و”عدم التدخل” في مسار الأشياء. ولكن على الحاكم أولاً تقويم ذاته والتوصل إلى حالة السكينة الداخلية التي تجعله مسيطراً على نفسه. وعلى حد قول تشوانغ تزو تلميذ المعلم وشارحه: “عندما يكون الماء ساكناً يغدو كمرآة. إنه يعكس أدق تفاصيل الوجه المنعكس عليه، ويعطي مؤشراً على درجة امتلاء الحوض. من هنا فإن الحكيم يتخذه نموذجاً… عندما يغدو عقل الحكيم في سكون، فإنه يغدو مرآة للعالم ومرتسماً للخليقة.”(3)
وعندما كنتُ في زيارة للقصر الإمبراطوري القديم في العاصمة الصينية بكين خلال إقامتي فيها كأستاذ زائر في جامعة الدراسات الأجنبية، لمحت في أعلى الحائط خلف العرش الإمبراطوري جملة مخطوطة بالكتابة الصينية، وسألت مرافقتي الأستاذة الجامعية عن معناها فقالت: “من لا يعرف سكون القلب لا يقدر على حكم مملكة.”
فإذا أكمل الحاكم مهامه على هذا الوجه، تأتي النتائج وكأنها تحصيل حاصل، دون أن يبدو للرعية أن للحاكم يداً فيها. يقول المعلم في الفصل71:
فإذا أتم مهمته وأكمل عمله
تقول الرعية: لقد حصل ذلك من تلقاء ذاته.
هذه الأفكار التي قدمها لاو- تسو للساسة والحكام لم تبق حبراً على ورق، بل لقد أفاد منها بعض الحكام ووضعوها موضع تطبيق. يروي أحد المؤرخين عن الوزير الأول للإمبراطور كينغ هوي (194_187 ق.م) المدعو تسي آن، أنه جمع عدداً من الحكماء بعد تسنُّمه منصب الوزارة ليشيروا عليه بأفضل طريقة لإدارة البلاد، ولكن نصائح الحكماء تضاربت ولم يستطع الوزير الركون لأي منها. عند ذلك استدعى الحكيم التاوي كيا يونغ، الذي قال له: “إن البلاد تُدار بهدوء الحاكم واتباعه للسكينة، عندها ينتظم الناس وينقادون من تلقاء ذاتهم.” وتقول الأخبار عن تلك الفترة أن شؤون البلاد قد استقرت بعد أن أخذ الوزير بنصيحة الحكيم التاوي.(4)
ويبدو أن كونفوشيوس الذي عاصر لاو- تسو وكان أصغر منه سناً، قد تأثر بأفكار لاو- تسو السياسية، إذ يروى عنه أنه قال مرة لتلامذته: “ألم يكن الإمبراطور شون هو الحاكم الذي لم يلجأ إلى التدخل في شؤون المملكة، ومع ذلك فقد حكمها على أفضل وجه؟ ما الذي فعله الإمبراطور شون؟ لقد أصلح نفسه واتخذ وضع الحاكم المؤهل. هذا كل ما فعله.”(5)
وفي أوائل وأواسط عصر حكم أسرة هان الغربية، بعد أن وضعت حروب الممالك أوزارها وتطلع المجتمع إلى الاستقرار، أفاد حكام الصين من أفكار لاو- تسو السياسية، الأمر الذي ساعد على استتباب الأمن والسلام لفترة طويلة، وشهدت البلاد ازدهاراً اقتصادياً قلّ مثيله. وقد صارت تجربة أسرة هان فيما بعد مثلاً احتذت به الأُسر التي تعاقبت بعدها، وأفادت على درجات متفاوتة من الفكر التاوي.(6)
على أن التزام الحاكم عدم التدخل في شؤون الرعية، لا يعني عند لاو- تسو تخلي الحاكم عن مهامه وانشغاله بشؤونه الخاصة، بل يعني عدم إظهار الحاكم لسلطته، وعدم لجوئه إلى القوة في تحقيق مآربه، وإنما يتصرف وكأنه لا يفعل. ولذلك يقول في الفصل 17:
أفضل الحكام من شابه الظل عند رعيته
يليه الحاكم الذي يحبون ويمدحون
فالذي يخافون ويرهبون
فالذي يكرهون ويحتقرون
إذا لم تمنح ثقتك للناس أولاً
لن تستطيع الحصول على ثقتهم.
فأفضل الحكام من لا تشعر الرعية بوجوده ووطأة حكمة، فهو أشبه بالظل، يليه الحاكم الذي تحبه الرعية وتمدحه، لأن في محبتهم له دليل على شعورهم بوجوده وممارسته للفعل الظاهر القصدي؛ يليه الحاكم الذي يخافون ويرهبون، لأن تدخل هذا الحاكم سوف يؤدي بالنتيجة إلى ممارسته للقمع سواء بنية حسنة أم نية سيئة؛ يليه الحاكم الذي يكرهون ويحتقرون وهذا أسوأ نموذج للحاكم. ولذلك يقول في الفصل 30:
إذا كنت في موضع نُصح الحاكم وفق التاو
لا تُشر عليه بإشهار السلاح وإخافة الناس
فمن شأن ذلك إثارة ردود فعل تلقائية.
ويقول في الفصل 58:
عندما تكون الحكومة غافلة
يتسم الشعب بالبساطة
عندما تكون الحكومة يقظة
يتسم الشعب بالخبث.
والغفلة التي يقصدها لاو- تسو هنا لا تعني غفلة الحاكم عما يجري من حوله، وإنما معرفته بالتامة به والتعامل معه بالرفق واللين. ولا أدل على ذلك من قوله في الفصل 49:
فكر الحكيم ليس موجهاً نحو شخصه
لأنه يعتني على الدوام بشؤون الناس
الصالحون من الناس أعاملهم كالصالحين
والطالحون من الناس أعاملهم كالصالحين أيضاًَ
وبذلك أعمل على تعميم الصلاح.
والحكيم الذي يحكم من خلال عدم التدخل يدير البلاد بأقل قدر ممكن من التشريعات والقوانين والأحكام الرادعة. يقول في الفصل 57:
-كلما كثرت المحظورات في المملكة
كلما ازداد الناس فقراً
-كلما امتلك الناس أسلحة ماضية
كلما اضطربت أحوال البلاد
-كلما كثرت القوانين والشرائع
كلما ازداد اللصوص وقطاع الطرق.
ولدينا أمثلة من التاريخ الصيني على صواب لاو- تسو في رؤيته هذه. ففي عام 360 ق.م صعدت أسرة شانغ إلى السلطة في مملكة شي إن الغربية، وأرسى أول ملوكها المبادئ الرئيسية التي قام عليها حكم هذه الأسرة حتى نهايتها عام 210 ق.م. فقد ألغى هذا الملك ألقاب الشرف التقليدية، وأعاد توزيع الألقاب والمراتب وفقاً لمنجزات أصحابها الحربية، وكان على النبلاء القدامى استعادة مواقعهم السابقة من خلال خدمتهم العسكرية وخوضهم المعارك ضد الممالك الصينية الأخرى. وقد ترافقت هذه الحروب المتواصلة إلى شيوع الفوضى في البلاد وازدياد الجريمة وانتشار اللصوص وقطاع الطرق، على الرغم من أن الإبلاغ عن المجرم كان يكافأ كما يكافأ الإقدام في المعارك، والتستر على المجرم كانت عقوبته كعقوبة التخاذل أمام العدو. وكلما كانت السلطة تعمد إلى سن مزيد من القوانين وتتشدد في فرض العقوبات، كلما عمت الجريمة أكثر فأكثر.
وعندما أفلحت هذه الأسرة أخيراً في توحيد الصين بالحديد والنار، أعلن آخر أباطرتها بأنه قد أسس لأسرة حاكمة جديدة سوف تستمر لألف عام. ولكن بعد وفاته عم التمرد في كل مكان من الإمبراطورية، وقام المدعو ليو بانغ بتنظيم ثورة شاملة أسقطت أسرة شانغ ورفعت ليو بانغ إلى العرش، فكان أول أباطرة أُسرة هان التي استمرت في الحكم قرابة أربعة قرون. عقب دخول قوات ليو بانغ إلى العاصمة، جمع شيوخ البلاد ووجهائها وأعلن أمامهم بيانه السياسي الذي ندد فيه بكل وسائل القمع والاضطهاد السابقة، وأعلن إلغاءه لجميع القوانين التعسفية التي سنها ملوك أسرة شان، وإبقائه على ثلاثة قوانين بسيطة تتعلق بالقتل العمد والاعتداء والسرقة. وكان على المحاكم أن تتعامل مع كل جريمة تشملها هذه القوانين وفق ظروفها وملابساتها الخاصة، وأن تمتنع عن التطبيق الحرفي والأعمى للقانون. ويقول مؤرخو تلك الفترة أن الأمن والاستقرار قد ساد لفترة طويلة بعد ذلك.(7)
وفي إدارته لشؤون البلاد على الحاكم اتباع التواضع ونكران الذات وعدم توقع أي مقابل من الرعية لقاء ما يبذله في سبيلهم. يقول في الفصل 42:
لا أحد يريد أن يكون بمثابة الأرملة واليتيم وعديم الشأن
ومع ذلك فإن الحكام يستخدمون هذه الأوصاف إشارة إلى
أنفسهم.
ويقول في الفصل 39:
قليل الشأن هو جذر عالي الشأن
والواطئ هو أساس العالي
لذا يعتبر السادة والأمراء أنفسهم
بمثابة الأرامل وعديمي الشأن
لأنهم يرتكزون على التواضع
ويقول في الفصل 77:
من يعطي من فيض ما عنده لكل الناس؟
إنه رجل التاو
يعطيهم ولا يقتضي عرفاناً
يكمل عمله ولا يدعي لنفسه فضلاً
وعلى الحاكم ألا يلجأ إلى السلاح سواء في معالجة الأزمات الداخلية أو في التعامل مع القضايا الدولية. وإذا كان لا بد من ذلك عليه عدم الإفراط في استخدام القوة. يقول في الفصل 31:
لأن السلاح أداة شؤم يبغضها الناس
فإن رجل التاو لا يلجأ لاستخدامها
السلاح أداة شؤم لا يلجأ إليها الحكيم
فإذا كان لا بد منها استخدمها في حياد.
والحياد الذي يقصده لاو- تسو هنا يعني عدم الانغماس عاطفياً في المعركة واعتبارها مجرد مهمة رسمية يتوجب علينا إنجازها بكفاءة عالية وبأسرع وقت ممكن. لذلك يتابع القول في الفصل نفسه:
لا يوجد مجد في الانتصار
تمجيد الانتصار يعني الابتهاج بالقتل
ومن يبتهج بالقتل لا مكان له في المملكة
وهذا يعني أن الحرب تدار على شكل الجنازة
وعند الانتصار علينا أن نقيم طقوس الحداد.
ويقول في الفصل 30:
حيثما تعسكر القوات ينبت شجر الشوك
وفي أعقاب الجيوش الجرارة يعم الخراب
إذا كان لا بد من الحرب فعجل في إنهائها
عجل في إنهائها ولا تتفاخر
عجل في إنهائها ولا تتبجح
عجل في إنهائها كأنك تلجأ إليها مضطراً
فورة القوة يتلوها الوهن
فورة القوة ليست من التاو
من يسر عكس تيار التاو
يأتِ إلى نهاية سريعة.
فإذا كان الحاكم لا يلجأ إلى الحرب إلا مضطراً، فإن لاو- تسو يقدم له بعض الأفكار الاستراتيجية التي تنبع من مبدئه في اللا فعل واللا جهد. يقول في الفصل 69:
في العمليات العسكرية هناك رأي يقول:
لا أجرؤ على لعب دور المضيف، بل ألزم دور الضيف
لا أجرؤ على التقدم خطوة، بل أتراجع خطوتين
وهذا ما يدعى بالتقدم تحو الأمام دون حركة باتجاه الأمام
هذا ما يدعى بتشمير الأكمام دون إظهار الساعدين.
فالقائد المحنك برأي لاو-تسو هو الذي ينتظر ويترقب هجوم الخصم من أجل الإيقاع به، والإفادة من قوة هجومه في تشتيت شمله. ويستخدم المعلم هنا مجاز الضيف والمضيف لوصف هذا الوضع. فالضيف يلتزم عادة موقف المتحفظ في جلسته وسلوكه، بينما يبادره المضيف بالكلام وطرق المواضيع المختلفة وإظهار حسن الضيافة.
ويقول في الفصل68:
القائد المجلّي لا يبدي إقداماً
والمحنك في القتال ليس غضوباً.
والقادر على قهر عدوه لا يدخل في صراع مميت
والبارع في قيادة الناس يبدي تواضعاً
هذا ما يدعى بفضيلة اللا جهد
هذا ما يدعى بالإفادة من قوة الطرف الآخر
هذا ما يدعى بالتماثل مع السماء.
إن الإنجاز من خلال مفهوم اللا جهد عند لاو- تسو، يشبه الملاحة الشراعية التي لا تقاوم حركة الرياح بل تَفيد من اتجاه هبوبها وتتلاءم معه، كما يشبه فن السباحة حيث يجري الإفادة من خصائص دفع الماء، وفن رياضة الجيدو حيث يقوم اللاعب المتمكن بأقل قدر ممكن من الحركات المتعبة، ويَفيد من قوم اندفاع الخصم لتحويلها ضده. وهذا هو جوهر أفكار لاو- تسو في الاستراتيجية الحربية. عرض :فراس السواح