https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

سعت إسرائيل -بشتى الوسائل والسبل- للتغلغل في أفريقيا لأنها تمثل جزءاً منمطامعها التي تمتد من الفرات إلى النيل، ويمثل البحر الأحمر أهمية كبيرةللمصالح الإسرائيلية التجارية والإستراتيجية، كما تحتاج إسرائيل إلى دعمالدول الأفريقية في مواجهة الدول العربية والإسلامية. وقد أدركت إسرائيل مبكرا أهمية أفريقيا في المحافل والمنظمات الدولية، إذيقول ديفد بن غوريون -وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل- في إحدى خطبه بالكنيستعام 1960؛ إن الدول الأفريقية ليست قوية ولكن صوتها مسموع في العالم،وأصواتها في المنظمات الدولية تساوي في قيمتها أصوات الدول الكبرى،والصداقة الإسرائيلية الأفريقية تهدف في حدها الأدنى إلى تحييد أفريقيا فيالصراع العربي الإسرائيلي، وفي أحسن حالاتها إلى ضمان مساندة أفريقياللموقف الإسرائيلي. العضوية الأفريقيةلقد حصلت إسرائيل على وضعية “عضو مراقب” في منظمة الوحدة الأفريقية، وظلتتحافظ على هذا الوضع حتى عام 2002 حينما جرى حل المنظمة واستُبدل بهاالاتحاد الأفريقيكإطار منظِّم للعلاقات الإقليمية الأفريقية، وحاولتاستعادة تلك المكانة فتقدمت 2003 بطلب الانضمام إلى الاتحاد كـ”عضو مراقب” لكن طلبها رُفض، وما زالت تحاول نيل هذه الصفة. “تشير مصادر إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شارك فيقمة أفريقية إقليمية مصغرة بشأن الأمن والتصدي للإرهاب، عُقدت بأوغندابحضور رؤساء دول وحكومات كينيا ورواندا وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبياوملاوي، وأنه حصل على تعهد من هؤلاء بـ”قبول إسرائيل دولة مراقبة فيالاتحاد الأفريقي”” تشير مصادر إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شارك في قمةأفريقية إقليمية مصغرة بشأن الأمن والتصدي للإرهاب، عُقدت بأوغندا بحضوررؤساء دول وحكومات كينيا ورواندا وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبيا وملاوي،وأنه حصل على تعهد من هؤلاء بـ”قبول إسرائيل دولة مراقبة في الاتحادالأفريقي”. وإذا استطاعت إسرائيل الحصول على صفة مراقب في الاتحاد فإن هذا يعد خصمامباشرا من رصيد الدول العربية على عدة أصعدة منها التنظيمي والمؤسسي، حيثيحق للعضو المراقب أن يقدم المقترحات والتعديلات وأن يشارك في المناقشاتالتي يشهدها الاتحاد، كما يُسمح له بطالب الانضمام إلى الاتفاقيات العالميةالتي يُعدّ الاتحاد طرفًا فيها. وبالتالي ستستفيد إسرائيل من ذلك باطلاعها على كافة المعلومات التي تخصالمنظمات التابعة للاتحاد الأفريقي، مثل الجمعية العامة للاتحاد الأفريقيواللجان المتخصصة ومحكمة العدل الأفريقية، مما يدعم مركز إسرائيل كفاعلدولي. وقد سعت إسرائيل إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة جنوب السودان فورإعلان انفصالها عن السودان، ووعدتها بتقديم المساعدات المختلفة، وهذا هوديدنها وأسلوبها الذي اتبعته مع كل دولة تعلن استقلالها. توجد مصالح كثيرة لإسرائيل في أفريقيا تجعلها تهتم بعلاقاتها بدولها سياسياواقتصاديا، تتمثل في: 1- إحكام السيطرة على صناعة التنقيب عن النفط في أفريقيا. 2- استغلال المواد الخام التي يتم استخراجها في الدول الأفريقية ولا سيمااليورانيوم. 3- وجود سوق أفريقية واسعة للمنتوجات الإسرائيلية وخاصة في مجال الصناعاتالحربية. 