كتب محمد خير الوادي :
يبدو ان انفراجا كبيرا تمخضت عنه اول قمة وجاهية بين الرئيسين الصيني شي والامريكي بايدن .
فالمصافحة الحارة التي تمت بين الرجلين ، والابتسامات العريضة التي ارتسمت على وجهيهما ، اضفت اجواء ودية غير مسبوقة على اللقاء الذي جرى في جزيرة بالي الاندونسية . وقد انسحبت هذه الاجواء على النتائج .
فالزعيمان اكدا على عدم السماح بتحول المنافسة بينهما الى صراع . والرئيس بايدن قال ، انه لن تكون هناك حرب باردة جديدة ، والرئيس الصيني تحدث عن ضرورة تصحيح مسار العلاقات ودعم المصالح المشتركة بين البلدين ، وعن اهمية تطوير العلاقات الثنائية ورفع مستوى الاتصالات الثنائية . وفيما يخص تايوان – وهي المسألة الساخنة في علاقات البلدين – اكد شي على ان الانفصال هو خط احمر ، وان بكين لا تسعى الى تحدي امريكا اوتغيير النظام الدولي القائم ، بينما اعلن بايدن ، انه لن يتم اجتياح عسكري صيني لتايوان ، بل حل سلمي للمشكلة .
بكلمات اخرى ، فان هذه القمة التي استمرت ثلاث ساعات ، قد اعادت الروح الايجابية الى العلاقات الامريكية- الصينية ، وكسرت جزءا من الجليد الذي كبل المبادرات والصلات بين الجانبين .
في الترجمة العملية لذلك ، يتوقع ان تتوقف – او على الاقل تتباطأ – موجة العقوبات والحروب التجارية التي بدأها الرئيس ترامب ضد الصين ، وان تنطلق جهود مشتركة لمعالجة مسائل المناخ والجوع والتهديد النووي في العالم . وقد تشمل الجهود المشتركة قضايا حساسة مثل مسائل الامن في جنوب شرقي آسيا ، وتوقف امريكا عن انشاء احلاف عسكرية معادية للصين ، وان تسعى بكين الى تهدئة كويا الشمالية . وقد يشمل العمل المشترك – لاحقا – حل بعض الازمات والمسائل المتهبة ، مثل الازمة الاوكرانية ،و سباق التسلح ،وارساء الشرعية الدولية وغيرها .
من الطبيعي ان تصطدم هذه الجهود البناءة بكثير من العقبات والحواجز ،وان تبرز صعوبات في التطبيق ، ولكني على ثقة ، ان ارادة التعاون التي ارسيت في قمة بالي ، يمكن ان توفر الطاقة المناسبة لاستمرار تلك المسيرة وصولا الى تحقيق نتائج ملموسة في التنسيق بين البلدين .وما يجعلنا نقول ذلك ، ان هذه القمة قد خلت من التهديدات والتحذيرات المتبادلة ، وان رغبة التعاون كانت هي المهيمنة ، وان الرئيس الصيني قد اعلن عقب مؤتمر الحزب الاخير ، ان الصين بحاجة الى العالم .
13/11/2022