حصلت الهند على استقلالها عن الحكم البريطانى عام 1947،ومنذ عام 1950 و هي تحتفل بذكرى الجمهورية بإقامة عرض عسكري. ومشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كضيف رئيسي في احتفالات الذكرى الـ 66 ليوم الجمهورية، حيث شهد عرضا عسكريا واستعراضا ثقافيا لمدة ساعتين في نيودلهي، ما يدل على أن العلاقات بين البلدين دافئة اكثرمن أي وقت مضى،وفقا لما قالته رانجانا كوماري، باحثة في مركز البحوث الاجتماعية في نيودلهي. وعلق موقع الصحيفة الأميركية الرئيسية “يو إس ايه توداي” على زيارة اوباما للهند يوم 26 يناير الماضي ، أن تسليط الضوء الرئيسي كان في يوم العرض العسكري سعيا لإظهار تعزيز العلاقات بين اكبر دولتين ديمقراطيتين في العالم. وقال شاب يبلغ من العمر 28 عاما من نيودلهي كان يشاهد العرض في مترو الانفاق، من الواضح أن هذه اللحظة عظيمة، وجميع العالم يشاهدنا اليوم. لكنه يأمل في أن لا يكون هذا مجرد رمزي، قائلا:” آمل من أن يستطيع الطرفان العمل على تخفيف من صعوبة الحصول على تأشيرة، بالرغم من أنني اعرف أنه لن يكون فيه أي تقدم عملي.” إن ما اسر وسائل الاعلام الهندية ليس حث امريكا الهند بالالتزام خفض الانبعاثات على الطريقة الصينية، وإنما قول اوباما مرة اخرى أنه سيدعم الهند لأن تصبح عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه لم يشكك ابدا في آفاق العلاقات الثنائية. وأن الهند وأمريكا “شريكان طبيعيان”، وأصبحتا اكثر اهمية في العصر الرقمي. وقد دعا مودي باراك اوباما باسمه “باراك” مرات عديدة في خطابه. وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن هذه الخطوة لم يسبق لها مثيل ويعني بداية ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين. ولكن وكالة “فرانس برس” ترى أن الصداقة الشخصية بين الزعيمان لها معنى رمزي لا اكثر ولا اقل. وأن زيارة اوباما للمرة الاولى الهند بعد بضعة اشهر فقط من زيارة مودي الى امريكا غير كافية لإطلاق تعاون جديد بين البلدين. هل هناك رسالة يريد الزعيمان ارسالها الى المجتمع الدولي من خلال اظهارهما لحميمية العلاقات بين الطرفين؟ قال السفير الامريكي السابق لدى الصين جون هانتسمان رويترز، ان هدف اوباما من هذه الرحلة هو السعي الى ضم الهند الى تحالف الدول الديمقراطية لتحقيق التوازن مع الصين. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية يوم 26 يناير الماضي أن لحظة احتضان مودي لاوباما عند نزوله الطائرة الرئاسية اير فورس وان “دليل تغلب اكبر ديمقراطيتين في العالم على الخلافات التاريخية، وفتح عهدا جديدا من التعاون الاستراتيجي.” تحاول حكومة اوباما التي لها علاقات معقدة مع حكومتي الصينية الروسية القوية سحب الهند الى تحالف الدول الديمقراطية في منطقة آسيا.” وتعتقد صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن التغير المستمر للمشهد الجيوسياسي خلف العلاقات الحميمية بين الزعيمين. وأشار رئيس مركز الأمن الامريكي الجديد ريتشارد فونتين ، الى ان البلدين يرسلان اشارتين مختلفة الى الصين:” الرسالة التي ترسلها امريكا الى الصين هي انه سوف يكون لها وجود طويل الامد في آسيا. والهند ترسل للصين من خلال تعزيز علاقاتها مع امريكا: بأنه لا يمكن التقليل من أهمية دور الهند في المنطقة وخارجها. وذكرت CNN على موقعها الالكتروني أن تدهور العلاقات الامريكية الروسية الى مستوى الحرب الباردة، جعل اوباما يأمل في التوازن من خلال هذه الزيارة بين التأثير الامريكي والروسي في الهند. وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن المستثمرين الأمريكيين يرون أيضا في امكانية طويلة الاجل في الهند ابالغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة. وقال جين تساي رونغ أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب الصينية لصحيفة “غلوبال تايمز” يوم 265 يناير الماضي، أنه لا قلق من التقارب الحاصل في العلاقات بين أمريكا والهند :”أن الهند تحافظ على زخم جيد منذ تولي مودي السلطة ، وتسحب جميع الاطراف الحبل على الجانب الايجابي، وأمريكا ليست سوى احد هذه الاطراف لا غير. ويتطلع اوباما الى ترك ارثا دبلوماسيا ايجابيا.” صحيفة الشعب |