تاليف: دانييل بنيامين و ستفين سايمون
يعتبر هذا الكتاب ذروة عمل كل من المؤلفين, الذين استفادا من تجربتهما كمستشارين للرئيس كلينتون في مجلس الامن القومي في عهده, و يتميز الكاتبان بظرتهما العميقة و التحليلية -بحسب الدوائر الغربية- لتنظيم القاعدة و طريقة عمله و للاسلام “الراديكالي” و للسياسة البيرقراطية المتّبعة في مكافحة الارهاب.
و قد جاء هذا الكتاب لهما ضمن سياق كانا قد ساهما فيه من خلال كتاب سابق تمّ نشره العام 2002 حول التهديد الارهابي المعاصر و جهود الحكومة الأمريكية للتعامل معه بعنوان ” عصر الارهاب المقدّس” و تشرته “راندم هاوس”.
الفكرة الأساسية للكتاب الذي بين أيدينا يمكن تلخيصها بالجملة الواردة فيه و هي: “نحن نخسر. اربع سنوات و حربين بعد هجمات 11 أيلول عام 2001, أمريكا تتّجه نحو تكرار ما تعرّضت له في ذلك اليوم, بل و ربما ما هو أسوء منه. موقفنا الاستراتيجي يضعف باسترار امام عدوّنا اللدود و الخطير”. و يدعّم الكاتبان هذه النظرية بأفكار و شواهد عديدة, منها انّ الولايات المتّحدة الأمريكية تخسر الحرب على الارهاب بسبب الجهل, الحماقة, و الرؤى الأيديولوجية لادارة بوش. و يؤكّد المؤلفان انّ الاحادية و الخطابات الاستفزازية و الوسائل العدوانية جدا المستخدمة من قبل ادارة بوش, و خاصة مسألة غزو و احتلال العراق أشعلت نيران الراديكالية الاسلامية حول العالم و خلقت جحافل كبيرة من الاعداء و الارهابيين الجدد.
الخطر الجهادي يزداد و الجماعات تتكاثر
يبدأ الكتاب بالتركيز على انبعاث الخطر الجهادي بعد 11 أيلول 2001, ثم ينتقل للتركيز على الجيل الجديد لما يسميه بالارهابيين الاسلاميين “المبادئين ذاتيا” أي الذين يأخذون المبادرة ذاتيا كما حصل في تفجيرات مدريد,المغرب, لندن, و غيرها, على انّ القصد من هذه النماذج التي يتكلم عنها الكتاب الاشارة الى انتشار الخلايا “الارهابية” بشكل ذاتي و لا مركزي, لكن بدوافع مشتركة, أيديولوجيات متشابهة و تواصل عالمي على الانترنت.
و يناقش الكتاب فيما بعد أيضا مسألة “الجهاد في عصر العولمة”, فيقول المؤلفان انّ ذلك قد أدّى الى ذوبان الفروقات الوطنية و العرقية بحيث أصبح مثلا الأردني من البدون من الصحراء الشرقية للبلد, و الجزائري المهاجر في حيّ باري