https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

في أعقاب الانتفاضة الطلابية والاحتجاجات الجماهيرية التي أطاحت بالشيخة حسينة من منصبها كرئيسة وزراء لبنغلاديش، اضطرت حسينة إلى مغادرة البلاد في 5 أغسطس/ آب، واللجوء إلى الهند.

بعد رحيلها، تولّت السلطةَ في بنغلاديش حكومةٌ مؤقتة بقيادة محمد يونس. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الهند وبنغلاديش توترًا متزايدًا، وانحطت العلاقات بين البلدين بعد تلك الحادثة، وذلك نتيجة المواقف التي اتخذها يونس، وتصريحاته التي اعتبرها دبلوماسيون هنود بمثابة “دبلوماسية المكالمات الهاتفية”.

تُعرف “دبلوماسية المكالمات الهاتفية” بأنها الطريقة التي تُدار بها العلاقات الدبلوماسية عبر التصريحات العامة ووسائل الإعلام، بدلًا من القنوات الدبلوماسية التقليدية؛ ويُنظر إلى هذه الطريقة على أنها محاولة للضغط على الطرف الآخر؛ لاتخاذ موقف معين. وفي هذا السياق، أثارت تصريحات يونس الأخيرة، التي تم نشرها عبر وسائل الإعلام، قلق المسؤولين في الهند.

أكد دبلوماسيون هنود سابقون أن حسينة تُعامل كضيف في الهند، وأن الهند تحرص على الحفاظ على صداقتها مع قيادات بنغلاديش القديمة

 

تصريح يونس حول حسينة

 

في تصريح مثير للجدل، دعا يونس الهند إلى منع الشيخة حسينة من الإدلاء بأي تصريحات سياسية خلال فترة إقامتها في الهند، وقال إنه إذا كانت الهند تريد أن تستضيف حسينة، فيجب أن تلتزم الصمت، وألا تتدخل في الشؤون السياسية. وجاءت هذه التصريحات بعد خطاب ألقته الشيخة حسينة في 13 أغسطس/ آب، طالبت فيه بالعدالة، وبتحقيقات حول الأنشطة الإرهابية وعمليات القتل التي وقعت خلال الاحتجاجات.

ردود الفعل الهندية

 

تسببت تصريحات يونس في إزعاج المسؤولين الهنود، ورغم عدم صدور بيان رسمي من وزارة الخارجية الهندية، أشار مسؤول هندي إلى أن الهند تتابع الأوضاع في بنغلاديش من كثب، وتراقب التصريحات الصادرة من دكا. كما أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.

مستقبل العلاقات الهندية البنغلاديشية

 

العلاقات بين الهند وبنغلاديش كانت في أوجها خلال فترة حكم الشيخة حسينة، حيث تم تعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية. ولكن يبدو أن مستقبل هذه العلاقات بات مهدّدًا بسبب الخلافات الأخيرة.

 

على الرغم من ذلك، يُعتقد أن الهند لن تُقدم على تسليم الشيخة حسينة إلى بنغلاديش بناءً على طلب الحكومة المؤقتة. وأكد دبلوماسيون هنود سابقون أن حسينة تُعامل كضيف في الهند، وأن الهند تحرص على الحفاظ على صداقتها مع قيادات بنغلاديش القديمة.

 

يظل موقف الهند من حسينة، ودورها في مستقبل العلاقات بين البلدين، أحد أهم الملفات التي تنتظر حسمًا في المرحلة القادمة

 

تهديدات أمنية محتملة

 

في ظل التوترات المتصاعدة، شهدت بنغلاديش تزايدًا في الهجمات على الأقليات الدينية وأماكن العبادة، وهو ما دفع الهند إلى التعبير عن قلقها. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق سراح “متشددين إسلاميين” معروفين في الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف بشأن تصاعد التشدد في البلاد. وتعتبر الهند هذه التطورات مصدر قلق خاص بسبب تداخل المصالح الأمنية بين البلدين.

 

وصف دبلوماسيون هنود دبلوماسية يونس بأنها غير ملائمة للوضع الحساس بين البلدين، بينما عبرت شخصيات بنغلاديشية معارضة عن استيائها من تجاهل الهند لهم خلال هذه الأزمة. ومع ذلك، تظل هناك ضغوط داخل بنغلاديش لمحاكمة حسينة على خلفية أحداث العنف التي وقعت في البلاد.

 

ولكن الحقيقة أنه لم تكن هناك هجمات على الأقليات الدينية، بل إن المشهد كان عكس ذلك تمامًا.. كان العلماء الإسلاميون وطلاب المدارس الإسلامية قد قاموا بحراسة المنازل والممتلكات وأماكن العبادة للأقليات الهندوسية، ولكن وسائل الإعلام الهندية قامت بنشر أخبار كاذبة لتشويه صورة الحكومة المؤقتة في بنغلاديش.

إعلان

 

الحقيقة أن الهند لا تستطيع أن تتحمل سقوط الشيخة حسينة التي كانت خاضعة تمامًا للهند، والتي كانت قد عملت في حكمها لصالح الهند؛ حيث تم إلقاء بعض الذين يدفعون باتجاه زعزعة الوضع في الولايات الهندية المجاورة لبنغلاديش في السجن.

 

يظل موقف الهند من حسينة، ودورها في مستقبل العلاقات بين البلدين، أحد أهم الملفات التي تنتظر حسمًا في المرحلة القادمة

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × أربعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube