https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

فجأة ودون مقدمات ، كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالة عن العلاقات مع اكرانيا ، يذكٌر فيها بالتاريخ المشترك  للشعبين الروسي والاوكراني ، ويعتبرهما شعبا واحدا ، ويعتبر ان استمرار  اقامة الجدران بينهما يمكن ان يتمخض عن مأساة حقيقية . كما طالب الرئيس بوتين في موقف لاحق  بالعمل على تحسين العلاقات مع أوكرانيا !

هذا الكلام الجديد لبوتين، فاجئء الجميع . واقول الجميع ، لان التوجه الرسمي لموسكو كان الى ايام قليلة  ماضية  ،يعتبر اوكرانيا دولة غير صديقة . وقد اثمر ذلك التوجه  عن  اتخاذ اجراءات روسية   منها، اعتقال القنصل الاوكراني في بطرس بورغ بتهمة التجسس ، ومنع المنتجات الاوكرانية  ومنها الزراعية من دخول  الاسواق الروسية ،  واجراء مناورات عسكرية ضخمة للجيش الروسي على الحدود مع اوكرانيا  . كما ادت المناورات  البحرية الغربيةالمشتركة مع اوكرانيا  في البحر الاسود  ،الى اخطر احتكاك من نوعه ، كاد ان يؤدي الى مشكلة عسكرية بين الجانبين . وبدوره ، لم يقصٌر الاعلام الرسمي الروسي في الحديث عن تحول اوكرانيا  الى قاعدة للتآمر الغربي على روسيا  .

وهناك كثير من الخطوات والاجراءات الاخرى التي تظهر كلها عمق التدهور غير المسبوق في علاقات البلدين .

والسؤال الذي يفرض نفسه : لماذا حدث هذا الانقلاب المفاجيء في سياسة الكرملين ازاء اوكرانيا ؟

 هل جرى ذلك  لأن الرئيس بوتين استشعر الخطر من انتقال الخصومة مع كيف الى صدام شامل  ومدمر للبلدين ؟

وهل  اراد الرئيس الروسي ايقاف نهج الحكومة الاوكرانية الرامي الى تمزيق ما تبقى من اواصر تاريخية واجتماعية بين الشعبين الروسي والاوكراني ؟  (وللتذكير فقط ، نشير الى أن  السلطات الاوكرانية   اسرعت مؤخرا  في اتخاذ  جملة من القرارات المعادية لروسيا وللروس عامة ، منها :

اعتبار روسيا دولة محتلة لاراض اوكرانية ، واغلاق اجهزة الاعلام الروسية في البلاد ، وتصنيف  المواطنين الروس في اوكرانيا خارج قائمة السكان الاصليين ، ومنع اللغة الروسية ، وفصل الكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية عن نظيرتها الروسية ، والحد من التجارة مع روسيا ومنع دخول البضاع  والشركات الروسية ، وتشجيع الحملات العنصرية المعادية للروس في البلاد ، وغيرها الكثير من الاجراءات ).

وهل هدفَ الرئيس بوتين من موقفه الاخير ، الى منع سقوط اوكرانيا النهائي في  المصيدة الغربية عامة والامريكية خاصة ، وعرقلة تحولها الى قاعدة غربية للتآمر على روسيا ؟

وأخيرا ، هل تندرج  خطوة بوتين هذه في اطار تنفيس الاحتقان مع امريكا واصلاح العلاقات المتدهورة بين البلدين ؟

برأي ، ان هذه الاجوبة الافتراضية  كلها ،يمكن ان  تسلط بعض الضوء على اسباب التحول الكبير  في موقف موسكو ازاء العلاقة مع كييف .

وختاما ،  مهما كانت البواعث لهذه الخطوة الروسية ، ، فان المرء لا يسعه الا ان يرحب بها ، ويعتبرها ضرورية لاعادة العلاقات بين البلدين  الجارين الى نصابها التاريخي الصحيح ، وقاعدة جيدة لاصلاح ما عطب من أواصر  ثقافية واجتماعية وتاريخية  بين ” افراد الشعب الواحد “.- كما اسماه بوتين .

14/7/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 7 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube