كتب محمد خير الوادي :
اقر مجلسا النواب الامريكي بغرفتيهما قانون” لاند ليز” الذي يجيز اعارة او تأجير اعتدة عسكرية امريكية مختلفة لاوكرانيا ، بهدف تمكينها من الصمود في الازمة الحالية مع روسيا .وبات في حكم المؤكد ان يوقع الرئيس بايدن على القانون المذكور فورا .
وللمعلومات ، فان القانون المذكور قد استحدث عام 1941، لمساعدة بريطانيا واوربا والاتحاد السوفياتي على صد العدوان النازي خلال الحرب العالمية الثانية .وبموجب القانون المذكور ، فقد اجٌرت واشنطن – آنذاك – وعلى سبيل المثال ، خمسين بارجة عسكرية امريكية لبريطانيا ، وقدمت كميات هائلة من الاسلحة والقروض والهبات لاوربا ولموسكو .
ومن سخرية القدر ، ان تفعٌل واشنطن بعد ثمانية عقود ، هذا القانون ، ولكن هذه المرة ضد روسيا .
ماذا يعني اقرار قانون “اعارة وتأجير اسلحة امريكية لاوكرانيا” ؟
انه يعني، ان كييف باتت قادرة على الحصول على احدث الاسلحة الهجومية الامريكية فورا ودون عقبات قانونية او مالية او بيروقراطية . ولذلك ، لن نستغرب ابدا ان نرى قريبا انظمة باتريوت للدفاع الجوي وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة امريكية في حوزة الجيش الاوكراني .
وهو يعني ان كييف ستحصل على مساعدات وقروض مالية امريكية غير محدودة . (حتى الآن اعلنت واشنطن ان ستمنح اوكرانيا نحو اربعين مليار دولار ).
والمهزلة الكبرى ، ان المبالغ المترتبة على سداد القروض واعارة و تاجير الاسلحة الامريكية لاوكرنيا ، سيتم استردادها من الاموال والاملاك الروسية التي استولى عليها الغرب مؤخرا ، والتي تقدر ما بين 500 الى 2000 مليار دولار .
لقد اماطت هذه الاحداث القناع عن عمق التورط الامريكي في الازمة الاوكرانية ، واكدت دور واشنطن المحوري في ادارة دفة الصراع الحالي مع روسيا . ولا يخفي المسؤولون الامريكيون اهدافهم من هذا التدخل . فقد اعلن وزير الدفاع الامريكي خلال مؤتمر لوزراء دفاع اكثر من اربعين دولة نظمه البنتاغون مؤخرا في المانيا ، ان امريكا ستعمل على اضعاف روسيا ، وان واشنطن ” ستقلب الارض والسماء لدعم اوكرانيا وردع موسكو” . وتتكرر تصريحات بايدن عن عزمه على العمل مع حلفائه لعزل روسيا وعدم تمكينها من ما اسماه “تهديد جيرانها “.
وبدل ان تسعى الادارة الامريكية الى تهدئة الامور والتشجيع على انجاز تسوية سياسية تلبي مصالح الجهات المتحاربة وتستعيد الامن والسلام في تلك المنطقة ، تعمد واشنطن الى صبب الزيت على النار ، وتجهد نفسها لاطالة امد الصراع ودفع العالم كله الى جحيم حرب عالمية جديدة ، لن يكون فيها منتصر .
30 /4/ 2022