تجيب صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها أن بنيامين نتنياهو حقق فينيسان/أبريل انتصارا قويا بدعم من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعهدتبالوقوف وراء تشكيل حكومة والحصول على غالبية في الكنيست. وبدا الطريق مفتوحا له لكي يصبح أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل وليدفعباتجاه مبادرات ذات آثار واسعة مثل ضم مستوطنات الضفة الغربية وتمرير قانونيحصنه من الاتهامات التي تلاحقه ويمنع من محاكمته وهو في السلطة. وكانت إدارة ترامب تخطط لاستقبال الحكومة الجديدة بخطتها للسلام التي أطلقتعليها “صفقة القرن” ليتضح أن نتنياهو لم يفز في الانتخابات. فقد فشلبتشكيل الحكومة بحلول الموعد النهائي يوم الأربعاء واضطر للتحرك نحوانتخابات جديدة. وترى الصحيفة أن الفشل لا علاقة له بالفلسطينيين ولا بمحاولات نتنياهوالتأثير على حكم القانون ونزاهة القضاء، بل نتج بسبب الخلاف بين الأحزابالدينية والعلمانية، وهو خلاف قد يهم في إسرائيل المعاصرة أكثر من الصراعبين الحمائم والصقور. فلطالما اعتمد حزب الليكود بزعامة نتنياهو على الأحزاب الدينية المتطرفةوالتي عادة ما تتخذ مواقف متشددة في الأمور العلمانية. وقرر أفيغدورليبرمان، الذي يقود حزبا مكونا في غالبيته من مهاجرين علمانيين استغلالالتوتر عندما رفض الانضمام للائتلاف إلا في حالة تخفيف شروط الإعفاء منالخدمة العسكرية. وتعلق الصحيفة أن الحملات الإنتخابية المقررة في 17 أيلول/ سبتمبر ستركزعلى هذا الموضوع. ولكن الرهانات فيها عالية لنتنياهو وترامب أيضا، لأنالناخب الإسرائيلي قد يتخلى عن رئيس الوزراء بعدما تبين له أن نتنياهو حاولتحصين نفسه من الاتهامات التي تضم الرشوة. وحتى لو فاز في الجولة التالية فسيواجه خمسة أشهر على الأقللتشكيلالحكومة ولن تحميه من مواجهة القضاء. أما إدارة دونالد ترامب فليس أمامها أي خيار، بل وضعخطتها على الرف لعدةأشهر، وهو أمر سيتلقاه نتنياهو والفلسطينيون بالارتياح. ولو خسر الانتخاباتفسيحرم ترامب من حليف قريب وزعيم يشترك معه في مواقفه الإنقسامية وأساليبهالسياسية وحتى خطابه من “الأخبار الزائفة” إلى “عمليات التصيد”. ويراهن نتنياهو وترامب على إعادة انتخابهما، فلو كان أحدهما مخطئا، فهذايعني أنواشنطن بوست العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية ستتعرض لإعادة تشكيل.