المؤلف: أندرو مانغو
وقعت حوادث في عام 1881، في عهد عبد الحميد الثاني (1842-1918) قد تكون في عرف المشتغلين بالتاريخ غيرت مجرى العالم الشرقي، وربما الكوني، وكان لها أثرٌ أساسي في الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، أو بتعبير آخر، أعادت تشكيل موازين القوى في قارات العثمانيين الثلاث، بتعبير المؤرخ التركي المعروف إلبير أورتايلي. ومن أهمّ هذه الحوادث احتلال بريطانيا.
لمصر وتأسيس هيئة الديون العمومية، وعلى مقربة من مسقط رأس القائد المستقبلي للبلاد، سلانيك/ ثاسالونيكا، كانت الأراضي في البلقان تتأكل، وبالتحديد في 24 أيار/ مايو 1881 ، تخلّت الدولة العثمانية، نهائيًا، عن إقليم ثاساليا لليونانيين، بعدما حكمته أربعة قرون مثخنة، خُتمت بعقود غاية في الحرج، أي بعد مولد الغازي بأيام عدة فقط، في 19 أيار/ مايو من العام نفسه؛ وفق روايته حينما نزل سامسون Samsun في 19 أيار/ مايو 1919 ، أو بحسب ترجيح أندرو مانغو أنه في بداية شتاء ذلك العام.
وُلد مؤلف الكتاب، أندرو مانغو، في الجمهورية التركية في اليوم نفسه الذي كشفت فيه محاولة اغتيال مصطفى كمال أتاتورك، أي في 14 حزيران/ يونيو 1926. ويحوي كتابه هذا، من القطع الكبير، متنًا مع مقدمة، معزّزًا بالصور المنوعة والخرائط التي توضح أهم أحداث تلك الحقبة. وحوى أيضًا تعريفات بجلّ الشخصيات التي عاصرت مناوشات التأسيس، يليها كرونولوجيا الأحداث، فضلًا عن الهوامش المنفصلة عن المتن، وخُتم بمسرد المراجع التي بلغت نحو 286 مصدرًا، تنوّعت بين الخطابات والمدوّنات الشخصية والسيَر الذاتية للرجال المقرّبين من المؤسس، مثل عصمت إينونو وعلي فؤاد جبسوي وفتحي أوقيار وفالح رفقي أتاي وغيرهم كُثر. كما تضمّن السيَر الغيريّة والمراجع العامّة المتعلقة بتأسيس الجمهورية التركية، حيث تناولت مواضيع شتّى، مثل العلاقات السياسية بين تركيا وجيرانها، ومَن كتب عن أتاتورك ورحلاته وإنجازاته في تركيا، وحروب الاستقلال التركية ومحاكمها، وديناميات الدولة التركية وما يتعلق بها، وغلب عليها اللغة التركية (230 مرجعًا) والإنكليزية (52 مرجعًا) وثلاثة مراجع فرنسية ومرجع يوناني واحد، مع العلم أن المؤلف يتقن اللغتين العربية والفارسية، وأحرز الدكتوراه في الأدب الفارسي.
يعتبر الكتاب واحدًا من بين الكتب الأساسية التي تبوّأت مكانة
مهمة في الإنتاج التاريخي حول مصطفى كمال، على المستويين التركي والدولي؛ إذ يعتبر من أهم الأعمال التي يُرجع إليها عند دراسة سيرة أتاتورك.