https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png
تمثل الحدودالهندية الصينية واحدة من اخطر مناطق التوتر في العالم ، فرغم الهدوء النسبي التي تشهدها تلك المنطقة ، الا ان علامات التوتر تعلن عن نفسها بين الفينة والاخرى ،مهددة باشعال المنطقة باسرها . وهذا التوتر سيبقى مستمرا طالما بقيت اسبابه التي سنتوقف عندها موجودة ، وهي المناطق الحدودية المتنازع عليها . وفيما يلي أهم المعلومات التي تلخص ملامح هذا النزاع: هضبة أروناتشال براديش: منطقة حدودية، تقع عند مفترق طرق بين الصين ومملكة بوتان وولاية سيكيم التي تقع شمال شرق الهند. تطلق بوتان والهند على المنطقة اسم هضبة دوكلام، في حين تطلق عليها الصين “جنوب التبت” وتؤكد أنها جزء من أراضيها، وتدعم الهند مطالب بوتان بالسيادة على المنطقة، وتقول إن الصين تحتل أجزاء كبيرة منها. أكساي تشين: منطقة متنازع عليها بين الطرفين غرب جبال الهيمالايا، تبلغ مساحتها حوالي 38 ألف كيلومتر مربع، وهي خالية من السكان تقريباً، وتحتوي على العديد من البحيرات الملحية. تخضع المنطقة لسيطرة الصين التي تعتبرها جزءاً من إقليم شنغيانغ، وما تزال الهند تطالب بالمنطقة وتعتبرها جزءاً من منطقة لاداخ الواقعة في إقليم جامو وكشمير. ادعاءات الدول المتنازعة الصين: تقول بكين إن حقها في السيادة على المناطق المتنازع عليها مدعوم بمجموعة من الوثائق تعود إلى اتفاقية حدودية أبرمت مع بريطانيا في السابع عشر من مارس/آذار 1890، وعرفت باسم “سيكيم التبت” بالإضافة إلى وثائق من السفارة الهندية بالصين صدرت عام 1960 تؤكد اعتراف وقبول الهند ببنود الاتفاقية. بوتان: دولة صغيرة تقع في الطرف الشرقي من جبال الهيمالايا، ليس لديها أي علاقات دبلوماسية مع الصين التي تتواصل معها عبر سفارتها بالهند، وتعتبر أن “دوكلام” أراض متنازع عليها، وأن هناك اتفاقا مكتوبا بين بوتان وبكين يحول دون التوصل إلى أي تسوية نهائية لمسألة الحدود المشتركة، وتطالب بالحفاظ على السلام والهدوء في المنطقة. يشار إلى أن القوات الهندية المتمركزة بالمنطقة تضطلع بدور حيوي في تدريب ومساعدة قوات بوتان حيث يمثل التعاون الأمني عنصراً أساسياً في العلاقات الثنائية بين البلدين. الهند: على الرغم من أن منطقة “دوكلام” المتنازع عليها ليست جزءاً من الهند ولا تطالب بها، فإنها تؤكد أن حكومة بوتان طلبت منها التدخل بالنيابة عنها، وتعتبر المنطقة ذات أهمية إستراتيجية للأمن القومي الهندي، فسيطرة بكين عليها من شأنها أن تسهل للقوات الصينية الوصول بيسر إلى ممر سيليغوري الذي يربط بين ولايات الهند الشمالية والشرقية بباقي البلاد. تاريخ الصراع ويتمحور الخلاف الرئيسي بين الصين والهند حول عدم ترسيم حدودهما الممتدة على طول أربعة آلاف كيلومتر، ويعتبر مصير ولاية أروناتشال براديش الهندية أخطر نقاط المواجهة، فقد ضُمت المنطقة إلى الأراضي الهندية خلال حقبة الاستعمار البريطاني، ولكن بعد أن نالت كل من الصين والهند استقلالهما أواخر أربعينيات القرن الماضي طالبت كل منهما بالسيادة على المنطقة، وتفاقم الصراع عام 1959 عندما لجأ الدلاي لاما القائد الروحي لمنطقة التبت إلى الهند هرباً من السلطات الصينية، وعام 1962 اندلعت الحرب بين الصين والهند ومنيت الأخيرة بهزيمة قاسية، ورغم ذلك احتفظت بولاية أروناتشال براديش بعد انسحاب القوات الصينية وسط ضغوط دولية. واندلعت مواجهة أخرى بين البلدين عام 1987، عندما أطلقت الحكومة الهندية لقب “ولاية” على منطقة أروناتشال براديش، الأمر الذي أغضب بكين وأنذر بنشوب حرب، قبل أن يتوصل الطرفان إلى حل دبلوماسي. محطات تاريخية عام 1826 ضمت شركة الهند الشرقية البريطانية “آسام” ومدت التأثير البريطاني تدريجياً إلى الإقليم الشمالي الشرقي من الهند. عام 1912 أصبح الإقليم الذي يُطلق عليه الآن “أروناتشال براديش” وحدة إدارية ضمن آسام، وأطلق عليه منطقة الحدود الشمالية الشرقية. اعلان عام 1914 تفاوض ممثلو جمهورية الصين والتبت وبريطانيا وتوصلوا إلى معاهدة بالهند سميت اتفاقية سيملا لترسيم الحدود بين التبت الداخلية والخارجية، وكذلك بين التبت الخارجية والهند البريطانية. رفضت الصين ترسيم حدود التبت الخارجية وانسحب مندوبها، فأرفق المفوضون البريطانيون والتبتيون مذكرة تحرم الصين من أي امتيازات بموجب الاتفاق، وأغلقت كاتفاق ثنائي. عام 1950 بدأت الهند بالمطالبة بالمناطق المتنازع عليها، على أساس اتفاقية سيملا. غير أن الصين رفضت المطالب الهندية، وقالت إن التبت لم تكن يوماً دولة مستقلة، ولذلك لم تتمكن من توقيع معاهدة نيابة عن بكين لتعيين حدود دولية، وأضافت أنه طالما لها السيادة على التبت فإن الاتفاق غير سارٍ بدون موافقة صينية. عام 1960 عقد مسؤولون من الهند والصين مناقشات من أجل تسوية النزاع الحدودي بينهما، بناء على اتفاق بين رئيسي الوزراء جواهر لال نهرو وتشو إن لاي. واختلف البلدان على مستجمعات المياه الرئيسية في القطاع الغربي من الحدود. عام 1962 احتلت الصين أجزاء من ولاية أروناتشال براديش، واندلعت الحرب الصينية الهندية. ومنيت الهند بهزيمة قاسية، ورغم ذلك احتفظت بالولاية بعد انسحاب القوات الصينية منها وسط ضغوط دولية. عام 1986 حدثت اشتباكات حدودية، ودخل الطرفان في مفاوضات لحل تلك الخلافات ولتحديد الخط الحدودي بينهما، دون التوصل إلى نتيجة. عام 1987 تأججت المواجهة بين البلدين عندما أطلقت الحكومة في نيودلهي لقب “ولاية” على منطقة أروناتشال براديش، لتصبح الولاية الهندية رقم (29) وهذا ما أغضب بكين وأنذر بنشوب حرب، قبل أن يتوصل الطرفان إلى حل دبلوماسي حال دون ذلك. عام 1996 أبرم اتفاق لحل النزاع بما في ذلك “تدابير بناء الثقة” وخط المراقبة الفعلية المتفق عليه بصورة متبادلة. اعلان عام 2006 ادعى كلا البلدين توغلات تصل إلى كيلومتر واحد في منطقة أروناتشال براديش، مما أدى إلى نشوب توتر واتهامات متبادلة. عام 2009 أعلنت الهند أنها ستنشر قوات عسكرية إضافية على طول الشريط الحدودي. عام 2013 قالت الهند إن قوات صينية أنشأت معسكرا على بعد 10 كيلومترات من حدودها الشرقية، وقالت إن التوغل شمل قيام مروحيات عسكرية صينية بدخول المجال الجوي الهندي، غير أن بكين نفت ذلك. وانتشر جنود من البلدين على الحدود لمدة شهر كامل، قبل أن ينسحبوا جميعاً. في أبريل/نيسان 2014 اقترحت نيودلهي أن تعترف الصين بسياسة “الهند واحدة” لحل النزاع الحدودي. في سبتمبر/أيلول 2015 تواجهت القوات الصينية والهندية بمنطقة بورتسه شمال لاداخ بعد تفكيك القوات الهندية برج مراقبة بنته الصين بالقرب من خط الدوريات العسكرية المتفق عليه بين البلدين. في يونيو/حزيران 2017 قام الجانبان بزيادة قواتهما إلى ثلاثة آلاف جندي لكل منهما، وذلك عندما اعترض جنود هنود على قيام الجيش الصيني ببناء طريق في منطقة متنازع عليها. يوم 23 من يوليو/تموز 2017 طالبت الصين جارتها بسحب قواتها من الجزء الصيني للشريط الحدودي بينهما، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع وو تشيان إن على نيودلهي اتخاذ خطوات عملية لتصحيح الخطأ والكف عن الاستفزازات والعمل معا من أجل استقرار وأمن المنطقة، وحذر من الاستهانة بقدرات الجيش الصيني مؤكداً أن قدرته على الدفاع عن السيادة تتعزز باستمرار. يوم 24 من يوليو/تموز 2017 اتهمت الصين جارتها بانتهاك اتفاقية حدودية أبرمتها بريطانيا مع بكين عام 1890 وتعهدت الحكومات الهندية السابقة باحترامها. وطالبت الحكومة الصينية نظيرتها الهندية باحترام الاتفاق الحدودي لإنهاء توغل “خطير للغاية” نفذته القوات الهندية. منتصف يونيو/حزيران 2019 أرسلت الصين جنودا لحماية أعمال بناء بمنطقة دوكلام المتنازع عليها، وذلك لشق طريق حدودي، فردت الهند بنشر قوات عسكرية حالت دون استكمال المشروع، وبررت ذلك بأن السماح ببناء الطريق من شأنه أن يجعل الوصول إلى مناطق حساسة سهلاً للصينيين. واتهمت بكين القوات الهندية بأنها اجتازت الحدود الصينية، وطالبت وزارة الدفاع الهند بسحب قواتها وحذرت من الاستهانة بقدرات جيشها، مؤكدة أن قدرته على الدفاع عن السيادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × واحد =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube