تهديدات الرئيس المصري بالتدخل العسكري في ليبيا ، ومسارعة كل من الرياض وابو ظبي لتأييدها ، يعني عمليا ، ان العاصمتين المذكورتين مستعدتان لتمويل اي تحرك عسكري مصري في ليبيا- فيما اذا حصل- ،في وقت تغدق فيه الدوحة الاموال بلا حدود على التدخل العسكري التركي في ليبيا . وترجمة هذه الوقائع الى لغة السياسة تعني ان الدول الغنية العربية الاساسية تهدر اموالها على مغامرات عسكرية لا تلحق سوى الاذى بالعرب . التحالف العربي بقيادة السعودية يصرف منذ سنوات مئات المليارات على عمليات لا جدوى منها في اليمن ، وقطر لم تبخل في اغداق مليارات الدولارات لتمويل المغامرات التركية في سورية والعراق وليبيا . لقد وهب الله العرب ثروات اسطورية ، وبدل ان تسخٌر تلك الثروات للبناء وتطوير الانسان العربي وتحسين ظروف معيشته ، نراها تهدر على اشعال مزيد من الحروب التي تحرق الاخضر واليابس على الارض العربية .