https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

تمثل العلاقات  القائمة  الآن بين طهران وابو ظبي  لغزا يصعب تفسيره وفق قواعد التفكير المنطقي .
نظريا ، تعتبر الاماراتُ ايرانَ دولة تغتصب جزءا من ارضها، وهي الجزر الثلاثة : طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التي ضمتها طهران عام1971 ، وتضغط الدبلوماسية الاماراتية ، من اجل الا يخلو بيان سياسي عربي من ادانة الاحتلال الايراني لتلك .
واقعيا لم يؤثر ذلك على التعاون الاقتصادي بين البلدين ، حيث باتت ايران الشريك الاقتصادي الاجنبي الثاني للامارات بعد الصين بحجم تبادل تجاري يصل الى اكثر من 13 مليار دولار سنويا .
نظريا البلدان يقفان على طرفي نقيض في ازمة اليمن ، لا بل ان ابو ظبي تتهم طهران بتسليح الحوثيين ومدهم بالمال واقعيا ، استثنى الحوثيون – حلفاء ايران في اليمن- دولة الامارات من عملياتهم العسكرية ، ولم يوجهوا صاروخا واحدا او طائرة مسيرة ضد اهداف في الامارات ، وتم تركيز الضربات على السعودية ، رغم ان قوات الامارات وطيرانها يشاركان بفاعلية في العمليات العسكرية ضد حلفاء طهران في اليمن !
نظريا ، يعتبر الاعلام الاماراتي ايران مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار في الخليج،وتهديدا لامن المنطقة ، ويدين تصرفات طهران واحتجازهاا للسفن التجارية وتهديد حرية الملاحة ، ويغطي هذا الاعلام المظاهرات المعارضة التي جرت في ايران ، ويعتبر ايران دولة ضمت جزءا من الارض العربية وهي عربستان ، واطلقت عليه تسمية الاهواز .
عمليا ، نلمس ودا حقيقيا في العلاقة بين مسؤولي البلدين ، فوزير الخارجية الاماراتي يهنيء نظيره الايراني بعيد الاضحى ، ويجري معه مباحثات اثمرت عن ” اتفاق على اهمية تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة ” ،ووفد امني وعسكري امارات اجرىمباحثات مع الايرانيين حول ” اهمية تعاون البلدين في الحفاظ على امن الخليج ” !
نظريا ، تمثل دولة الامارات حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة ، التي تفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية صارمة على طهران ،وتطارد الاستثمارات الايرانية الخارجية وعمليات تصدير النفط الايراني .واقعيا ، تمثل الاموال الايرانية جزءا كبيرا من الاستثمار الاجنبي في الامارات ، وهناك انباء تتحدث عن شركات في الامارات تسهم في بيع النفط الايراني . واللغز الاكبر ، ان هذه الاموال تتحرك عبر بنوك ايرانية ويقوم بها رجال اعمال ايرانيون رغم وجودهم في قائمة العقوبات الامريكية .
نظريا ،هناك تشابه في موقف البلدين من اسرائيل والقضية الفلسطينة ، فكلاهما يدينان الاحتلال الاسرائيلي ويدعمان النضال الفلسطيني .
واقعيا ، هناك انفتاح وتطبيع اماراتي مع اسرائيل ، وهناك ايضا عداء مستحكم من جانب ابو ظبي ضد حلفاء ايران والمتعاونين معها من الفلسطينيين كحركتي الجهاد وحماس . والادهى من ذلك ، ان هناك صمتا ايرانيا ازاء ذلك .باختصار ، فان علاقات ابوظبي مع طهران ترقى الى مستوى الاحجية السياسية العصية على الفهم وفق التفكير المنطقي .ومع ذلك ، فان هذه العلاقات تزداد نموا وتطورا وتوسعا ! 3/8/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر + 8 =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube