المؤلف: رونن برغمان – كشف كتاب جديد صدر في العاصمة البريطانية عن تفاصيل سرية حول جهود اسرائيل في اختراق قيادات “حزب الله” اللبناني، وزرع جاسوس كان يسمى حركيا باسم “التنويم المغناطيسي” الذي حذر المخابرات الاسرائيلية من اعداد فرق الحزب الى عملية اختطاف لاحد الناشطين الغربيين في بيروت. كما قال مؤلفه الصحافي رونن برغمان ان فريق كوماندوز اسرائيلي توجه الى العمق السوري لفحص موقع نووي سوري فقصف بالخطأ دير الزور. وسرد برغمان في احد فصول كتابه “الحرب السرية مع إيران” التفاصيل التالية: “في عام 2005، استأجرت خلية تابعة لـ”حزب الله” تعمل في مدينة مونتريال الكندية شقتين في مدينة نيويورك الأميركية. وبدأ أعضاؤها في مراقبة عدة متاجر ومكتب تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” في مانهاتن. وكانت الخلية التي أرسلها عماد مغنية، القائد العسكري بالحزب، تستعد لتجهيز هجوم مضاد للرد إذا ما هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية. لكن في عملية مشتركة سميت “السيف ذو الحدين”، قامت المخابرات الإسرائيلية والكندية والأميركية بجمع معلومات من أجل القبض على أعضاء الخلية، غير أنهم اختفوا قبل توقيفهم، وسط اعتقاد أن مصدرا ما أخطرهم بجمع معلومات استخباراتية ضدهم مما سهل فرارهم. هذه الواقعة جزء من كتاب للصحافي رونن برغمان يحمل اسم “الحرب السرية مع إيران”، يدور حول الحرب الاستخباراتية بين إيران وسورية وحزب الله من جهة، والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى، سيصدر في أميركا خلال أيام. ويقول الكاتب الذي يعتمد على معلومات جمعت من مسؤولين ووثائق سرية، إن الولايات المتحدة الأميركية، وبعض أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لم تكن مقتنعة تماما بأن سورية تقوم ببناء مفاعل نووي في صيف عام 2007، فأرسلت إسرائيل في منتصف آب (أغسطس) من العام نفسه وحدة كوماندوز مؤلفة من 12 عنصرا، إلى عمق الأراضي السورية في طائرتين مروحيتين، لجمع عينات من التربة خارج موقع المفاعل النووي. لكن مهمة هذه القوة كادت تنكشف، حسب الكتاب، لدى مرور دورية سورية أمام الموقع الذي هبطت فيه الطائرتان المروحيتان الإسرائيليتان، دون أن تراهما. ويضيف برغمان أن هذه العملية نجحت، وأتت نتائج الفحوص لتؤكد وجود مواد نووية، وعندئذ شن الطيران الإسرائيلي في الشهر التالي غارة على الموقع ودمره. وحول لبنان، يتضمن الكتاب الذي نشرت عنه صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية التي تصدر في العاصمة البريطانية اليوم الثلاثاء، معلومات تتهم فرنسا بعدم توقيف عماد مغنية المسؤول العسكري بـ”حزب الله” الذي اغتيل في دمشق في شباط (فبراير) 2008، عندما كان في أحد مطاراتها منتصف الثمانينات. ويوضح أن مغنية كان في ذلك الوقت ينتقل من لبنان إلى السودان، للقاء مسؤولين استخباراتيين إيرانيين ومقاتلين من أفغانستان، وتوقف في مطار شارل ديغول. وكانت الاستخبارات الأميركية زودت الفرنسيين بالمعلومات وبجواز السفر الذي يستعمله مغنية، إلا أن السلطات الفرنسية لم تقبض عليه مخافة أن تتأثر مصالحها في المنطقة. ويشير برغمان إلى أن مغنية كان بمثابة “نقطة تواصل” بين إيران وتنظيم “القاعدة”، متحدثا عن لقاء جمع زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن بمغنية في الخرطوم، امتدح خلاله الأخير الهجمات التي نفذت على الأميركيين والفرنسيين في لبنان أوائل الثمانينات. ويضيف برغمان أنه على ضوء نتائج هذا اللقاء، زود “حزب الله” تنظيم “القاعدة” بتعليمات عن المتفجرات، بينما استغلت إيران “حزب الله” لتزويد بن لادن بالأسلحة، وتم تدريب معظم عناصر “القاعدة” في مخيمات إيرانية. كما يتناول الكتاب كيف تمكن “حزب الله” من أن يصبح أقوى تنظيم سياسي وعسكري في لبنان، وكيف رعته المخابرات الإيرانية تحت سمع وبصر المخابرات الأميركية والإسرائيلية، ويزعم مؤلفه كيف استخدم الحزب تجارة المخدرات كطعم لأسر عقيد إسرائيلي متهم بالاطلاع على أسرار عسكرية وتفاصيل لأنظمة الأسلحة الأميركية. كما يتطرق إلى الكيفية التي قام فيها الحرس الثوري الإيراني بتدريب العراقيين والأفغان على تقنيات التسليح، بما في ذلك صنع وزراعة العبوات المتفجرة، وكيف أرسلت إيران آلاف الناشطين إلى العراق بعد احتلال الولايات المتحدة له، وكيف اشتركت إيران مع كوريا الشمالية في إنتاج عملات مزورة فئة 100 دولار أميركي، كوسيلة لتمويل الأنشطة الإرهابية عبر العالم. كما يتحدث الكتاب عن قيام مسؤولين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية بتجنيد جاسوس كبير داخل “حزب الله”، كان يسمى حركيا باسم “التنويم المغناطيسي”. وكيف قام بتحذير المخابرات الإسرائيلية من أنه يتم الإعداد لعملية اختطاف لأحد الناشطين الغربيين في بيروت، قبل أسبوع من اختطاف رئيس وكالة المخابرات المركزية في بيروت وليم بوكلي، وهو أحد أبرز عملاء الميدان في الاستخبارات الأميركية، حيث تم اختطافه وتعذيبه وقتله من قِبل مغنية. وقد تم نقل المعلومات إلى الموساد الذي فشل – مع ذلك – في إطلاع وكالة المخابرات المركزية عليها. كما يتحدث الكتاب عنما يسمى بفرقة القتل الإيرانية في أوروبا، حيث عملت الفرقة بحصانة داخل أوروبا، لتصفي المعارضين لنظام طهران واستهداف عملاء الموساد الذين كانوا على اتصال بالمعارضة، موضحا أنه طوال ذلك الوقت كانت أجهزة الاستخبارات في كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا تراقب الموقف ولا تفعل شيئا. كما يتحدث حول كيف يعيش المئات من نشطاء “حزب الله” في ألمانيا. ويتطرق الكتاب إلى كيف جنّد الموساد سكرتير أسامة بن لادن في مؤامرة لاغتياله، لكنه نجا منها في اللحظة الأخيرة. وعن البرنامج النووي الإيراني، يكشف برغمان في كتابه أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بعد صدور تقرير الاستخبارات الأميركية العام الماضي حول إيران، والذي خفف من خطورة التهديد النووي الإيراني، مطمْئنا إياه أن واشنطن لم تسحب الخيار العسكري ضد إيران عن الطاولة. ويلفت برغمان إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” بدأ يتوقع منذ ايار (مايو) الماضي، أن يوجه الرئيس الأميركي جورج بوش ضربة لإيران، استنادا إلى دوافع آيديولوجية. من جهة ثانية، ينقل الكتاب عن الجنرال الإسرائيلي موشيه إيفني سوكينبك، الذي استقال من قيادة وحدات في الجبهة الشمالية في كانون الثاني (يناير) الماضي، انتقاداته لطريقة تدريب الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها “خاطئة وغير فاعلة، وأن الجنود غير جاهزين لخوض تحديات مستقبلية”. ويضيف: “بعد مضي عام على قيادتي لوحدات في الجبهة الشمالية، أبلغت كبار الضباط في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي أنهم لا يأخذون الأمور بجدية، ولا يعطون الناس الكفاءات الأساسية للنجاح”. |