4- احتكار إسرائيل كثيراً من الصناعات والمرافق الاقتصادية كالصناعاتالغذائية في إثيوبيا وإريتريا. 5- تركُّز صناعة وتصدير الألماس في الدول الأفريقية، وهو أحد أهم مصادرالدخل القومي الإسرائيلي. أدوات التغلغلوفي سعي إسرائيل لإحكام سيطرتها على أفريقيا وإقامة علاقات قوية مع دولها؛فإنها تستغل حاجة الدول الأفريقية إلى المساعدات الاقتصادية، ومن هذاالمنطلق أنشأت الخارجية الإسرائيلية “المؤسسة الدولية للتعاون والتنمية” التي تقوم بمهام الربط بين مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص، ويرتبطعملها بأهداف سياسية. وقد تلقت الأمانة العامة للجامعة العربية منذ 1992 تقارير سرية تفيد بأنالتغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يتم عبر ثلاث طرق: 1- تجنيد الفنيين والتقنيين وإرسالهم إلى الدول الأفريقية. 2- تزويد الشركات الإسرائيلية بكافة المعلومات عن الدول الأفريقية. 3- تعزيز وتقوية العلاقات والروابط بين إسرائيل والدول الأفريقية فيالمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وليس فقط مع حكومات الدول بلأيضا مع المنظمات الشعبية والأحزاب السياسية. “إسرائيل لم تكن بعيدة في يوم من الأيام عن التدخل في أفريقيا، ولكنهااليوم تمثل وجوداً في عواصم دول القرن الأفريقي وخاصة أديس أبابا، إضافةإلى وجودها في نيروبي وكمبالا. فإسرائيل تدرك أن هذه المنطقة هي المدخل إلىأفريقيا كما أنها منطقة إستراتيجية” وتؤكد التقارير أيضا أن الولايات المتحدة تتفهم التحرك الإسرائيلي على هذاالصعيد وتشجعه، لأنه في النهاية يصب في مصلحة النفوذ الأميركي الصهيونيالمشترك على حساب النفوذ الفرنسي صاحب الوجود التاريخي في أفريقيا، وعلىحساب النفوذ العربي غير المستقر أيضاً. ونلاحظ أن إسرائيل تستعمل الأداة الاقتصادية للتأثير على اتخاذ القرارات فيالدول الأفريقية، فالأداة الاقتصادية ازداد استخدامها بسبب الظروف التييمر بها العالم اليوم ومنها الأزمة الاقتصادية الأخيرة؛ فكل ذلك زاد اعتمادالدول على بعضها بعضا، وهذه الأداة يمكن استخدامها في إطار أسلوبين هما: العقوبات والإغراءات التي تشمل المعونات الاقتصادية والفنية والعسكريةوالتدريب الأمني. ثم أولت إسرائيل اهتماما خاصا بأنظمة الشباب محاولة تعميمها على البلادالأفريقية، والأهم أنها كوّنت خبراء يمتازون بعقلية الرواد. وعن هؤلاءالخبراء الإسرائيليين يقول أحد كبار الصحفيين وقد زار دولا أفريقية وشاهددورهم فيها: “بينما يطلب الفنيون الأوروبيون والأميركيون المكاتب المكيفة،ولا يظهرون إلا ببدلات أنيقة وبقمصانهم البيض وهم يدربون الفلاحين الأفارقةعلى وسائل تنمية الإنتاج؛ نجد الخبير الإسرائيلي غالبا وسط الحقول معالفلاحين لابساً الشورت الكاكي…”. إسرائيل لم تكن بعيدة في يوم من الأيام عن التدخل في أفريقيا، ولكنها اليومتمثل وجوداً في عواصم دول القرن الأفريقي وخاصة أديس أبابا، إضافة إلىوجودها في نيروبي وكمبالا. فإسرائيل تدرك أن هذه المنطقة هي المدخل إلىأفريقيا كما أنها منطقة إستراتيجية. ويعود الوجود الإسرائيلي في إثيوبيا إلى ستينيات القرن الماضي، حين أقدمتتل أبيب على الحضور المبكر في القارة الأفريقية بإرسال خبرائها في مجالاتالاقتصاد والأمن والاتصالات، فضلاً عن تدشين سفارتها بأديس أبابا التي تعدالأضخم بعد نظيرتها في أميركا، بحسب مركز القدس للدراسات السياسية. وفي 11 سبتمبر/أيلول 1975؛ زار قائد العمليات في هيئة الأركان الإسرائيليةآنذاك حاييم بارليف إثيوبيا سراًّ، ووضع ترتيبات للتعاون العسكري بينالبلدين، وكان دافع إسرائيل هو السيطرة على البحر الأحمر ومنع تحوُّله إلىبحيرة عربية، خاصة بعد إغلاق مضايق تيران عام 1967 وباب المندب 1973. ذرائع وفرصوتقترن أهمية البحر الأحمر عند إسرائيل بأهمية نهر النيل، وهذا يظهر بوضوحفي اهتمام إسرائيل بتمتين علاقاتها بإثيوبيا التي تمكنها من الوجود فيمنطقة البحر الأحمر للسيطرة على منابع النيل الأزرق بإثيوبيا. ومما يعززالاهتمام الإسرائيلي بإثيوبيا أنها تقود التمرد على اتفاقيتيْ 1929 و1959لتوزيع مياه النيل، ولأن حوالي 86% من مياه النيل تأتي من مرتفعاتها. “الوجود الإسرائيلي في أفريقيا جاء نتيجة عدم قدرة الأنظمة العربية علىمواجهة النشاط الإسرائيلي في هذه البلدان، بخطط مدروسة وبتنسيق مركز فيجميع المجالات وخاصة الأمنية والاقتصادية والعسكرية، وعدم قدرة الدولالأفريقية على فهم المخططات الأميركية والإسرائيلية الحقيقية” ويتواصل تدخل إسرائيل في أفريقيا تحت ستار ادعائها أن من تساعدهم هم فيالأصل يهود، فنجدها تتدخل في نيجيريا وتساعد جماعة “الإيبو” التي تقطنإقليم بيافرا، في مواجهة الإقليم الشمالي المسيطر على السلطة المركزيةوأغلبية سكانه من المسلمين. أما أوغندا فكانت أحد ثلاثة بلدان مقترحةلإقامة دولة اليهود (فلسطين والأرجنتين وأوغندا). وإذا كانت فلسطين اختيرت في النهاية لإقامة “وطن قومي لليهود”؛ فإن ذلك لميجعل الإسرائيليين ينسون دور أفريقيا الهام في مساندة قضيتهم ضد المسلمين،فعملوا على التمركز في كل من أوغندا وكينيا. ويعود اهتمام إسرائيل بأوغندا سابقا إلى أنها تستطيع الوقوف أمام التياراتالإسلامية في السودان لمنعها من التمدد جنوباً، واليوم يمكن أن تقوم دولةجنوب السودان بهذا الدور، ولذا قد يقتصر دور أوغندا على محاربة المسلمينداخلها وأهميتها كدولة من دول نهر النيل. أما الوجود الإسرائيلي في كينيا فيهدف إلى ضرب طوق استخباري يمتد من أديسأبابا إلى نيروبي، وتستطيع إسرائيل عبره إحكام قبضتها على المنطقة وتطويقدول حوض النيل وتهديد أمنها المائي. إن الوجود الإسرائيلي في أفريقيا جاء نتيجة عدم قدرة الأنظمة العربية علىمواجهة النشاط الإسرائيلي في هذه البلدان، بخطط مدروسة وبتنسيق مركز فيجميع المجالات وخاصة الأمنية والاقتصادية والعسكرية، وعدم قدرة الدولالأفريقية على فهم المخططات الأميركية والإسرائيلية الحقيقية. فالغياب العربي مكّن إسرائيل من الولوج والتغلغل في هذه القارة التي تبلغمساحتها 23% من مساحة العالم، وإنه لمن المؤلم والمحزن أن يصف رؤساء أفارقةإسرائيل بأنها رمز للتقدم والحضارة، وأنها ساعدت في بناء أفريقيا ويجبأخذها نموذجا ومصدر إلهام للدول الأفريقية “إذا أرادت التقدم والنمو”، كماقال مرة الرئيس الكيني. إن إسرائيل تراقب مستوى التطور الاقتصادي الذي تشهده دول في القارة سجلتنمواًّ ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، مما جعل سبعا من بين أكثر عشر دولنمواًّ على الصعيد العالمي دولا أفريقية، الأمر الذي يجعل أفريقيا سوقًاواسعة وواعدة للمنتجات الإسرائيلية، إضافة إلى كونها تملك ثروات باطنيةوخامات طبيعية مهمة، مع العلم بأن إسرائيل تمتلك شركات كبرى تعمل فيأفريقيا.

العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube