استراتيجية بايدن لمواجهة الصين وتعقيب المركز
قبل أيام، أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إستراتيجيتها الرسمية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادي. وحذرت الإستراتيجية -التي جاءت في 19 صفحة، من أنه لم يعد يتبقى سوى نافذة ضيقة من الوقت لمنع الصين من تحويل المنطقة الهامة إلى منطقة نفوذ خاصة بها..
وتشير الوثيقة إلى “التحديات المتزايدة” التي يشكلها صعود الصين كمحرك رئيسي “للتركيز الأميركي المكثف” على منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأكدت الوثيقة أن “الصين تجمع بين قوتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية في سعيها إلى تحقيق منطقة نفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وتسعى إلى أن تصبح القوة الأكثر نفوذا في العالم
“.
واشارت ، إلى أن واشنطن قامت خلال العام الماضي بتحديث تحالفاتها طويلة الأمد، وعززت الشراكات الناشئة، وأقامت روابط مبتكرة فيما بينها لمواجهة التحديات الملحة من المنافسة مع الصين، إلى تغيير المناخ، وإلى مواجهة وباء كورونا وتهديدات كوريا الشمالية.
وتحدد الإستراتيجية الأهداف الخمسة الرئيسية التي تعتزم الولايات المتحدة تحقيقها بالتنسيق مع الحلفاء والمؤسسات الإقليمية:
دعم حرية الملاحة والتجارة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
دعم التنسيق بين دول المنطقة وخارجها.
دفع الازدهار الإقليمي.
تعزيز الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
بناء قدرة إقليمية على الصمود في وجه التهديدات العابرة للحدود الوطنية.
وتؤكد الوثيقة ، ان امريكا قد حافظت لمدة 75 سنة على وجود دفاعي قوي وثابت لدعم السلام الإقليمي والأمن في منطقة المحيطين الهادي والهادي.
وأشارت الإستراتيجية إلى عمل واشنطن على توسيع هذا الدور وتحديثه، وكذلك تعزيز قدراتها للدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائنا.
وسوف يتم تعزيز القوة الأميركية هناك عن طريق عدة نقاط منها:
تعزيز الردع المتكامل، وتعضيد التعاون مع الحلفاء والشركاء للحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
الابتكار من أجل العمل في بيئات التهديدات سريعة التطور، بما في ذلك الفضاء والفضاء الإلكتروني وكذلك مجالات التكنولوجيا الحيوية والناشئة.
تعزيز الردع الموسع والتنسيق مع حلفاء واشنطن في كوريا واليابان والسعي إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل.
الاستمرار في الالتزام بمعاهدة “أوكوس الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.
توسيع الوجود البحري الأميركي والتعاون ضد التهديدات العابرة للحدود الوطنية الأخرى، والعمل مع الكونغرس لتمويل مبادرة ردع المحيط الهادي ومبادرة الأمن البحري.
واهتمت الإستراتيجية بالجانب التجاري؛ إذ أشارت إلى أن “1.5 مليار شخص في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادي سينضمون إلى الطبقة الوسطى العالمية في هذا العقد من الزمن. كما سندفع الازدهار في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادي قدما”.
تعقيب المركز :
هذه هي الإستراتيجية الإقليمية الأولى التي تصدرها إدارة بايدن،
و هو ثالث رئيس امريكي على التوالي يصنف آسيا كأولوية جيوإستراتيجية قصوى لبلاده
من بين الثغرات الأكثر وضوحا في إستراتيجية إدارة بايدن هو الغياب النسبي لإستراتيجية اقتصادية أميركية متماسكة في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وورغم ان واشنطن تعد بإطلاق إطار اقتصادي بين دول المحيطين، في وقت لاحق من هذا العام، سيشمل “مضاعفة علاقاتها الاقتصادية مع المنطقة”، ولكن التفاصيل لا تزال محدودة في الوقت الراهن، ثم ان الادارة الامريكية لم تعلن صراحة رغبتها العودة الى اتفاق .
الاتفاق الشامل والتقدمي التجاري للشراكة عبر المحيط الهادي الذي خرجت منه ادارة ترامب .وهذا الامر لا يمنح واشنط ”
أوراقا اقتصادية قوية للعب في مواجهتها مع الصين”.
وتحاول الإستراتيجية رسم رؤية أكثر إيجابية لإشراك دول المنطقة في مواجهة التحديات المشتركة، التي على رأسها مواجهة تهديد الصعود الصيني للنظام الدولي القائم.
ورغم ذلك ، فان الإستراتيجية “لا تعتبر الصين عدوا، فهي لا تقول ذلك. ومن المؤكد أنها تلمح إلى أن الصين منافس رئيسي وتحد كبير لامريكا “.
تقول الوثيقة أن “جهودنا الجماعية، على مدى العقد المقبل، ستحدد إذا ما كانت الصين ستنجح في تغيير القواعد والمعايير التي أفادت منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم خلال العقود الثلاثة
وقد أدت أزمة أوكرانيا، واعتماد أوروبا المستمر على الولايات المتحدة كضامن أمني، إلى تعطيل جهود إدارة بايدن لتركيز المزيد من اهتمامها ومواردها على منطقة المحيطين الهندي والهادي خلال الأشهر الأخيرة