كتب محمد خير الوادي :
عادة ، تكتفي الادارت المنتهية ولايتها بتصريف الامور ، ولا تتتخذ قرارات تحمل الادارات القادمة تبعاتها . هذا الامر لا ينطبق على بومبيو وزير الخارجية الامريكي المنصرف . فهو يستغل ايامه الاخيرة لاتخاذ قرارات لها طابع اشكالي ، تكون ادارة بايدن مسؤولة عن تنفيذها .
ولنستعرض بعضا من هذه القرارات :
رفع الحظر عن الاتصالات بين الديبلوماسيين الامريكيين ونظرائهم التايوانيين . وهذا قرار يخالف مجمل اتفاقات شنغهاي التي وقعت في سبعينات القرن الماضي ، والتي سمحت ببناء علاقات متطورة بين الصين وامريكا خلال العقود الاربعة الماضية . وينظر الى القرار على انه محاولة اخيرة من جانب بومبيو لتخريب ما تبقى من اسس للتعاون بين بكين وواشنطن .
موقف آخر اشكالي اقدم عليه بومبيو بعد سلسلة لا تنتهي من العقوبات ضد طهران ، الا وهو ادعاء الوزير الامريكي بوجود تعاون واحتضان من جانب ايران لتنظيم القاعدة الارهابي . وقد ترافق ذلك مع انباء تقول ، ان اسرائيل قد نسقت اعتداءاتها الواسعة الاخيرة على مناطق شرقي سورية مع القوات الامريكي . واضح ان الهدف من بث هذه الاخبار هو زيادة الضغط على ادارة بايدن ومنعها من اتخاذ اية خطوة للعودة للتفاهم مع طهران .
وهناك قرار خطير آخر اتخذه وزير الخارجية الامريكية المنسحب ، وهو اعادة تصنيف كوبا على انها دولة داعمة للارهاب . ومعروف ان كوبا بقيت عقودا طويلة ضمن هذه القائمة السوداء ، وان ادارة اوباما قد الغت هذا التصنيف ، وهو امر سمح بالبدء باقامة علاقات طبيعيىة – – اول مرة -بين جزيرة الحرية وامريكا منذ نصف قرن .
ولا يمكن غض الطرف عن الجهود المحمومة،والضغوط التي مارستها واشنطن خلال الاسابيع الماضي لفرض تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية واسرائيل . وتبع ذلك قرار باعلان حوثيي اليمن داعمين للارهاب .، وهو امر يمكن ان ينسف اية امكتنية للمصالحة المستقبلية في اليمن .
واذا ا اضفنا محاولة الانقلاب الارهابي التي نظمها ترامب في واشنطن ، لباتت الصورة واضحة ،وهي ان ادارة ترامب تسعى حقيقية لاغراق امريكا والعالم بمزيد من الازمات التي لا تنتهي ، والتي تصب في نهاية المطاف في مصلحة محراك الشر الذي نظم هذا كله ، وهو نتنياهو .
نأمل ان ان لا يقع عهد بايدن في تلك الافخاخ القاتلة الي ينصبها الثنائي ترامب– نتن ياهاو ، وان تتخذ الادارة الامريكية القادمة سياسة خارجية ،تسهم في اعادة الامن والاستقراروالمنطق والتعاون الى العلاقات الدولية . 14/1/