أقرّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بأن الجيش الصيني ينافس الجيش الأميركي وهو في طريقه لأن يصبح «قوة كبرى في آسيا، وفي نهاية المطاف حول العالم»، معلناً جاهزية الولايات المتحدة لمواجهة هذه «المنافسة الشديدة»، على حد قوله، ومواجهة البرامج النووية الصينية، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى «فتح خطوط اتصال» مع قادة الدفاع الصينيين.
وفي خطابٍ أمام منتدى ريغان للدفاع الوطني السنوي بولاية كاليفورنيا، قال الوزير أوستن إن الصين تمثل تحدياً للولايات المتحدة وجميع الديمقراطيات، لكن أميركا وحلفاءها سوف «يرتقون إلى مستوى التحدي»، مفيداً بأن بلاده سوف تواجه هذا التقدم الصيني السريع «بثقة وتصميم، وليس الذعر والتشاؤم»، وأن الولايات المتحدة دولة «لا تخشى المنافسة».
وأشار أوستن إلى أن العالم شهد عقدين من «التحديث السريع» للجيش الصيني، وأنه في طريقه لأن يصبح منافساً نظيراً للولايات المتحدة في آسيا، وفي نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم، موضحاً أن «قادة الصين يحرصون على توسيع قدرتهم على إبراز القوة وإنشاء شبكة عالمية من القواعد العسكرية»، مضيفاً: «وفي الوقت نفسه، يقوم الجيش الشعبي الصيني بتحسين الكثير من قدراته بسرعة، بما في ذلك الإجراءات الهجومية والجوية، والدفاع الصاروخي، والمضادة للغواصات، بشأن تكامل معلوماتها وعملياتها الإلكترونية والفضائية».
وحذّر من تمويل الصين لقطاعات التكنولوجيا الرئيسية التي لها تطبيقات مدنية وعسكرية، كما أنها تتقدم أيضاً في المجال النووي، محذراً من أن الصين ستمتلك «ما لا يقل عن ألف رأس نووي بحلول عام 2030 وأنهم يقومون ببناء ثالوث نووي لإطلاقه».
وأضاف: «نحن دائماً نقيّم ليس فقط القدرات، ولكن أيضاً النيات والأفعال، فقد كان قادة الحزب الشيوعي الصيني يتحدثون بشكل متزايد عن عدم رضاهم عن النظام السائد، وعن هدفهم المتمثل في إزاحة أميركا من دورها القيادي العالمي. وفي مرات كثيرة، يتحدث الرئيس الصيني شي جينبينغ بانتظام عن (التغييرات العظيمة) غير المرئية في العالم».
واتهم الوزير الأميركي الصين بأن لديها «سجلاً كئيباً» في مجال حقوق الإنسان، وهي تتنمر على دول في آسيا وأفريقيا، معتبراً أن «بكين تسيء استخدام التكنولوجيا لدفع أجندتها القمعية في الداخل، وتصدير أدوات الحكم المطلق إلى الخارج»، وبالنظر إلى كل هذا، لا يرى أوستن الصراع على أنه أمر حتمي، لأن الولايات المتحدة «لا تريد حرباً باردة جديدة». وقال: «نحن مصممون على ردع العدوان، ومنع الصراع، وإرساء حواجز حماية منطقية»، مؤكداً أن «مبادراتنا الجديدة هي جزء من نهج الحكومة الذي يعتمد على جميع أدوات القوة الوطنية، لمواجهة التحدي الصيني».
ورأى أن هذا التركيز الأميركي على التهديدات الصينية لا يعني أن الولايات المتحدة ستبني «حلف شمال الأطلسي الآسيوي»، أو تحالفاً مناهضاً للصين مثل التحالف الذي هزم «داعش»، موضحاً أن واشنطن «لا تطلب من الدول أن تختار بين الولايات المتحدة والصين، بل نحن نعمل على تطوير نظام دولي يتسم بالحرية والاستقرار والانفتاح».
وأكد وزير الدفاع الأميركي أن بلاده تعمل عن كثب مع الحلفاء القدامى والشركاء الجدد في جميع أنحاء العالم. وأشار الوزير إلى أنه قام بثلاث رحلات في 10 أشهر إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. مفيداً بأنه «في كل محادثة مع شركائنا، أسمع نفس الشيء مراراً وتكراراً، وهو دعوة للولايات المتحدة لمواصلة لعب دورنا في تحقيق الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسوف نفعل».
وكشف أن هناك المزيد من التدريبات مع الحلفاء والشركاء، مما يساعد الشركاء على بناء القدرات الأمنية، ويشجع الحلفاء الأوروبيين على المساهمة في الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وكل هذا يدعم الوضع الراهن، قائلاً: «ما زلنا متمسكين بسياسة صين واحدة لدينا، والتزاماتنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان لدعم قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها، مع الحفاظ على قدرتنا على مقاومة أي لجوء إلى القوة من شأنه أن يعرّض أمن شعب تايوان للخطر». وأفصح عن وجود «اختلافات حقيقية» في المصالح والقيم، بين الصين والولايات المتحدة، و«سنكون منفتحين وصريحين مع قادة الصين، ونحتاج إلى التحدث بصدق ومباشرة بعضنا مع بعض حول أولوياتنا ونياتنا»، معتبراً أن «القوى العظمى يجب أن تكون نماذج للشفافية والتواصل»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى فتح خطوط اتصال مع قادة الدفاع الصينيين، خصوصاً في أوقات الأزمات، وأن «هذا من شأنه أن يساعد في تقليل المخاطر ومنع سوء التقدير