كتب محمد خير الوادي :
بعد عودته من رحلته الخائبة الى روسيا حيث تلقى صفعات روسية متتالية ، اعلن بوريل وزير خارجية الاتحاد الاوربي ،ان اوروبا وروسيا ليستا على موجة واحدة، وأن روسيا تنأى بنفسها تدريجيا عن أوروبا وتعتبر القيم الديمقراطية تهديدا وجودياعليها.
كلام الدبلوماسي الاوربي هذا ، يفتح عمليا الباب على مصراعيه لمواجهة طويلة الامد بين روسيا واوربا ، قد تنتهي بالطلاق التام او باشكال خطيرة من التوترات الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية . والشيء اللافت ،ان دعاة الحوار مع روسيا وعدم ربط الخلافات معها بالمشروعات الاقتصادية ، وعلى راسهم مستشارة المانيا ميركل ورئيس وزراء المجر، صاروا هدفا لضغوط شديدة ، داخلية وخارجية . فقد اغتنم الصقور المعادين لروسيا بقيادة بولونيا ودول البلطيق وهولندا والسويد وغيرها ، الفرصة لتنظيم حملة شاملة تنادي بفرض عقوبات على موسكو، وتجميد المشروعات الاقتصادية معها ، بما فيها خط الغاز الشمالي ، ومنع الاستثمارات الاوربية في روسيا . ويعتبر هؤلاء ، ان وزير الخارجية الاوربي تعرض لاهانة مقصودة خلال زيارته الاخيرة لموسكو ، وان على اوربا ان ترد بحزم على مواقف الكرملين . وهناك جهة خارجية تساند هؤلاء الصقور ، وهي الولايات المتحدة ، التي تدعو الدول الاوربية الى معاقبة موسكو ، وزيادة وجود الناتو على الحدود مع روسيا ،وتكثيف الدعم السياسي والعسكري لكل من اوكرانيا وارمينيا وجورجيا وازبكستان لمقاومة الضغوط الروسية .
حتى الان ، تبدو الاجواء بين موسكو واوربا ملبدة بغيوم العداء، التي تراكمت بسبب نافالني وطرد الدبلوماسيين الاوربيين .من جانبها ، حرصت القيادة الروسية على اظهار عدم اكتراثها بردود الفعل الاوربية ، واعلنت بحزم انها لن تسمح لاية جهة خارجية بالتدخل في الشؤون الروسية .لكن هذا الموقف الروسي اللامبالي ، هذا لا يخفي وجود ازمة هي الاخطر في العلاقات بين روسيا واوربا ، وان التوتر مع اوربا سيزيد المتاعب التي يعاني منها الاقتصاد الروسي .
باختصار ،يبدو ان شهر العسل بين اوربا وروسيا يشارف على الانتهاء ، وان مرحلة جديدة من العداء لروسيا والتخويف منها وتضخيم الخطر الروسي قد بدأت تنتشر ، وستكون هذه الموجة مدعومة بقوة من واشنطن وغيرها من القوى التي تناصب موسكو العداء . 8/2/