وصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على متن طائرة عسكرية أمريكية ووسط إجراءات أمنية متشددة إلى ليبيا يوم 18 أكتوبر الحالي، في زيارة خاطفة لم يعلن عنها من قبل. وهيلاري كلينتون هي ارفع مسؤول أمريكي يزور طرابلس منذ فبراير هذا العام، وثاني زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة منذ 50 سنة الماضية. كما يرى البعض أن هذه الزيارة تأتي ضمن حملة التصعيد الدبلوماسي الغربي في ليبيا.
وقالت كلينتون،إن الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة ليبيا في تشكيل الجيش الوطني والشرطة وتحقيق إعادة مبكرة للاستقرار والنظام في ليبيا. كما كشفت عن تخصيص الولايات المتحدة 40 مليون دولار لمساعدة السلطات الليبية على المحافظة على الأمن. بالإضافة إلى تقديم المساعدات في علاج الجرحى من المقاتلين في الصراع الذي شهدته ليبيا. كما ناقش مسوؤلون ليبيون وأمريكيون على نطاق واسع موضوع ﺨﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ،لتفادي الشركات الأمريكية هذه المشكلة.
الحملة الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية في ليبيا لا تتوقف
بعد حدوث التغيير الجوهري في الوضع في ليبيا، وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ليبيا في بداية سبتمبر هذا العام، للالتزام بدعم عملية إعادة اعتمار وبناء ليبيا. وأعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ يوم 17 أكتوبر الحالي رسميا عن إعادة افتتاح السفارة البريطانية في ليبيا وتعيين جون جنكينز في منصب السفير البريطاني الجديد لدى طرابلس. وفي الآونة الأخيرة، ترأس بيير لولوش، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية وفدا يضم قرابة 80 شركة فرنسية تنشط في كل القطاعات لزيارة ليبيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن ليبيا بحاجة لإعادة اعمار بعد الحرب، والشركات الفرنسية على استعداد لتوريد نظم المياه وغيرها التي تساعد في بناء البنية التحتية.
إن زيارة هيلاري كلينتون قبل أن تحسم الحرب في ليبيا يبرز مدى مخاوف الولايات المتحدة على مصالحها في المرحلة بعد الحرب، وفي نفس الوقت رغبة الولايات المتحدة في إعادة تشكيل نمط العلاقات بينها وبين ليبيا بعد عهد القذافي. وعلقت صحيفة الأخبار المصرية يوم 19 أكتوبر الحالي، أن نوايا زيارة الوفود السياسية الغربية على ليبيا نفسها، وهذه هي مكافأة ما بعد الحرب، وإن التركيز على الموارد النفطية والغاز وإعادة الأعمار بعد الحرب في ليبيا سوف يهطل مئات المليارات على سماء الغرب.
وأشارت صحيفة الشرق الجزائرية في مقال تحليلي نشرته يوم 19 أكتوبر الحالي إلى أن اللغة التي استعملتها هيلاري كلينتون مع الزعماء الليبيين كانت بمثابة أمر،على سبيل المثال، قول كلينتون لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، بأنه يجب على المجلس أن يلتزم بعقد الانتخابات في غضون ثمانية أشهر. ويضيف المقال التحليلي، بأن الولايات المتحدة ترى أن التغير في ليبيا لم يكن أن يتحقق لولا مساعدة أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية، ويتعين على زعماء ليبيا الاستماع للولايات المتحدة. إن إعادة عرض ما يسمى نمط العلاقات الأمريكية ـ الليبية، في الواقع، ما هو إلا وتر تعزفه واشنطن على المسرح الدولي.
صحيفة الشعب