https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
العلاقات الأميركية مع إسلام أباد باردة، ومع نيودلهي ساخنة. فوزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، زار شبه الجزيرة الهندية في مطلع الشهر الجاري، وسعى إلى تبديد التوتر مع باكستان، وتعزيز الشراكة مع نيودلهي في جنوب آسيا ومنطقة المحيطين الهادئ والهندي. وفي طريقه إلى باكستان، أعلن بومبيو نيته ضبط العلاقات مع إسلام أباد. فالتوتر بين البلدين ليس وليد اليوم، ولكنه تفاقم في الأشهر الأخيرة. «لم تقدم لنا باكستان شيئاً غير الأكاذيب والحيل»، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في كانون الثاني (يناير) المنصرم. وحين كان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في صفوف المعارضة، كان يصلي واشنطن النقد. فهو وجه تحية إلى «حرب طالبان المقدسة على المحتلين الأميركيين في أفغانستان». وقبل أيام من زيارة بومبيو جنوب آسيا، أعلن البنتاغون في مطلع الشهر الجاري تعليق 300 مليون دولار مساعدات لإسلام أباد. فواشنطن تتهم باكستان بدعم متمردي طالبان وتوفير ملاذ آمن لهم في المناطق الحدودية الأفغانية. وتنفي باكستان الاتهامات هذه. وتعليق المساعدة المالية الأميركية لباكستان هو خطوة تغامر بمفاقمة هشاشة باكستان. فهذا البلد ينوء تحت أعباء ديون ثقيلة يعود شطر منها إلى شق «الممر الاقتصادي» الذي يربطها بالصين. وكلفة شق الممر هذا 55 بليون دولار تمول بكين شطراً منها. وفي وسع إسلام أباد تقاضي مساعدات من بكين والنأي أكثر عن واشنطن. أما في الهند، فيجمع بين دلهي وواشطن خصم واحد: الصين. ومنذ شن واشنطن نزاعاً تجارياً مع بكين، تسعى أميركا والهند إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما. وزار جيم ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، العاصمة الهندية قبل أيام، وأعلن البلدان إجراء مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية مشتركة بدءاً من العام المقبل. وأبرما اتفاق «كومكاسا» لتعبيد الطريق أمام شراء الهند عتاداً عسكرياً أميركياً حساساً. وهذه الاتفاق هو جسر التواصل السريع بين دلهي وواشنطن وتبادل معطيات عسكرية حساسة تتناول على وجه التحديد مواقع القوات الصينية على طول الحدود مع الهند. وأسرّ ديبلوماسي هندي إلى موقع «ذي إيكونوميكس تايمز» أن الجيش الهندي تعثر في متابعة تحركات القوات الصينية خلال الأزمة في دوكلام في صيف 2017. وحينها تواجه جيشا البلدين على أراضٍ متنازع عليها بين بوتان والصين طوال أشهر مديدة. وتستورد الهند من إيران 20 في المئة من استهلاكها النفطي، لذا، اقترحت مناقشة مسألة العقوبات الأميركية على طهران وأملت في إعفائها من العقوبات. ولكن بومبيو كان حازماً في رده، وأعلن أن بلاده تنتظر توقف شراء النفط الإيراني في كامل أصقاع العالم. وإلى مسألة النفط الإيراني، ثمة خلاف بين واشنطن ودلهي مرده إلى عزم الأخيرة شراء منظومة الدرع الجوية، «أس-400»، الصاروخية من روسيا. وعملية الشراء هذه تنتهك العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا منذ مطلع العام. ولكن، وعلى رغم الخلافات هذه، تنظر دلهي بعين الرضى إلى سياسات ترامب في المنطقة في أبرز ملفين يشغلانها: باكستان والصين لو موند

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 5 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube