مجموعة من المؤلفين
يسعى الكتاب لاكتشاف طبيعة أبعاد وملامح الصراعات المستعصية في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير. كما يطرح -في الوقت عينه- مقاربات نظرية وتطبيقية لحل وتسوية هذه الصراعات، سواء عبر المسارات التقليدية أو غير التقليدية. مستهدفاً من ذلك تقييم مدى إمكانية الخروج من حالة السلام المتعثر في المنطقة.
ويتضمن الكتاب ثمانية فصول، ففي فصله الأول، يؤصل الكتاب -نظرياً- لمفهوم الصراع، ثم يحدد طبيعة مفهوم التسوية السلمية للصراعات والمفاهيم الأخرى المتداخلة معها. أما الفصل الثاني، فيطرح السمات الأساسية لصراعات المنطقة ومن هذه السمات، طول أمد الصراع وتعدد أطرافه، وتطور وسائل وآليات القتال، وتصاعد العامل الخارجي. وفي الفصل الثالث، يناقش الكتاب ديناميات الصراعات بالمنطقة، كحصيلة لمتغيرين مرتبطين، أولهما الفواعل المنخرطة في هذه الصراعات، وثانيهما طبيعة ومستويات التسليح المتاحة لهذه الفواعل. ورصد الفصل الرابع التداعيات الاقتصادية في الدول المأزومة بالصراعات في المنطقة، فيما ناقش الفصل الخامس التداعيات الإنسانية للصراعات، والدور المتزايد للمنظمات الإغاثية الذي لم يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة؛ وإنما امتد للعب أدوار سياسية.
ويناقش الفصل السادس من هذا الكتاب عوائق تسوية الصراعات بالمنطقة. ويتناول الفصل السابع، المسارات غير التقليدية لحلحلة الصراعات في الشرق الأوسط، كدبلوماسية المسار الثاني، التي تصاعد دورها على خلفية هشاشة التدخلات التقليدية الرسمية، سواء للدول أو للمنظمات الإقليمية والدولية. ويناقش الفصل الثامن الأدوار المتصاعدة للتكنولوجيا، كمحفز للسلام في الشرق الأوسط. ويختتم الكتاب بملحق يُبسط حالات الصراعات المعقدة في ثلاث دول هي ليبيا وسوريا والعراق، عبر توضيح أبرز محطات تلك الصراعات، وخريطة الميليشيات المسلحة، وحجمها، ومنظومات التسليح، وأماكن السيطرة والانتشار.
والرسالة الأساسية التي تظهر بين طيات فصول ذلك الكتاب، هي أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط سوف يتحقق بتوافر شرطين أساسيين، الأول استعادة الدولة مناعتها، على أسس جديدة من العدل، واستيعاب التنوعات المجتمعية، وتحويلها إلى مصدر قوة، بما يقلص انكشافها داخلياً وخارجياً. والثاني أن تجد المجتمعات على الجانب الآخر بيئة مواتية لتلبية احتياجاتها من الأمن والمشاركة في السلطة والموارد والاعتراف بالهويات، دون الانتقاص من الانتماء الوطني، بما قد يخلق لحظةَ تعافٍ قد تُخرج الشرق الأوسط من الدائرة المفرغة للصراعات.
مجتمع ما بعد المعلومات:
في إطار سلسلة “كتب المستقبل”، أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة كتاباً جديداً بعنوان، “مجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي” للباحث إيهاب خليفة، رئيس وحدة متابعة التطورات التكنولوجية بالمركز.
يتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسية، الأول يتناول التحولات غير المسبوقة في تاريخ التطور البشري المرتبط بالتكنولوجيا، والثاني يتناول القوى الدافعة لمجتمع ما بعد المعلومات، ويتعرض الفصل الثالث للتهديدات الأمنية التي تمثلها التقنيات الذكية في مجتمع ما بعد المعلومات، والفصل الأخير يتطرق لإعادة تعريف المفاهيم الأمنية في مجتمع ما بعد المعلومات.
ويناقش الكتاب فكرة مرحلة “مُجتمع ما بعد المعلومات” أو “المُجتمع الخامس” الذي يأتي بعد أربعة مُجتمعات هي الصيد، والزراعة، والصناعة، والمعلومات، لينهي بذلك مرحلة من الحياة الإنسانية، ويعلن تدشين مرحلة جديدة، قد تهيمن فيها العقول الصِّناعيَّة على العقول البشرية، وتتحكَّم في حياة الأفراد مجموعة خوارزميات تُرتِّب لهم أولوياتهم، وأفكارهم، واحتياجاتهم، وتتَّخذ القرارات بدلاً منهم، وتُدير شؤون حياتهم اليومية، مثل المساعدات الصوتية الذَّكيَّة، وتقنيات الواقع المُعزَّز، وإنترنت الأشياء، وتتولَّى المركبات ذاتية التحكُّم شؤون تحرُّكاتهم وتنقُّلاتهم، وتقوم الطابعات ثُلاثيَّة الأبعاد بطباعة أطعمتهم الغذائية، وأعضائهم البشرية، ومتطلبات حياتهم اليومية، لتصبح حياة الأفراد عبارة عن مشاهدة أحد أفلام الخيال العلمي.
كما يستعرض الكتاب التهديدات الأمنية التي تواجهها الدول مع تبنِّي نماذج ذَّكيَّة تعتمد بصورة رئيسية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإدارة جميع متطلبات الحياة اليومية فيها، واعتماد النظم المالية والمصرفية والإدارية على الإنترنت، وانتشار أجهزة إنترنت الأشياء والذَّكاء الاصطناعي في كل مكان، وتُصبح الدول والأفراد أكثر عُرضة للاختراق، وتُصبح جميع الخدمات الحكومية أكثر عُرضة للتوقف المفاجئ من خلال هجمات القراصنة، وتصبح قواعد البيانات والخطط والاستراتيجيات والوثائق والمعلومات السرية عُرضة للتلاعب بها وتسريبها، وتُصبح الأسلحة والأدوات العسكرية قليلة التكلفة وسهلة التصنيع وشديدة التدمير، وهي عبارة عن فيروسات كمبيوتر، وتزداد احتمالية نشوب صراعات سيبرانية بين الدول لا يمكن احتواؤها، حتى تتطوَّر وتصل إلى مرحلة الحرب السيبرانية الشاملة