لكاتب : مروان إسكندر يتحدث الخبير الاقتصادي مروان إسكندر في كتابه “الدب ينقلب نمرا.. روسيا: الولادة الجديدة” عن التحول الذي تشهده روسيا، من حيث إنجازاتها الاقتصادية الداخلية وعلاقاتها بالعالم وموقعها الجديد في هذا العالم. ويرى إسكندر أنه بين 1998 وسنة 2008 شهدت روسيا تقدما كبيرا في المجالات الاقتصادية والمالية، وفي علاقاتها التجارية مع سائر دول العالم.يقول الباحث “ما من شك في أن عودة الفدرالية الروسية كانت من أبرز التطورات الإيجابية التي شهدها القرن الواحد والعشرون، في أغسطس من العام 1998 وبعد ثماني سنوات من نهب الموارد الوطنية خلال ولاية بوريس يلتسين، أعلنت روسيا عجزها عن تسديد ديونها الداخلية والخارجية وغرق الشعب الروسي في أتون من البؤس والمرض.”توقع عدد كبير من الشخصيات في الغرب، ومن ضمنهم (الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون)، أن يستغرق الاتحاد الفدرالي الروسي قرابة 25 سنة ليستعيد أهميته وموقعه المالي.”وقد جاء الكتاب في 484 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت.وتحت عنوان “لماذا هذا الكتاب”، تابع مروان إسكندر القول “في أواسط العام 2008 أي قبل ستة أشهر من اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تفتيت النظام المالي العالمي كانت الصورة مختلفة تماما عن هذه التوقعات.”كانت الطبقة المتوسطة في روسيا تنمو والاقتصاد يشهد حيوية ناشطة، إذ بلغت قيمة الاحتياط 700 مليار دولار (بنهاية يوليو 2008) ولم يتخط مجموع الدين الخارجي عتبة الأربعين مليار دولار، مع تسجيل نسبة نمو نحو 8%، وبقاء معدل البطالة تحت نسبة 6%”.”وكانت توظيفات روسيا في سندات “فاني ماي” و”فريدي ماك” الشركتين المختصتين بالضمانات العقارية، التي تحظى بدعم الإدارة الأمريكية توازي 100 مليار دولار.”وأضاف، يقول “اليوم يبلغ عدد سكان روسيا الفدرالية نحو 141 مليون نسمة (مقارنة مع 150 مليون نسمة في العام 1991)، وهي تتمتع بقدرات في مجال علوم الفضاء تجعل الولايات المتحدة تستعين بها حين تتعطل مركباتها الفضائية، وتملك تكنولوجيا النانو المتطورة وكفاءة تضاهي بمستواها أي بلد أوروبي آخر، ولروسيا موقع ثابت في مجموعة الدول الصناعية الثماني.”وقال: “الأهم هو أن روسيا الفدرالية تتصدر قائمة الدول المنتجة للطاقة من مشتقات الهيدرو كاربون، أي الغاز والنفط، وخلال 15 سنة ستوفر روسيا ما نسبته 50% من احتياجات أوروبا للغاز بدلا من نسبة 25% توفرها حاليا، ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات باتجاه الصين بشكل سريع لتبلغ مستويات عالية.”أضاف، “من وجهة نظر إحصائية تستقطب روسيا الفدرالية الاهتمام، فمساحتها هي الكبرى في العالم، إذ تمتد أراضيها على مساحة قارة بأكملها، وتنتشر على طول 11 منطقة زمنية.”ومضى قائلا: “وعلى الرغم من كونها دولة منتشرة على نسبة 15% من مجموع اليابسة على الكرة الأرضية، فإن عدد سكانها لا يتعدى نسبة 2.2% من مجموع سكان العالم، وعلى الرغم من أن نسبة 80% من الأراضي الروسية تقع في قارة آسيا فإن العديد من الروس يتوقون إلى اعتبارهم جزءا من أوروبا.”وقال: “وجدير بالذكر أن صناعة النفط العالمية انطلقت من روسيا لا الولايات المتحدة، وذلك بحفر أول بئر للنفط على بحر قزوين في العام 1846، أي قبل ثلاث عشرة سنة من حفر أول بئر أمريكية في ولاية بنسلفانيا.”وتابع، أن روسيا تتمتع بأكبر احتياطي بوكسيت في العالم، وأكبر مخزون غاز وثاني أكبر احتياطي من اليورانيوم، وثالث أو رابع أكبر مخزون نفط، فضلا عن احتياطيات كبيرة من الفحم والذهب والألماس والخشب.وأضاف، أن روسيا تقع فيها أكبر بحيرة من الماء العذب في العالم تمتد على طول 600 كيلو مترا، ويبلغ عمقها نحو 1640 مترا، “وكان من المتوقع بحلول العام 2010 أن يوازي متوسط معدل القوة الشرائية الروسية مستوى معظم الدول الأوروبية، لو لم تقع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تسببت في تأخير هذه النتيجة لسنتين على الأقل.”إن روسيا الفيدرالية هي البلد الوحيد في العالم الذي تحتوي صخوره جميع المعادن الضرورية للبرامج الفضائية.”وقال: إن موقع روسيا السياسي والاقتصادي العلمي يكتسب اليوم “أهمية حيوية بالنسبة للاستقرار والازدهار الدوليين”، ويسعى هذا الكتاب إلى استكشاف موقع روسيا اليوم والعودة إلى الخلفية التي تستند إليها وتوقع الوجهة التي تسير نحوها، وتحديد كيف يمكن لسائر العالم الاستفادة من التفاعل معها.