https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

الكاتب : دونالد ترامب أصدر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة دونالد ترامب، كتابه “عظيمة من جديد.. كيف نقوم بلدنا، أميركا العرجاء” في بداية حملته الانتخابية. ويعتبر هذا الكتاب بمثابة خارطة طريق لحملته الانتخابية حيث تضمن الكثير من آرائه المثيرة للجدل، مثل المعالجة المتطرفة لهجرة اللاتينيين إلى الولايات المتحدة وعقدته الأزلية مع الإعلام، بالإضافة إلى هجومه المفتوح على الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويجسد الكتاب أيضا شخصية ترامب الغامضة التي تحتمل وجوها كثيرة يصعب على المرء تحليلها بدقة، فتارة يظهر بمظهر الحاني على كل من سدت في وجهه أبواب الرزق وتارة أخرى مثال الرجل الأبيض المتغطرس الذي لا هم له سوى إعلاء شأن بني جلدته ولو بدق رقاب باقي البشر. ويخصص ترامب الفصل الأول من فصول كتابه السبعة عشر لحالة الولايات المتحدة من وجهة نظره. وتحت عنوان “الفوز مرة أخرى” فإن أول ثلاث فقرات من الكتاب تجسد بوضوح ما يتخوف منه الكثيرون، ومن ضمنهم أعضاء حزبه الجمهوري، الذين قدموا أخيرا طلبا لحجب تزويده بآخر مستجدات الأمن القومي كمرشح للانتخابات الرئاسية. ويبرر ترامب في الفقرة الأولى من كتابه شعاره الانتخابي “لنجعل أميركا عظيمة ثانية” بقوله “نحن أعظم قوة على وجه الأرض ورغم ذلك يتغذى الجميع على طعامنا.. ذلك ليس بفوز”. وفي الفقرة الثانية يقول “لدينا رئيس يحاول أن يظهر بمظهر الشديد البأس وأنه يقوم برسم الخط الفاصل على الرمل وعلى الجميع أن لا يتخطوا ذلك الخط. ولكن عندما يتم تجاوز الخط، ليست هناك تبعات ضد أحد”. وتترجم هذه الكلمات القلق الذي ينتاب الكثيرين في الولايات المتحدة من أن فوز ترامب يعني احتمال جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهات لا تنتهي نتيجة شخصيته الانفعالية وحالة عشق الذات التي بدت واضحة في كل مرة يظهر فيها أمام مناصريه. وفي الفصل الثاني من الكتاب، يشن ترامب حملة شرسة على الإعلام الأميركي الذي طالما اتهمه بالوقوف ضده، وبالأخص الإعلام المرئي. ويلخص ترامب في نهاية هذا الفصل مشكلته مع الإعلام الأميركي بالقول إنه يصب اهتمامه على تسلية الجمهور لا على تثقيفه. وبينما تدل هذه العبارة أنها صادرة عن شخص لديه رؤية ورسالة، إلا أنه يردفها بأخرى ملؤها النرجسية يقول فيها “إنهم (الإعلام) يحبونني لأنني أجلب لهم المشاهدين ويكرهونني لأنهم يدركون أنني لست بحاجة إليهم”. أما الفصل الثالث فيخصصه المرشح الرئاسي الجمهوري لنظرية “الجدار” التي أطلقها في وقت مبكر من حملته الانتخابية، وهي تدعو إلى بناء جدار فاصل على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لوضع حد لطالبي اللجوء الذين يأتون أفواجا من أميركا الوسطى والجنوبية عبر المكسيك. وبينما يقدم ترامب مقترحه على أنه نابع من حرصه على بلده، إلا أنه مرة أخرى يستخدم لغة مهينة بحق الآخرين وصف فيها المهاجرين من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط بأنهم “الأسوأ” وأن بلدانهم تتخلص منهم بإرسالهم أو فسح المجال لهم للهجرة للولايات المتحدة. وقد استخدم لذلك كلمة “dump” وهي تعني باللغة الإنجليزية عملية كب الفضلات والأزبال في مقالب النفايات. ويبدي المرشح الجمهوري معارضته الشديدة لاستقبال لاجئين سوريين، ويبرر ذلك بأنه أمر خطير “نظرا لما يحدث اليوم” في إشارة إلى تنظيم الدولة في سوريا واحتمال وجود متطرفين بين مجموعات اللاجئين. ويتميز الكتاب بأنه كتب بأسلوب الشخص الأول وبلغة سردية تفتقر إلى المتانة وأقرب إلى أسلوب المحادثات اليومية بين عامة الناس، وفي الفصل الرابع منه يتطرق ترامب إلى السياسة الخارجية الأميركية ويستهله بهجوم على مناوئيه من الأوساط السياسية والدبلوماسية، الذين اعترضوا على ترشحه للرئاسة نتيجة انعدام خبرته في مجال العمل الحكومي والدبلوماسي. ويصف ترامب الوضع العالمي بأنه في حالة فوضى عارمة من وجهة نظره، ويرى أنه دليل على فشل النخب السياسية والدبلوماسية ويعيب على تلك النخب اعتراضهم على ترشيحه رغم فشل طرقهم على حد وصفه. ويؤكد أن سياسته الخارجية سوف تستند على مبدأ “العمل من موقع القوة”، أي استخدام قوة الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية في تحقيق المصالح الأميركية العليا. ويدعو ترامب بشكل واضح إلى مزيد من القوة العسكرية للولايات المتحدة، ويقول إن ثمن توسيع القوات المسلحة ورفع قدراتها أكثر وأكثر لن يكون غاليا إذا وضع في الميزان مقابل السلام الذي سيفرضه جيش أميركي قوي يتمتع بقدرات ردع عالية. أما الفصول المتبقية من الكتاب، فيكرسها ترامب لنقد وذم جميع القطاعات الخدمية في الولايات المتحدة فيصف الخدمات الصحية بأنها تجعل الأميركيين مرضى، والاقتصاد “غبي” والتعليم فاشل. أما الفصل السابع عشر والأخير فقد خصصه وسماه باسم شعاره “لنجعل أميركا عظيمة ثانية”، ويسترض فيه أول مناقصة له في عمله في مجال المقاولات وهي إعادة إعمار فندق الكومودور أحد معالم مدينة نيويورك في النصف الأول من القرن العشرين. ويستعرض ترامب نجاحه الباهر من وجهة نظره في استعادة بريق وألق الفندق العريق بعد أن اهترأ وتداعت جدرانه في بداية سبعينات القرن الماضي، ويستدل به على قدرته على إعادة بناء الولايات المتحدة وتخليصها من عرجها. ويركز الكاتب في هذا الفصل (الخاتمة) على قدراته المتميزة وارتباط قدره الدائم بالنجاح والنجاح فقط، وأنه الشخص الذي سيقدم الحلول الناجعة لجميع مشاكل الولايات المتحدة وشعبها ويحول فشلها إلى نجاح وفقرها إلى غنى وضعفها إلى قوة. ولم يخل الفصل الأخير من عبارات تمجيد الذات التي لا يخفيها ترامب فيقول “أنا أعرف كيف أفوز.. أحب ما ذهب إليه جاي لينو في مراسم وضع اسمي في طريق المشاهير في مدينة هوليوود عندما قال: لم يعد هناك مكان في أميركا لم يكتب عليه اسم ترامب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − خمسة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube