https://chinaasia-rc.org/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

بعد الزحف  الكبير لحلف الناتو الاوربي نحو  الحدود الروسية    بذريعة التصدي للخطر الروسي ، بدأت الولايات المتحدة جهودا محمومة لتشكيل ناتو آسيوي يضم  عددا من دول جنوب شرقي آسيا  .والهدف المعلن للخطوات العسكرية الامريكية  ” الآسيوية “هو مواجهة  الخطر الكوري الشمالي ، بينما الغاية الحقيقة لواشنطن تكمن في احتواء الصين ومحاصرتها عسكريا .

وقد قطعت خطط اقامة حلف عسكري آسيوي معاد للصين اشواطا  عملية كبيرة . ومرت  الجهود الامريكية  هذه بمرحلتين : الاولى تتجلى في تكثيف الوجود العسكري الامريكي في جنوب شرق آسيا ، حيث نقلت واشنطن الى هناك اكثر من نصف قواتها البحرية   والجوية ،وعززت قواعدها العسكرية هناك .كما استثمرت  واشنطن خلافات كل من الفيليبين واليابان وفيتنام وماليزيا وسنغافورة حول جزر مختلف عليها  في بحر الصين والخلافات الحدودية بين الصين والهند  ، لتاليب تلك الدول ضد بكين.

اما المرحلة الثانية في الخطط العسكرية الامريكية ، فانها تتلخص  في بناء  احلاف عسكرية  جديدة ، مثل  تحالف ” أوكوس ” الذي اعلن عنه عام 2021 ،  ويضم امريكا واستراليا وبريطانيا . و بثت واشنطن الروح  في  التحالف الرباعي الامني  المكون من  امريكا واليابان واستراليا والهند  ،والمعروف باسم ” كواد”،. ووسع الجيش الامريكي  تحالفه العسكري مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وعدد آخر من دول المنطقة .

فقد اعلنت واشنطن دعمها المطلق لاعادة عسكرة اليابان ومضاعفة انفاقها العسكري ، ومدتها بصواريخ استراتيجية  تصل الى الاراضي الصينية . كما تم  الاتفاق مؤخرا على توسع القواعد الامريكية في الجزر اليابانية  ،حيث يرابط هناك نحو اربعين الف عسكري امريكي .وفي السياق نفسه ،اعتبرت امريكا الجزر المختلف عليها بين اليابان والصين ارضا يابانية، تدخل ضمن المظلة الامنية التي تقدمها واشنطن لطوكيو . كما  اتفقت امريكا مع  الفيليبين  على اقامة قواعد عسكرية امريكية هناك ، وقدم البنتاغون مساعدات هائلة للجيش الفيليبيني . ونجحت  واشنطن في دفع كوريا الجنوبية للتخلي عن حيادها النسبي ، ونصب البنتاغون هناك صواريخ ارض ارض بعيدة المدى من طراز ثاد. ومؤخرا ،اعلنت واشنطن قرارا بنشر اسلحة نووية في كوريا الجنوبية ، وهو قرار هاجمته الصيني بشدة .

وفي الوقت نفسه ، حصلت السفن الحربية العسكرية الامريكية على موافقات للمرابطة في موانيء كل من سنغافورة وفيتنام ، كما زاد البنتاغون من  صفقات الاسلحة المقدمة  لفيتنام  وتايلاند وتايوان .

وادعت  الادارة الامريكية ان  الغاية من اجراءاتها هذه هي  ،طمأنة حلفائها في تلك المنطقة ، وردع ما اسمته بالخطر الصيني .

وكما استغلت واشنطن الازمة الاوكرانية من اجل تعزيز النفوذ الامريكي في اوربا وتوسيع حلف الناتو ، فان ادارة بايدن تفعل الشيء نفسه في جنوب شرقي آسيا بحجة انقاذ هذه الدول من التوسع الصيني ، ودفع دول جنوب شرقي آسيا للدخول الى الخيمة الامنية الامريكية ، وبناء ما يشبه الناتو الآسوي الذي  يقف في وجه الصين.

والمشكلة ان التوترات الي خلقتها الازمة الكورية والمسألة التايونية والخلافات بين كل من اليابان والفيليبين وفيتنام   والهند مع الصين ، قد هيأت التربة المناسبة  للاسراع في بناء حلف عسكري آسيوي  بقيادة امريكا ، معاد للصين ، تحت ذريعة الحفاظ على الامن والاستقرار وحرية الملاحة في جنوب شرقي آسيا .

29/4/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × اثنان =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube