المؤلف :زينيب الحيدري صدر حديثا عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع كتاب “الأمن السيبراني.. المخاطر.. التحديات.. المواجهة” للباحثة القطرية زينب الحيدري، وجاء في 460 صفحة من القطع الكبير. ويعد هذا الكتاب من المراجع القليلة في مجاله في المكتبة العربية،سواء من حيث مضمونه أو طريقة طرحه لقضايا الأمن السيبراني ومخاطره، وسيستفيد منه محبو الاطلاع والمثقفون، وأيضا طلبة الجامعات والباحثون في هذا المجال. وتكمن أهمية الكتاب في أن القرصنة الإلكترونية أصبحت اليوم “شبحا يهدد العالم وهاجسا أمنيا يتحدى قيام الحكومة الإلكترونية، مما يستدعي تأمين البيانات والمعلومات، لبث الثقة والأمان في التعاملات في البيئة الرقمية المفتوحة التي نعيشها اليوم، والتي تعد المعلومات من أهم ركائزها ومقوماتها”. فالهجمات الإلكترونية أو السيبرانية أصبحت خطرا يؤثر على أمن الدول، ولذلك بدأت تلقى اهتماما متصاعدا على أجندة الأمن الدولي، في محاولة لمواجهة تصاعد التهديدات الإلكترونية ودورها في التأثير على الطابع السلمي للفضاء الإلكتروني. الهجمات الإلكترونية أو السيبرانية لا تستهدف الأفراد والشركات فحسب وإنما أصبحت أيضا خطرا يؤثر على أمن الدول (رويترز) الهجمات الإلكترونية أو السيبرانية لا تستهدف الأفراد والشركات فحسب وإنما أصبحت أيضا خطرا يؤثر على أمن الدول (رويترز) يتألف الكتاب من خمسة أبواب، ويستعرض في الثلاثة الأولى منها تاريخ الاختراق والقرصنة وتطور الجريمة السيبرانية، وأهمية الأمن السيبراني، والمخاطر التقنية والقانونية، وأهداف وأبعاد الأمن السيبراني، وإستراتيجية مواجهة التهديدات السيبرانية، وكذلك إدارة أمن المعلومات والتهديدات السيبرانية. والأمن السيبراني -وفقا للكتاب- هو “النشاط الذي يؤمن حماية الموارد البشرية والمالية المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات، ويضمن إمكانات الحد من الخسائر والأضرار التي تترتب في حال تحقق المخاطر والتهديدات، كما يتيح إعادة الوضع إلى ما كان عليه بأسرع وقت ممكن، بحيث لا تتوقف عجلة الإنتاج، وبحيث لا تتحول الأضرار إلى خسائر دائمة”. وكما هو ملاحظ فإن أسلوب الكاتبة يتميز بالمباشرة والوضوح فتصل المعلومة إلى القارئ بسهولة ودون تكلف، وتقدم له معلومات ثرية ووجبة قيمة هي خلاصة مجهود كبير في جمع المعلومات وطريقة تناولها وطرحها بأسلوب سهل وانسيابي. ومن أمثلة تلك المواضيع ما جاء تحت عنوان “أكبر العمليات”، حيث تستعرض الكاتبة كبرى الجرائم الإلكترونية التي هزت دولا وشركات عملاقة، وموضوع “قرصنة المؤسسات الإعلامية” الذي يتحدث عن أشهر عمليات القرصنة التي تعرضت لها مؤسسات إعلامية كبرى، وعلى رأسها بالطبع وكالة الأنباء القطرية وموقع قناة الجزيرة. لكن أهمية الكتاب تبرز ابتداء من الباب الرابع الذي يتناول التجربة القطرية في تعزيز الأمن السيبراني، ومواجهة تحديات الهجمات السيبرانية، إضافة إلى استعراض أهم الإستراتيجيات التشريعية والتقنية وسياسة تأمين الحوسبة السحابية، وسياسة تأمين المعلومات الوطنية، ولماذا تم استهداف قطر بجريمة قرصنة كبيرة عبر اختراق وكالة الأنباء الرسمية وبث أخبار كاذبة ونسبتها إلى أمير قطر. ويستفيض الفصل الثالث من ذلك الباب في الحديث عن “اختراق وكالة الأنباء القطرية” الذي كان -على حد وصف الكاتبة- بمثابة “زلزال في قلب الخليج”، حيث تستعرض عملية الاختراق منذ بدايتها، وكيف جرى التخطيط لها وطريقة تنفيذها، ثم الآليات التي اتبعت لاكتشاف الاختراق وجمع الأدلة التي تدين المخترقين، كل ذلك في سرد واقعي موثق يقدم الحقائق للقارئ كما هي. وفي فصول لاحقة، تتحدث الكاتبة عن سياسة تأمين الحوسبة السحابية، وسياسة تأمين المعلومات الوطنية، والإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، وتقدم للقارئ دليل مكافحة الجرائم الإلكترونية، قبل أن تختم الكتاب بالباب الخامس الذي جاء بعنوان “الاتفاقية العربية لحماية الفضاء السيبراني” والذي يستعرض بالتفصيل مسودة الاتفاقية العربية لحماية الفضاء السيبراني التي تضم 68 مادة